كتابات راي

عيدنا الأضحى وتهانينا الرقمية

العيد مناسبة دينية اجتماعية وشرعت للمسلمين في السنة عيدان، وفيهما حكم وأسرار، لمن شاهدهما بعين التدبر والاعتبار، ومن تأمل أدرك أن العيدين يقعان بعد الفراغ من ركنين أساسين من أركان الإسلام وما صاحبهما من أعمال ومشقات. 

فعيد الفطر بعد صيام رمضان وقيامه، وعيد الأضحى بعد الحج الأكبر،وتلك فضيلة للعيدين لتلازمها بعد الركنين فلهما بركات ونفحات، فجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يجتمعون لأداء صلاة العيدين اللتين لهما سنن وآداب واركان، تختلف عن غيرهما من الصلوات المسنونة ومنها عدد التكبيرات ،وما يسبقها أو يعقبها من تكبيرات جماعية بعد عقب الصلوات الخمس وفي الأسواق والمناسبات، ولبس الجديد سنة من سننها إظهارا للفرح والسرور ،شكرا لنعم الله السابغة علينا ظاهرة وباطنة،وفي هاتين المناسبتين تزدهر الحياة التجارية في الملابس وتزدحم الأسواق ، وتستعد لها المصانع لتصديرها والمحلات التجارية لتوفيرها بأغلى الأسعار لأن العرض بحسب الطلب وكلما زاد الطلب ارتفع السعر وصارت البضاعة رائجة، وللتضامن مع المعسرين فرضت زكاة الفطر في الأولى وشرعت الأضحية في الثانية، وتجب على الموسر الواجد قوت يومه لنفسه ولأهله ، وليس المزكي كالمزكي بزكاة المالية التي فيها النصاب والحول وهنا الفرق بين الزكاة البدنية والزكاة المالية، وفي الأضحية قد يترك ذو سعة مع أنه قادر عليه مع ورود النهي في ذلك، وقد ضحى الرسول صلى الله عليه وسلم وحضّ على ذالك الشعيرة، وفي الحديث عند أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا”. 

ولكنها اليوم في بلادنا أصبحت الأضحية مشاريع للجمعيات، يقسم للفقير والموسر معا، وتلك عادة سيئة تجب إزالتها وترشيد الناس عنها، والسنة أن يضحي الواجد عن نفسه وأهله، ويجتهد في حصول الأجر الوارد في ذالك ،وتصير هذه الأيام أيام أكل وشرب بعيدا عن كاميرات التوثيق ومشاريع المتبرعين، فلنشارك في المناسبات الاجتماعية للأهل والأقرباء والأصحاب بعيدا عن التكنولوجيا وضغوطات الحياة ، ولتناول الأضحية معا. 

ومن سننها المشهورة أو المباحات المعروفة ،التهاني للعيدين التي كانت الصحابة رضوان الله عليهم يفعلونها بألفاظ وأدعية متقاربة المعنى وان اختلفت الصيغ ،وأشهرها ” تقبل الله منا ومنكم ” . 
وبعد ظهور التكنولوجيا هناك باقات صممت للتهاني منها ما هو جاهز بإضافة الاسم ،وآخر بإضافة الصورة ، وتارة بالفيديو، يبتدر إليها المبتدئ المرسل أما المستقبل فهل يجب عليه رد التهنئة كالسلام قول لبعض أهل العلم، فالتكنولوجيا قربت كلّ بعيد. 

يقول شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (24/253) (أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد : تقبل الله منا ومنكم ، وأحاله الله عليك ، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره ، لكن قال أحمد : أنا لا ابتدئ أحداً ، فإن ابتدرني أحد أجبته ، وذلك ؛ لأنه جواب التحية واجب ، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها ، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه ، فمن فعله فله قدوة ، ومن تركه فله قدوة ، والله أعلم )، 
وكونها بعد صلاة العيد مشهورة وتعجيلها قبل الصلاة أو ليلة العيد معمولة رقميا ، فان كانت من باب العادات والمباحات فلا تقييد في المباح. 

كل عام والعيد ينثر لنا زهور السعادة والفرح، كل عام والأهل والأحباب هم منبع النور، كل عام والتهاني تدق الأبواب وتزور، عيدكم مبارك،اليوم أرسل لكم تحية من قلبي إلى قلوبكم بمناسبة العيد السعيد، عيدكم الأضحى المبارك. 

أدعو الله أن يملأ أيامكم بالفرح والخير، وأن يحلّ الصومال السلام الشامل،ويختار المنتخبون رئيسا غير مغترب ونوابا حكماء من المقيمين لينصلح البلاد والعباد،. 

 
*مدير مركز تمام للدراسات والتدريب 
مقديشو- الصومال 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق