الاقتصاد الصومالي

أسباب وتداعيات خلافات كينيا التجارية مع الصومال وتنزانيا

نشر موقع The East African مقالا للكاتب أجراى موتامبو تحدث فيه عن العلاقات المتوترة بين كينيا من جانب، والصومال وتنزانيا من جانب آخر، وما أسباب هذا التوتر.. جاء فيه ما يلى:

إن الخلافات التجارية المستمرة بين كينيا وجيرانها ناتجة عن ديناميكيات خارج المنطقة، وبذلك يتطلب الأمر حلولا سياسية.

حيث أوقف اثنان من جيران كينيا، الصومال وتنزانيا، أخيرا مشاريع تجارية للكينيين بسبب السياسة التى تنتهجها كينيا. وعلى إثر ذلك، ألغت تنزانيا حق هبوط ثلاث شركات طيران كينية على أراضيها وهم AirKenya وFly540 وSafarilink Aviation ــ بعد أن أصرت كينيا على ضرورة وضع التنزانيين القادمين إلى البلاد فى الحجر الصحى لمدة 14 يوما.

ومن جانب الصومال، عادت مسألة حظر «قات ميرا»، والتى حظرت فيها الحكومة الصومالية توريد القات إلى بلادها كإجراء وقائى من تفشى مرض فيروس كورونا فى شهر مارس الماضى، عادت المسألة من جديد الأسبوع الماضى وذلك بعد عودة وفد من ممثلى المزارعين الكينيين خالى الوفاض. لقد سافروا للتواصل مع المسئولين الصوماليين ولكن بدلا من ذلك قوبلوا بقائمة من المطالب. تشمل ضريبة قدرها 4 دولارات للكيلوجرام، وهو ما قبله المزارعون بسرعة.

ومع ذلك، لم تتوقف مطالب الصومال عند مبيعات ميرا لكن طلب المسئولون الصوماليون من كينيا معاملتها كشريك على قدم المساواة، والتوقف عن انتهاك المجال الجوى الصومالى، والسماح بدخول السلع الصومالية بما فى ذلك الأسماك والأرز والسكر والعسل واللحوم والحليب.

التفتيش الأمنى

طُلب من المزارعين الكينيين إبلاغ السلطات الكينية بأنه سيُسمح لهم ببيع ميرا فى الصومال إذا لم يتم إجبار الرحلات الجوية القادمة من مقديشو على التوقف فى واجير لإجراء التفتيشات الأمنية.

لكن قصة ميرا سياسية منذ البداية. ففى عام 2016، واجه خبير الزراعة بيتر مونيا، حاكم ميرو آنذاك، عاصفة انتقادات دبلوماسية بعد أن طالب بـ«الاعتراف» بأرض الصومال، ولم يسبق لأى دولة على الإطلاق أن اعترفت بأرض الصومال، على الرغم من امتلاكها للجيش والعملة والمصرف المركزى.

التلاشى

اتهمت مقديشو كينيا بمحاولة «تفتيت» الصومال. إلا أن المسألة تلاشت بهدوء عندما تعامل الدبلوماسيون معها واستؤنفت الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين.

وقال عدد من الدبلوماسيين فى نيروبى (عاصمة كينيا) لـ «نيشن» إن المطالب الموجهة للمزارعين سخيفة بالنظر إلى أن وزير الخارجية الصومالى أحمد عيسى عوض كان فى نيروبى لعقد سلسلة من الاجتماعات الثنائية لكنه لم يثر هذه المطالب قط.

كما قال أحد المسئولين لـ The Nation قبل أسبوعين: «لا توجد مشكلة فى الاتصال بين الصومال وكينيا، والخلط بين قضايا الأمن والتجارة ليس فكرة جيدة ولا يريدها أى من الجانبين». «لا يوجد هناك أى مشكلة حقيقية بيننا فلو ظهرت قضايا ثنائية، غالبا ما نجلس لمناقشتها».

لم تعد سلبية

شهدت نيروبى تجميدا للعلاقات استمرت شهرا مع تنزانيا، الأمر الذى دفع بعض المحللين إلى الاعتقاد بأن دول المنطقة، على الرغم من وجود مؤسسات لتحقيق التكامل فيما بينها، قد يكون لديها طموحات أخرى خارج المنطقة.

ومن جانبه، قال السيد ناسونجو ميليرو، محاضر العلاقات الدولية فى الجامعة التقنية فى كينيا: «يتوقع المرء أن تسارع الدول الصديقة إلى إغلاق الحدود بمفاوضات دبلوماسية بين رؤساء الدول أو محادثات غير الرسمية».

ويضيف ناسونجو موليرو: «تشعر الحكومة الصومالية الحالية أنها ليست بحاجة إلى كينيا وإفريقيا فى هذه المرحلة لأن القوى العالمية تتطلع إلى الموارد الطبيعية الغنية التى تتمتع بها الصومال».

منوها أن مجموعة شرق إفريقيا تركز بشكل كبير على قضايا التجارة والأمن، لكنها ضعيفة فى إدارة الكوارث، مما قد يفسر الطريقة الهشة التى تتعامل بها مع Covid ــ 19.

وتدخل الدكتور كيجين مورومباسى، وهو محاضر فى العلاقات الدولية والأمن فى جامعة ستراثمور قائلا: إن النزاعات يمكن أن تستمر طالما أن كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها على حساب التعايش المشترك.

توسيع المصالح

قال الخبير التجارى بيتر موينشا، الأمين العام لجمعية العلاقات الدولية فى كينيا لـ Nation: «إن الديناميكيات المتغيرة فى EAC (حيث تنتمى تنزانيا وكينيا) والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (حيث تنتمى كينيا والصومال) ساهمت فى المشاجرات المستمرة».

وإن أفضل طريقة للتغلب على الاضطرابات هى توسيع المصالح بما يتجاوز المصالح المحلية والإقليمية والسعى وراء سياسات النظام الدولى، والتى من شأنها أن تفيد المنطقة كلها. فتعزيز الهوية المشتركة هو السبيل الوحيد لتحقيق الحلم الأفريقى للتكامل والازدهار.

كما أضاف موينشا: «بالنسبة للصومال، لا يمكن استبعاد تدخل الجهات الأجنبية، وبالمجىء إلى بتنزانيا، فيمكن أن تكون أجندة السياسة الداخلية إلى جانب الظلم التاريخى هما العاملان المساهمان لهذا النوع من التدخل».

واختتم موينشا قائلا: «يجب أن تكون الأولوية بالنسبة لصناع القرار فى السياسة الخارجية فى كينيا هى تعزيز العلاقات مع جيرانها، مهما بدا ذلك صعبا فى الوقت الحالى».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق