كتابات راي

تدخلات الجيش التركي والمرتزقة في المنطقة.. أطماع السلطان

حتى سنوات قليلة، لم تكن تركيا تملك قواعد عسكرية خارج أراضيها، ما عدا الوجود العسكري في شمالي قبرص، والذي يعود لعام 1974، عندما أرسلت تركيا آلاف الجنود إلى الجزيرة بحجة حماية الأقلية التركية هناك. لا يزال العدوان التركي ومرتزقته مستمرين في توسيع نطاق هجماتهم، فعلى الرغم من سلسلة الأزمات التي تشهدها تركيا في كافة المجالات، ولا سيما الاقتصادية منها، إلا أن الدور التركي يتعاظم في دول عديدة، إذ يقاتل آلاف المرتزقة تحت وصاية تركية.

وخلال السنوات القليلة الماضية أقامت تركيا العديد من القواعد العسكرية في الخارج في كل من الشرق الأوسط وأفريقيا بحيث يمكن لتركيا نشر أسلحة جوية وبرية وبحرية كبيرة في مناطق تعتبرها مهمة لحماية مصالحها الاستراتيجية خارج حدودها، وكذلك لمواجهة منافسيها الإقليميين.

دعم تركي للإرهاب في ليبيا

وتمتد شباك العدوان التركي أيضًا إلى ليبيا، إذ تبذل تركيا قصارى جهدها بدعم حكومة الوفاق “غير الشرعية” برئاسة فايز السراج في مواجهة قوات المشير خليفة حفتر في ليبيا، عبر رفد الفصائل في طرابلس بالمقاتلين السوريين، علاوة على تنفيذ جسر بين تركيا ومطار مصراتة تحمل دعما عسكريًا، ما يساهم في حفاظ تركيا على مصالحها الاقتصادية في ليبيا تحقيق أطماعها في ملف الطاقة في شرق البحر المتوسط.

وقبل أن يستهدفها الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر  أنشأت تركيا قاعدة عسكرية قرب العاصمة طرابلس “الوطية”، على أن تكون تلك القاعدة مسؤولة عن العمليات العسكرية في ليبيا، على أن تضم قوات تركية خاصة، وأخرى من البحرية، إضافة إلى مهبط للطائرات، وغرفة اتصال مباشر بحكومة الوفاق.

قواعد عسكرية بالدوحة

ولدى أنقرة قاعدة عسكرية في قطر، وأرسلت المزيد من القوات إليها في عام 2017 في خضم انشقاق الدوحة عن الصف العربي وبخاصة السعودية ومصر والإمارات والبحرين.

وبحسب “هيئة الإذاعة البريطانية” فقد أعلنت تركيا مؤخرا أنها بصدد افتتاح قاعدة جديدة لها في العاصمة القطرية الدوحة، وسيتم تدشينها قريبا إضافة إلى قاعدة “طارق بن زياد” الحالية، ومن المتوقع أن يزداد عدد الجنود الأتراك في قطر بشكل كبير، حسب ما قالت بعض وسائل الإعلام التركية.

وقد أنفقت تركيا 39 مليون دولار على القاعدة التي تم افتتاحها عام 2016 وهي قادرة على استقبال 3 آلاف جندي إضافة إلى قوات بحرية وجوية وقوات كوماندوس، ومع تدشين القاعدة الجديدة سيكون بمقدور تركيا نشر مزيد من الجنود والعتاد والأسلحة في قطر.

وجود بالقرن الأفريقي

بعد عام ونصف من افتتاح قاعدتها في قطر أقامت تركيا في الصومال قاعدة عسكرية كبيرة في العاصمة مقديشو، وبلغت نفقات إقامة القاعدة حوالي 50 مليون دولار، وتتسع لحوالي 1500 جندي، وتبلغ مساحة القاعدة 4 كيلومترات مربعة وهي قادرة على استقبال قطع بحرية وطائرات عسكرية إلى جانب قوات كوماندوس.

سوريا والعراق

مع تصاعد النشاط العسكري لحزب العمال الكردستاني في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حتى خروج قيادة الحزب من سوريا، انشغلت تركيا بهذا الصراع الدامي داخل حدودها غالبا، رغم فترات الهدوء القليلة التي شهدها هذا الصراع من حين إلى آخر.

وكانت القوات التركية تتوغل داخل إقليم كردستان العراق في حملات مطاردة لعناصر الحزب حتى خلال عهد الرئيس صدام حسين بموجب اتفاق بين البلدين دون أن تقيم قواعد ثابتة في الإقليم، لكن الوضع اختلف منذ سقوط حكم صدام حسين، وإقامة حزب العمال الكردستاني قواعد ومقرات ثابتة في جبال قنديل الواقعة في مثلث الحدود بين العراق وإيران وتركيا.

وأقر رئيس وزراء تركيا عام 2018 خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي وجود 11 قاعدة عسكرية تركية داخل العراق، وأضاف أن تركيا تنوي زيادة عدد قواتها المتمركزة في هذه القواعد رغم احتجاج الحكومة العراقية من حين إلى آخر.

لكن العدد الحقيقي لهذه القواعد يصل إلى أكثر من 15 قاعدة عسكرية وبعضها يقع على عمق 30 كيلومترا داخل إقليم كردستان العراق، بحسب تقارير حديثة.

ومن بين هذه القواعد قاعدة بعشيقة الواقعة على أطراف مدينة الموصل وهي تبعد أكثر من 140 كيلومترًا عن الحدود التركية العراقية. وتضم القاعدة نحو ألفي جندي وعشرات الدبابات ومدافع بعيدة المدى رغم أن المنطقة لا تعتبر منطقة نشاط لحزب العمال الكردستاني. كما أن لتركيا عددًا من المقرات الأمنية يتمركز فيها عناصر الاستخبارات التركية MIT دون أن تكشف عنها.

أما في سوريا فقد أقامت تركيا 12 نقطة مراقبة داخل محافظات إدلب وحماة وحلب بالاتفاق مع الجانب الروسي بهدف إقامة ما يعرف بمنطقة خفض التصعيد، لكن ذلك ظل حبرًا على ورق فالمعارك لم تتوقف فيها بين قوات المعارضة والقوات السورية المدعومة بالطيران الروسي.

وقامت تركيا بتعزيز هذه النقاط التي تحولت إلى قواعد عسكرية حقيقية في عمق سوريا مثل تلك الواقعة قرب بلدة مورك وسط سوريا وعلى بعد 88 كيلومترا عن الحدود التركية خاصة بعد تعرضها أكثر من مرة للقصف من جانب القوات التركية.

كما تحتفظ تركيا بعدد من القواعد العسكرية في مناطق الباب وجرابلس وإعزاز وعفرين، وهي مناطق واقعة على الحدود التركية السورية، وتسيطر عليها تركيا وتديرها مع قوى المعارضة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق