هل معايير وشروط السياسي الصومالي مختلفة عن المعايير العالمية؟!

لكي يصبح المرء سياسيا بارعا في الصومال ويشيد به الشعب في حنكته السياسية يحتاج إلى أمور عدة من ضمنها أن يحفظ أسماء القبائل والأفخاذ والبطون والعشائر والفصائل وكيف يتصاهرون ويتحالفون، وتاريخهم القديم والحديث، وبعد ذلك عليه أن يواظب بشكل يومي على متابعة المحتوى السياسي، والأخبار، والبرقيات وأمور كثيرة ومتشعبة وهامشية بنفس أهمية نقابة المعلمين، وأن يحفظ الكثير من الحكم والأمثال من التراث العظيم، أعني الكثير منها إلى درجة أنك لا تعلق على حدث ما إلا وتجد من مخزونك مثلا سائرا وشعرا باهرا وقصة عن قروي “حكيم”، وهل سبق أن قلت بأن على السياسي أن يعلق على كل الأحداث تقريبا مع علم أن فصل مسؤول الإستكات في البنك المركزي عن عمله يعتبر حدثا، أعرف يا صديقي أنك لم تأخذني على محمل الجد حين أخبرتك بأن عليك أن تحفظ الكثير من الأقوال والأمثال، كل هذا وقدر لا بأس به من المال الذي لو استطعت جمعه لأدركت أن الحياة أجمل بكثير من أن تعيش رئيسا لدولة كالصومال، كل هذه الأمور في نظري مقدورة عليها ولم تقف يوما أمامي كحالم من الحالمين الصوماليين بالسياسة الصومالية، أمر وحيد يقف حائلا بيني وبين حلم السياسة، أمر أصعب علي من كل ما ذكرته سابقا، وهو أن عليك تكوين ثقة مفرطة تفوق ثقة الفيزيائي الحاذق حين يتكلم عن إسهامات نيوتن في الفيزياء بعد وفاته بقرن، هذه الثقة إما أن تكون صادقا فيها وتكتسبه بالفعل وهذا يحتاج إلى وقت طويل ووابل من التجارب التي لا يمكنه أن يكتسبه أي كائن فقاري خلال حياته، أو أن يكون ممثلا بارعا أشد البراعة، وهو أمران لا يتوفران لشخص مثلي، ولذلك أصبحت أحلم هذه الأيام بأن أكون مدرب لياقة بدينة ناجح.