اليوم يوم مشهود ، يوم تاريخي تسجله التاريخ بماء من دهب. يوم لم تشهده البلاد مثله مند نصف قرن كامل.
أجيال بأكملها لم تصوت في حياتها قط تصوت اليوم ،اليوم خرجت مدن بأكملها قبل بزوغ الفجر وقبيل صلاة الصبح مباشرة لتقف أمام أماكن الإقتراع في طوابير طويلة لتقرر مصير مدنها وتختار من يمثلها في السنوات الخمس القادمة. اليوم خرج الشباب والشيب ، الصغار والكبار ، الأطفال الرضع والشيوخ الركع ، العلماء والعامة ، الأغنياء والفقراء ، البدو والحضر ، خرجت المدن بأكملها من البيوت لتقف في صفوف طويلة أمام أماكن الإختراع ولم يبق في البيوت سوى شخص أو شخصان ، الكل يصنع اليوم التاريخ ويشارك في صناعة حدث تاريخي نادر ، الشيء الآخر الملفت للنظر هو السلام التي تعم المكان ، هنا يقف الجميع معا بأمن وأمان وبمحبة وهدوء ووئام وسلام تام ، هنا يقف الجميع معا يبتسمون ويتداولون الأحاديث ولكل وجهة سياسية تختلف عن الآخر ، هذا دليل على حضارة هذا الشعب العريق وعلى تقبله بالفكر الآخر وعدم شعوره بالحساسية عن الرأي والرأي الآخر ، هذا النضج السياسي هو سر السلام في بونت لاند ، ومما يسعد القلب أيضا أن الكل يصوت فالكل هنا مواطنون ولا فرق في من ولد هنا ومن أتى من أماكن بعيده ، الكل مواطنون ويحق لهم أن يصوتو بل ويحق لكل واحد أن يشارك في الإنتخابات وهذا ما حدث فعلا ، إنها بإختصار وببساطة تامة يوم ليس كغيره من الأيام ، إنه يوم مشهود ، يوم جميل بكل تفاصيله.
