كتابات راي

من الشعبويه خطوة للفاشية و أخرى للإستعمار والمسارات من إيطاليا

في التصدي المتنامي والصامد أمام شريحة من الشعب الإيطالي لسبب يعود مجرد كونهم مسلمين فقط، و شعلةٌ كبرى تنفث عليهم آتيه من الإسلاموفوبيا تبتدء من شخص رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني وتتقاطع مع أحالفها بالسلطة الإيطالية،فهنالك ما نجده بعالي الصحة من ما يتم تناقله عبر الأوساط الإعلامية عن سلوك المسلمين بإيطاليا و تعذرعم بشتى الموانع عن إستخدام بعض المنتجات التي تحوي مواد خنزيرية دون أخذ السلطات الإيطالية بإعتبار مانعهم الديني من الأساس فلا يخول لهم ذات الحق الذي يتمتع به أتباع الدينات الأخرى من الإعتبار الكامل الذي يلقونه لحقوقهم الدينيه و الشعائرية حتى.

بميولاتها الغير علمانية والمائلة نحو الصليبية المقدسة فخلال الأسبوع الماضي تضرب طريقها من روما إلى أديس أبابا فوق حصنها الأسود رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بوفدها الوزاري.

أساليب إستحداث ميكافيلية القمصان السوداء الإيطالية و التي تتمازج مع الشعبوية الترامبية، أتى طراز جورجيا بتلك الصورة من عقدها السياسي داخل إيطاليا.

فالقرائات التي تستمد من اللقاء الثلاثي الذي جمع بين دول إيطاليا و أثيوبيا و الصومال يشير إلى معضلة الطرفين الصومالي و الأثيوبي ، الذي يبرز كيفية إنتهاج تلك الطبائع من الغفلة السياسية التي تتبعها و التي تم تلاقحه من المستعمرات الأفريقية القديمة وخاصة الشرق أفريقية منها، فمن تلك الأساليب تزوي أنظمتها الحالية خلف أزماتها الاقتصادية و الأمنية وذلك في حين شروعها بعمليات تصفير الحسابات السياسية مع نظرائها السياسيين من مواطنيها و مع التخطي التام في التفعيل الصحيح للمظلات المنظماتية الحكومية الإقليمية التي تعنيهم، فما تحقق الآن في القرن الأفريقي ومن إجتماع أديس أبابا هو ذلك التهميش الصريح لدولة إريتريا بالدرجة الأولى و التي لها إرث تاريخي يجمعه مع جمهورية إيطاليا.

, من الشعبويه خطوة للفاشية و أخرى للإستعمار والمسارات من إيطاليا

خاضة إيطاليا غمارها السياسي نحو القرن الأفريقي و دون تجذيرها لفحوى التظافر السياسي من الأطر التاريخية وحتى الواقع الموجود بأسلوب حداثي يحاكي تغيرات منطقة شرق أفريقيا القائم، و في حالها إيطاليا عن البحث لصداقات آنيه تريدها بثمن رخيص و بالاستدامة طويله فهي حتما لاتملك التصريح بإسترداد مستعمراتها القديمة! فتجد حقا معضلةً شائكه بمقاييس مختلفه.

وكذلك يظهر على السطح التحرج عن تلك الكنوز التي طالتها أيدي الفاشية الإيطالية في القرن الأفريقي، ولن تنسى شعوب القرن الأفريقي عن فضائع الفاشية الإيطالية وخلال حملتها العسكرية وقت الاستعمار فقط داخل أثيوبيا قاموا بقصف الأثيوبيين بغاز الخردل السام في سابقة تاريخية حيث إستخدم منه مايقارب بين 300-400 طن ، وأعداد الضحايا الأثيوبية بلغة 700 ألف قتيل بنهاية الحملة الإستعمارية الإيطالية بأثيوبيا.

وقبل أنتطوي صفحات التاريخ تقرر الحكومة الإيطالية بإنضمامها إلى معسكر الحلفاء و تركها جانب دول المحور الذي كانت تقوده النازية في الحرب العالمية الثانية وذلك في ثالث عشر من أكتوبر 1943 ميلادي ،لم يأتي ذلك القرار الإيطالي
بسلاسة تذكر وإنما بجهدٍ و كافحٍ خاضه الشعب الإيطالي فمن أجل كرامته و حريته نجح بتحديد عدوه الحقيقي الذي أدخله في ظلمة القمصان الفاشية السوداء بتلك الإيدلوجية النكراء من عنصرية الفاشية المتطرفه و العنيفه و أوصلوا وطنهم إيطاليا إلى بر الأمان.

فمن أجل الحصول على سمات طراز جورجيا السياسي يقولان كل من الاستاذ فدريكو بورسيا و أندرو نوفا بمركز تحليل السياسات الأوروبية(CEPA)، فتطويع العمل البرغماتي المتطلب في السلطة الإيطالية نشاء نسيج سياسي متداخل بين حلف تكون تتشاطره جورجيا ميلوني مع اليمين الوسط و أنصار الفاشية على إختلافهم في مسمياتهم الحزبية،ذلك في خضم غياب التوجهات الآتية : مثل الإمبريالية ،و سياسة الحزب الواحد من تفرد السلطه، و العنف السياسي أو حتى عسكرة الدولة من أفقها السياسي لجورجيا و من ثم نبذها للأيدولوجية المعادية للديمقراطية حسب تصريحاتها السابقة، فتلك هي حقيبتها من العمل السياسي.

غوغائيات اليمين المتطرف و الجرم الحضاري المتداول بينهم و تصنيعهم للخوف والمتاجره بالإسلاموفوبيا هي أدوات فاشية العصر ونازيتها فمن سوء الطالع أن أسواقهم التي يحتكرونها جماعات اليمين المتطرف الغربية يسودها تصدير التصنيفات الجديده للعبودية و يختلط بها فنيات تجزئة الحرية وتصغيرها إلى ذريرات باهظة الثمن بشُحنٍ مستديم.

المعالجات الموجه نحو الإسلاموفوبيا في الغرب جد متفاوته وحسب أخذ كل بلد بمنهجيته الخاصه ، فإختزال شرور الإسلاموفوبيا تجري بقدم وساق بمسعىً متنامي نحو تعزيز إسقرار البيئه المجتمعية لدولهم من تعدد الثقافات الموجودة هنالك و مجانستها النسبي بين بعضها البعض و بين البيئة الأصلية ،فكل ذلك ملحوظ و مثير للإهتمام من حوله خاصه في إلتماسه لحول ناجعة التأثير وبالغة الأثر .

بقلم : د. محمد آدم يوسف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق