كتابات راي

خبر يصدم الجالية الصومالية في أمريكا!

قناة العربية السعودية تعلن الهجوم على الجالية المسلمة في أمريكا:
في ليلة الأربعاء، الثالث والعشرين من شهر ديسمبر الجاري، أمَّ الشيخ الدكتور محمد حسن المصلين كعادته بمسجد أبي هريرة في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية، آخر عشاء له مع أبناء الجالية المسلمة، وبعد الصلاة غادر المسجد على عجل، خلافا لعادته، ثم اختفى بلا رجعة.

وما أن انتشر خبر الاختفاء المحزن حتى هبت الجالية المسلمة للبحث عن الشيخ الإمام ومساعدة أسرته وذويه، وبعد يومين من العمل الدؤوب تم العثورعلى جثة الشيخ مقتولا في سيارته.

وقد مثَّل هذا الصنيع الغاشم حدثا مزلزلا ارتقى الى مستوى الكارثة التي أثّرت سلبا على حياة الآلاف من فئات المجتمع المسلم في الولايات المتحدة؛ فالفقيد -إضافة إلى زعامته الدينية- كان قائدا اجتماعيا مؤثرا، وفاعل خير يدير العديد من المشاريع والحملات الاغاثية لمساعدة المحتاجين، وإيواء العائلات الفقيرة والشباب المشردين، كما كان رجل أعمال مرموقا يدير العديد من الشركات التجارية والبرامج الخدمية المؤثرة.

وهكذا، وعندما اكتملت خيوط هذه الجريمة الشنعاء ، توقعت الجالية الصومالية في أمريكا كأي جماعة بشرية في مثل هذا المنعطف الحرج التضامن والعزاء من المسلمين في أصقاع المعمورة، تجسيدا لقوله تعالى “إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ” ( الحجرات/10) ، وقوله صلّى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”( أخرجه البخاري برقم6011 ومسلم برقم 2586) ولكن قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن خاصة في هذا الزمن الذي كثر في الأدعياء والدخلاء وأصبح الإسلام قميصا فضفاضا يتحلى به المؤمن والمنافق والبر والفاجر حيث الجميع يرفع لافتة مكتوب عليها ” المسلمون”.

وفي خضم مآتم العزاء نشرت قناة” العربية” السعودية في صفحتها الإلكترونية خبرا مستفزّا صدم الجالية الصومالية التى تصارع الأحزان وهذا المقال المزيف عن الإمام الراحل كشف عن رداءة البضاعة وانعدام الحسّ الإنساني لدي هذه الأقلام التي أصبحت- للأسف الشديد- أبواقا مأجورة لا ترقب في المسلمين إلّا ولا ذمّة.

ولم تدر هذه الأيدي الحاقدة أن الرمي ب”الإخوانجية” ربّما لقي رواجا نسبيا في بعض البيئات ، ولكن ليس لها نفس الفاعلية في بلدان نصف الكرة الشمالي “Northern hemisphere”.

قناة العربية في خبرها الظالم لم تتصف بالنزاهة والحس الإنساني بل استغلت الموضوع لتصفية حساباتها مع منظمة ” كير” لأن الأخيرة رصدت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تقود إلى العثور على الشيخ أثناء محنة اختفائه.

” العربية” وصفت الراحل بأنه ” داعية إخواني” مع أن المعروف عنه أنه لم ينتظم يوما في سلكها ، فيا ترى كيف سوّلت لهم أنفسهم سلوك مسلك التشهير والتشفي في إنسان مسلم لقي ربّه وترك وراءه جالية مسلمة مكلومة، ليس لها ناقة ولا جمل في صراع سياسي عنوانه “الإخوانجية” والمحتدم في الصحراء العربية؟

أما مؤسسة ” كير” التي تدافع وتقدّم خدمات واستشارات قانونية لجميع المسلمين الأمريكيين بغضّ النظر عن انتماءاتهم الفكرية فقد نالهم من سموم ” العربية” وتحاملها ، فقد تعاموا عن هذه الحقيقة البديهية لأن لديهم ميزان صحراوي مفاده “مقاس واحد يناسب الجميع” “One size fits all”.
شاركها

  • أكاديمي وباحث مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية. الأمين العام لمركز البيان للبحوث والدراسات
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق