كتابات راي

شكسبير إفريقيا: الشخصية التراثية للشاعر محمد إبراهيم ورسمه هدراوي

الشاعر الغنائي والكاتب المسرحي محمد ابراهيم ورسمه هدراوي يعد من أعمدة الشعراء المخضرمين في ش، أمضى عمره في الشعر والأدب، لايمل ولا يكل في تأليف  الأغاني والروايات والمسرحيات ، فهو كنز ثمين للشعب الصومالي  والقومية الأفريقية.

     ولد الشاعر  محمد ابراهيم ورسمه “Hadraawi” في بادية برعو “Burco”  الواقعة في منطقة توغدير “Togdheer “بشمال الصومال عام 1943م.

    وترعرع في الحياة الريفية كغيره من الصوماليين غرة عمره  من  عائلة أديية تراثية ، وقاطنة في البادية،   متوسطة الحال، غنية عن المعروف ! تتكون أسرته  الفاضلة من بنت وثمانية أولاد “بنين” ومن بينهم الشاعر الكبير  عثمان ابراهيم ورسمه المعروف ب.. هريHurre.

      وقد توفيت والدة الشاعر رحمة الله عليها  وهو صبي صغير لايزال في التاسعة من عمره، وفي عام 1953م  ذهب الى اليمن  للعيش مع عمه السيد أحمد ورسمه الذي كان يقيم في مدينة عدن الساحلية اليمنية.

   نشأ الشاعر بداية عمره في اليمن  مديرية التواهي مدينة عدن ، درس  القرآن الكريم فيها، حيث اطلق عليه لقب هدراوي  أيام طفولته في الخلوات !  ومعناه أبو “هدره”  ثم التحاق بمدرسة محلية وتلقى فيها مراحل تعليمي -الأساسي والثانوي من عام 1956_1964م.

      وقد تأثر الشاعر وتفاعل مع الفن اليمني وتراثه وعلاقته بالآخر ، بل كونت بصولته الفكرية والأدبية خلال وجوده في اليمن ،  وفي عام 1963م أصبح الأديب  محمد ابراهيم ورسمه هدراوي  مدرسا في مدرسة ابتدائية بعد تخرجه من المرحلة الثانوية ، وبعد حصول الصومال على الإستقلال انتقل الشاعر من يمن الى مقديشو  عاصمة الصومال.

    وفي عام 1967 م  بدأ العمل  مع وزارة  الإعلام  في الصومال خاصة “إذاعة مقديشو” الى عام 1972م، ثم التحق الى الجامعة الوطنية الصومالية قسم كلية التربية  “Lafoole”  في أفجوي”Afgooye ” ثم عمل بعد اتمام  دراسته في الكلية   في افجوي بوظيفة مدرس  كما عمل أيضا في دائرة الإعلام الحكومي .

      الأديب محمد ابراهيم ورسمه أيقونة للفن في -الصومال –  وشاعر حكم  وناقد بصير في دوحة الأدب والشعر !  كما كان  معلقًا قويًا على الوضع السياسي ومنتقدًا للنظام العسكري آنذاك.في عام 1973م. الف راوية Aqoon iyo Afgarad وشارك في سلسلة Siinley “السينة” الأدبية  ثم الف مسرحية Tawaawac،  وكلاهما انتقد الحكومة العسكرية التي كانت في ذلك الوقت في السلطة، و بسبب هذا المعارضة ، تم اعتقاله وسجنه في منطقة “Qansax-dheere” في إقليم باي بجنوب الصومال  حتى أبريل 1978م.

وبعد إطلاق سراحه من السجن عام 1982م ، أصبح محمد ابراهيم ورسمه هدراوي  مديرًا  لقسم الفنون  في أكاديمية العلوم والفنون والآداب في الصومال. وفي جل قصائده الأدبية تحمل روح الوطنية! وباسم الحرية والنضال ؛ يدعو دئما  إلى الوحدة باعتبارها الى السبيل الوحيد “للسلام والتنمية” ويكره التناحر والتنازع ،  لأن التنافر لا يمكن إلا أن يستنتج الدمار والخراب في الوطن.

تجد في أغنيته الشهيرة التي غناها المطرب السيد ا  ستاذ  خليف ” اغنية حمر”يعرض الشاعر بهذه الأغنية  جوهرة وطنه المجيد ، وكبرياء الحرية، حول صور البطولة ومواقفهم  الحاسممة وبسالتهم   ضد المستعمر الغاشم.

Xayaabkii cir da’ayeey

Daruur shaalka xayddaay

Xulad geenyo ugubeey

Darmaan xoosh u dhalataay

Xil-dhibaanka nabaddaay

Xajkii geeska bariyeey

Cadceeddoo xab-bururtaay

Marna xabag barsheeddii

Nafta xiisa gelisaay

Xudduntii dhulkaygaay

Xaruntii dadkaygaay

Xamareey ma nabad baa ?

وفي قصيده Habala geeska Afrika  “نساء القرن ” يخبرها الشاعر قيمة المراة الأفريقية “الصومالية” ودورها في الحياة  وبسحرها الجميل ، ويريدها أن تتحلى بالحشمة في أعمالها كالبسالة في الحرب والعظمة في القيادة !  فهي أميرة البيت،حاملة السلام والإستقرار !

Hablo weerar geli kara

Hablo geesi dili kara

Hablo geela dhicin kara

Hablo talada goyn kara

Gobanimona hanan kara

Garta madal ka niqi kara

Garashana iskaga mid ah

Quruxdana ka wada goba,

Geesteenna mooyee,

Geyi kale ma joogaan.

وفي قصيده”Bulsho”   الشهيرة تجد أنه يتحدث فخرية الوظنية، وحب الوطن والتزامه تجاه شعبه  من أجل التعليم والمعرفة لدى الأبناء ، ورفع الوعي طلاب الصومال نحو جغرافية البلاد ؛  فها هو يعرض لهم الطبيعة والجمال ؛ الإنتاج ، المحاصيل، وأماكن السياحة..بلدوين…وبورما …بوصاصو..وشلنبود.

Adigoon cirka u bixin

Ama boodin leexada

Ama badaha waawayn

Nafta aan ku biimayn

Baariis adoon tegin

Ama boon ka sheekayn

Barashada dalkaaga

Horta laga bogtaayo

Baladkaaga hooya

Beryo laysku hawlaa.

الأديب محمد ابراهيم ورسمه هدراوي قامة أدبية، وموسوعة فكرية في جميع مجالات الحياة وفنونها المختلفة ، في الحب لهوان و يكفيك عن هذا أغنية  “بلوين” التي اشتهرت بين أوساط المجتمع الصومالي ومنها ما يألي:-

  Dhanka bari magaalada

  Sow boqorad joogtoo

  Biyo dahab la moodoo

  Cilicdii haweenkiyo

  Bili loo dhameeyoo

  Timo boqonta joogoo

  Baal gorey la moodoo

  Baarkana casaankii

  Bidix midig is gaadhoo

  Bur-cad lagu xiddeeyoo

  Badh ku xeexanaysoo

  Barkanaysa qaaroo

  Huwanaysa baaloo

  Igu beertay lahashoon

  U buseelay maan baran.

  يقول المفكر -الجيبوتي -الشيخ عبد الرحمن سليمان بشر في مقال كتبه حول مسيرة هذا الجبل الشامخ المعنون  “إشكالية المفكر الصومالي هدراوي في العقل الصومالي الجمعي”  معلقا بقصائده الغزلية وغزارة شعره  حول للحب .

    “كما أننا نجد في هذه اللحظة قصائد أخرى   حول الحب كقصيدته الرائعة عن الحب والدم بعنوان  (هلا  كتبت رسالة الحب والغرام بالدم ؟ )   والتي أصدرها  حين قرأ رسالة أرسلها مواطن سوداني محب وعاشق إلي سيدة الفن الصومالي “حليمه خليف مجول”،  ولكنه كتب رسالته بمداد من الدم الذي أخذه من جسده ، وكانت لحظة جميلة ، وإنسانية ، أنتجت  هذه القصيدة التي تعتبر من روائع الفن الصومالي .

Jacayl dhiig ma lagu qoray

weli dhuux ma loo shubay

qofna saanta dhabarkiyo

ma u dheegey feedhaha

dhabanada cad laga jaray

hadalkii ma lagu dhigay

xinjir aan is dhalan rogin

midabkeedu dhiin yahay

laga dhuray halbowlaha

weli dhiil ma lagu shubay

laba mays dhansiiyeen

sida dhayda xoolaha

dhag dhag maw wadaageen

  وقد كتب الحب بالدم، لديه نخاع حتى الان، تم سكبه من أجله شخص مقشر… الجلد من الظهر أو الضلوع   لديه تعبير عن هذا  قدمت في الجسد..  قطع من الخدين..لديه دم مستخر …. لونه لا يزال أحمر غير متخثر تم تجريفه من الشرايين.  .سكب في وعاء الحليب

وفي الفكر وصناعة الأفكار  فهو متخصص في مجال الخطاب الجماهري تحريض الشعرب للإنفاضة” فكانت قصيدة “Hanbaabir”، والتي صاغها بشكل غير معروف في الأدب الصومالي التقليدي ، واستخدمها بلغة غير مفهومة وفلسفية ، ولكنها كانت تحمل روح الثورة ، لأنها كاتت تدافع عن الإنتفاضة في مدينة هرجيسا التي رفضت استقبال الرئيس محمد سياد بري ، وانتفضت لأجل ذلك فكانت عام 1982م. “

     وفي الحرب والتحريض فهو سيف بتار ، وشهادة على ذلك يكفينا أغنية  “Hargaysa matoostay”وفي آفاق المعرفة  والحكمة بحر لا ساحل له ويغنيك عن هذا اغنية “سر الحياة”   “Sirta nolosha”.

     وفي الدعوة والحفاظ على القيم  والمبادئ الإسلامية  والأعراف القومية  والتقاليد  التراثية  فهو قاموس أدبيي ومدرسة كلاسيكية حتى النخاع ، وهذا دليل وبرهان واضح على حجية اعتقاده وانتمائه الفكري وتمسكه الثقافي حول القضايا الإجتماعية والتاريخية والأيديولوجية الصومالية  ومن خلال قرأءة هذا القصيد “Dabahuwana” الذي يببلغ ع 800 بيتا تظهر لك هوية الشخصية الصومالية وخصائصها العرقية ومميزاتها الفكرية:-

Markay dani meeday tidhi

Maxaan talo meel Ka dayey

Markay dani maaha tidhi

Weydiiyey qof meel Ka dayey

Markay dani maaha tidhi

Ku laabtay halkaan Ka dayey

Markay dani maaha tidhi

Ka sii deyey meel la deyey

Maxay doqoniimo tidhi ?

Dul iyo magan bay lahayd

Xishood dedan bay lahayd

Dux iyo soddoh bay lahayd

Dumaashi dhan bay lahayd

Dad kala guran bay lahayd

Rag iyo dumar bay lahayd

Nin-door taliyay lahayd

Marwiyo degel bay lahayd

Duq iyo garashay lahayd

Haween darban bay lahayd

Barbaar diran bay lahayd

Habliyo dardaray lahayd

Halyey diriray lahayd

Darmaan boqran bay lahayd

Duud iyo oday bay lahayd

Da’ iyo da’ dhexay lahayd

Da’aad yaryar bay lahayd

Isdaaddihin bay lahayd

Deryeele cad bay lahayd

Dalaandaliyay lahayd

Sal iyo daab bay lahayd

Dallaayad saray lahayd

Shishiyo duluc bay lahayd

Wixii dumey bay lahayd!”

  وفي أثناء قصيدة ” Dabahuwan ” يحارب شاعرنا العملاق مبادئ الشيوعية وجذورها المزيفة ، والنظم الاستبدادية والإجراءات القمعية وفلسفة الديمقراطية الفاشلة  ، والحرية التعسفية التي تحمل الإباحية والسفور ، والقتل والتشرد، والمبادئ الرحعية الغربية التي تروج الشذوذ باسم الحرية، والمعرفة الناقصة باسم الحضارة أو الحداثة. ثم ينتقد بصورة جلية وبلهجة قوية فكرة -نظرية التطور-” لداروين” ويعدها مذهبًا هدَّامًا يقضي على جهود الإنسانية الإنسانية في تاريخها القديم  والحديث، وقيمها السامية وكنهها الشريف ؛ لأن البشرية مخلوق مكرم !

  واذا نظرنا الى ميادين أدب الغزل وشوق الأدباء فهو من أشهر شعراء الغزل في الصومال، كما كان شاعر العرب  الملك الضّلّيل “امرؤ القيس” أشهر شعراء الجاهلية في الغزل ! الذي قال لعشيقته.

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل

بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ

وإنَّ شفائي عبرةٌ مهراقةٌ

فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ

كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها

وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل..

وفي معلقة الشاعر الجاهلي  عنترة بن شداد ، نجد أنه يمدح عشيقته غاية روعة وجمال وفي مطلعها ما يألي:

هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم

أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ

يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي

وَعَمي صَباحًا دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي

فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها فَدَنٌ

لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ

وللأعشى مُعلّقة شهيرة تغنّى من خلالها بمحبوبته “هريرة” وتحفل مُعلّقته هذه بالصور والتشابيه لمفاتن المرأة وجوهرتها المكنونة.ومنها

ودّعْ هريرة إنْ الركبَ مرتحلُ

وهلْ تطيقُ وداعًا أيها الرّجلُ ؟

غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُه

تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ

كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا

مرّ السّحابة، لا ريثٌ ولا عجلُ

وقد الف الأديب محمد ابراهيم ورسمه هدراوي المثير  من الأغاني والأشعار حول هذه الظاهرة  “الحب والغزل” ولعلّ من أبرز قصائده الغزلية  اغنية Jacayl dhiig malagu qoray وقد صمدت  غزلية هدراوي Hadraawi بأشعاره الغزليّة والوصف والتخيُّل؛ فقد كان شغوفًا بالشعر يُبدع في تصوير عواطفه وأحلامه، وتميز أدبه بالرقة والعذوبة  معشوقته وعلى السبيل المثيال  أغنية بيرللى”Beerlula” في بلدوين.

Nin Banaadir joogoo

Beledweyn la haystoo

Waxaan ahay la baabee

Sow baadi doonkii

Weli baafis maan ihi.

Beledweyn Allahayow

Ka dhig xero badhaadheed.

Beerlula Allahayow

Belaayada hareer mari.

Beledweyn Allahayow

Ka dhig guri barwaaqeed.

Beerlula Allahayow

Beryo samo ku noolee.

Beledweyn Allahayow

Ka dhig beerta raaxada.

Beerlula Allahayow

Ka barii waxyeellada.

     وقبل التحاقه الى جبهةSNM  التي كانت تريد الإطاحة  بنظام محمد سياد بري فقظ  عمل الشاعر مع الحكومة العسكرية وهو في يقظة سياسية من قبل الحكومة ،وهذا موجود في  معظم أشعارهوأغنياته اللاذعة تجاه الثورة ، وقد شارك مع الحملة الثانية الأدبيةDeeley  مع نخبة من الشعراء والأدباء.

     وعند انضمامه  المعارضة SNM  التي كان  مقرها الرئيسي  في “إثيوبيا”  لقد كان صوتًا قويًا جدًا في السنوات التي تلت الحرب الأهلية بينها وبين -النظام العسكري- بوجه خاص ، ولا يزال شاعرًا مهمًا للغاية يعلق على المأزق الذي يواجهه الصوماليون بشكل عام .

      وبعد سقوط الحكومة المركزية الصومالية واعلان أقاليم الشمال الإنفصال من الصومال الكبير  أصبح هدراوي ناشطا  للسلام في الأقاليم الصومالية ، وكان يتوسط بين الحزب الحاكم وأجزاب المعارضة في بعض  الأزمات السياسية.

      وفي عام 1991م، انتقل محمد ابراهيم ورسمه  هدراوي  إلى بريطانيا العظمى  وخلال هذه الفترة ، سافر كثيرًا عبر أوروبا وأمريكا الشمالية للمشاركة في مهرجانات الفلكلورية الشعرية والتراثية التاريخية .

في عام 1999م ، عاد الى وطنه الحنين  مرة أخرى خاصة  إلى موطنه “أرض الصومال” المنفصلة من الصومال حسب زعمها السياسي ؛ واستقر هذه المرة في مدينة  هرجيسا الجوهرية وبرعو، ثم حضر الأديب بعدد من الجامعات المحلية  في صومالاند  ومنها  جامعة هرجيسا و”جامعة برعو”   ودرس فيها علوم  اللغة  والآداب والفن والثقافة الصومالية والتاريخ  والفلسفة ، وقد زار عاصمة الصومال “مقديشو” بمرتين على الأقل منذ سقوط الحكومة المركزية.

  الأديب محمد ابراهيم ورسمه هدراوي “Hadraawi” من نوادر شعراء الصومال، وله مكانة مرموقة وميزة خاصة  لدى الكتاب والنقاد ، بل هو من المعدودين الأفذاذ  أو ممن يشار اليه بالبنان، وربما تتجاوز أعماله الأديبة فوق حسبان الحاسبين ، وخيال المتخيلين ؛ حيث الف أكثر من 70 أغنية و 200 قصيدة ملحمية،  ومعظم تحفة أشعاره تدورحول التوجهات الإجتماعية والصالونات الأدبية والسياسية والثقافية والفكرية والفلسفية.

وبعبارة  أدق  نقول : أن آخر أعماله  الفكرية  كانت  بعنوان ” زلزال”  والتي أ قميت في فندق منصور ” هرجيسا” سنة 2007م. و كان يتحدث فيها عن الفئة المهمشة المظلومة في الصومال ومعاناتهم اليومية عبر  جاهلية التهميش من قبل المجتمع أو الواقع .

 وقد شارك بعض الشعراء من الصومال  العديد من المؤتمرات العالمية والجلسات الحيوية أو النقاشات الأدبية “الأدب المقارن” ومنهم الشاعر محمد حاشي طمع المعروف بـ جارييGaarriiye  الذي أصبح شعره وقصيده عالميا، والأستاذ الكبير الشاعر سعيد صالح أحمد سجلي Sugulle ، ومنهم الشاعر محمد ابراهيم ورسمه هدراوي ، وقام بعض الشعراء الأجانب بترجمة شعرهم الى لغات أخرى ، واليك بعض من أعماله الشعرية  مترجمة إلى اللغة الإنجليزية  مثل قصيدة  ” الأم ”  و “سر الحياة” .

Bal sallaankan fuul laalan

Iyo sagabtan heensaysan

Dhulka saas u jeedaali

Sidan iyo sidaas fiiri

Sidan iyo gadaal dheeho

Raqda solan lafaha soogan

Bal su’aal u celi meydkan

Sababtuu U go’ay raadi

Bal dhegeyso saylaanka

Iyo salowga beer qaadaadka

Iyo sebiga yeedhiisa

Waxad aragtay oo saasa

Waxad maqashayoo saasa

Maxaad odhaan lahayd suudi

Naxdintii badh baa suuxsan

Selelkii badh baa waashay

Dad sawaaban baa buuxa

Dumar waayey saygooda

Hengshii sidaa muuqda

Ololkii badh baan seexan

Sarihii dumaa jiifaa

Qabrigii sinmaa jeexan

Sabarkii dadkaa baahan

Saantii dadkaa qaawan

Weli talo ma saalloonaa

Waxa soo socdaa yaab leh !

Wershed suufiyaa daaran

Waxay soo siddaa geeri

Midhaheedu waa saymo

تسلق سلم المعرفه المعلق

والكارثه التي تترنح هناك

خذ كل مساحة تلك الارض

انظر الي هنا وهناك

الحاضر وما كان في الماضي

جثث متعفنة والعظام المحروقه

حاول أن تسأل الميت لماذا قتل.

إبحث عن أسباب الجريمه

إستمع الي ذلك الصمت

والصرخه التي ترعب القلوب

وبكاء ذلك الطفل الرضيع

لو كان هذا مارأيته

وكان هذا ما سمعته

ماذا كنت قلت يا سودي” رشيد

من الصدمه اغمي علي الكثير

من العلع اصبح كثيرون مجانين

يوجد كثيرون فقدوا صوابهم

كم من نساء فقدن ازواجهن

القبح منتشر في كل مكان

من شدة الحروق كثيرون لايستطيعون النوم

المباني العاليه نائمه في الارض

الارض المستويه اصبحت مليئه بحفر كالقبور

هناك تجد صبر الجياع

وحلم كل المساكين العراه

الناس في حيرة ولا يعرفون اي طريق يسلكون

ما سوف يأتي اشد واسواء

ورشه تطرف ديني مدمر

تحمل للناس قبلة الموت

خيرها وثمارها اشواك.

وقد نعته  ماري هاربر الصحفية  في الشؤون الافريقية في البي بي سي بأن الأديب  محمد ابراهيم  ورسمه هدراوي ” Hadraawi” بأنه “شكسبير افريقيا” حيث يمتلك إرث شعري لا يقدر باي ثمن.

 وفي وجهة نظري أنه أقوى من شكسبير وأشعر من لبيد ، فهو شاعر الفلاسفة في هذا العصر ، وفيلسوف الأدباء وعبقري يصوغ فكره أدبا ، وأديب يجعل من أدبه فلسفةوعلما ، ويجعل كلماته ذات ذوق ومعان رفيع .وله أبحاث لغوية ودراسات فكرية المتعلقة بالتراث الصومالي.

   حيث دعي الشاعر محمد  ابراهيم ورسمه هدراوي  لزيارة عدد من الدول الأفريقية والأوروبية كجمهورية جيبوتي  “Tixmaal”و المهجر عدة مؤتمرات دولية وأخرى إقليمية  كمصلح  إجتماعي ومرشد حول مكافحة الفكر المتطرف والنعرات القبلية بين الشباب المغتربين ، وله بصمة ومكانة مرموقة لإحياء المراسيم الأدبية والندوات الشعرية في هناك. ومما يدل بشهامته الإنسانية وطموحه الشخصي كان يرفض  بحياة الوظيفية وقيودها المسمومة، ويستقبح كوابيس المرتزقة ومواليهم ، بل ينتقد سماسرة الدماء  والأفاعي المفترسة  بأسم زعماء السياسة بلهجة صارمة ، ولم يكن له أمل في الحياة – بعد عبادة رب العباد-  غير صناعة الشعر  -الوجداني-  والأغاني -الوطنية.

   في ديسمبر 2012م.حصل الأديب محمد ابراهيم ورسمه هدراوي على”صندوق الأمير كلاوس المرموقة”وهي جائزة دولية يمنحها صندوق الأمير كلاوس سنويًا منذ سنة 1997م .  تكريمًا للأفراد والمنظمات الذين يسهمون في الثقافة والتطوير المجتمعي بشكل تقدمي ومعاصر. و تبلغ قيمة الجائزة الرئيسة 100 ألف يورو .

واستحق الشاعر  بهذا الوسام لأعماله الأدبية والفكرية والأمنية باسم حملة “مسيرة من أجل السلام”  لتعزيز التفاهم والمصالحة عبر المناطق الصومالية، والحفاظ على الوعي التاريخي -المشترك-  والخطاب الشامل في الأوقات -الخلافية- ؛ لالتزامه مدى الحياة بتنمية المجتمع والعدالة الإجتماعية  ؛ وبناء الجسور وإلهام وتعزيز السلام من خلال الشعر…

    نعم  ” يموت المفكر بسهولة ، ولا تموت الأفكار كذلك بسهولة ” يعد الشاعر هدراوي من رواد الشعر الحديث في الصومال حيث أسهم في إثراء الأدب الصومالي الحديث بقصائد مميزة تعج بفلسفة راقية. والشاعر حاليا يعيش في برعو (محافظة تجطير) بظروف صحية متدهورة

المراجع:

1: محمد ابراهيم ورسمه هدراوي  Hal-karaan  ديوان للشاعر  ما بين  1970-1990م

2:  محمد باشا الحاج حسن. Hal-kahaleel.ديوان جمع بعض أشعار هدراوي  وتاريخه  في الأ دب.

3الكاتب  انور أحمد ميو معلم يوسف. “نيل الآماب في تراجم أعلام الصومال ” 2012م

4: –   الشيخ عبد الرحمن سليمان بشير “إشكالية المفكر الصومالي هدراوي في العقل الصومالي الجمعي.( مقال)

5:-    محمد إبراهيم ورسمه  هدراوي شاعر اللغة الصومالي الاول  (مقال) كتبته الجالية الصومالية في عدن بصفحتها في الفيسبوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق