كتابات راي

شمشونيات في تصفية منظمة الإيقاد

إنها مدعاةٌ للتبصر في حيرةٍ! أم أنها نبؤةٌ إستنبتت في وجدان أصحابها أم هو تنبوءٌ رصد في ومضته بين القيل والقال ،يبقى حضورها بارزٌ للأعيانِ وعلى بنيانها يحاك الواقع الجديد، فليتها كانت خطة في منام ينتهي إلى كابوسٍ عابر يستفاق منه بل هيهات هو الحقيق المحضُ لخطف قرن قارة بأكملها لقرونٍ و ألفياتٍ قادمة.

في صيف تموز أيلول من عام 2000 ميلادي تم إنشاء تجمع دول شرق افريقيا وعلى غرار أثيرٍ مشابه له هو ” الشرق الأوسط الجديد ” إنبثقة مجموعة دول أفريقيا السبعة (EAST AFRICA CUMMUNITY) متخذة من مدينة أروشا التنزانية مقراً عاماً لها ، و الدول الاعضاء السبع هي : كينيا ،كونجو الديمقراطية، أغندا ، تنزانيا ، رواندا ، بروندي و دولة جنوب السودان .

المبتغى من نشأة تجمع دول شرق أفريقيا هي إستحداث كونفيدرالية إتحادية تربط بين دول الأعضاء و تسهم بين ربط إقتصاداتها و في رفع ٍ للأطر الجمركية بين بعضها و توحيد العمل العسكري في وزارات الدفاع البدان داخل إطار تكاملي واحد ، و كذلك صك عملة سيادية تبني وحدة مالية بين بنوكها المركزية لكونفدراليتها و دون حصرٍ لمجال ٍ بحد ذاته من هياكل تلك الدول و دفعها نحو الشراكات الترابطية المؤسساتية .

, شمشونيات في تصفية منظمة الإيقاد

أجل. يتقلص التصور السلبي النقدي على المستوى التقني نحو كل ماهو من شأنه أن يقوم على الأساس التظافري التعاوني و في تشييد الكونفدرالية لمجموعة دول شرق أفريقيا و حيث التوجه العام يشير إلى المنظور التقدمي ذات الجديةِ في رؤى المصالح المنظوية تحت مظلة تلك الدول ، ولكن ما الذي يستوجب منا الوقوف عنده في صناعة تلك الصيغ من الروابط بين دولها وأيضا المفاهيم البؤرية في المكنون السياسي.

هنالك حلة تجربةٌ سابقة بين جمهوريات الإتحاد اليوغوسلافي التي نشأة من بين أنقاض الحرب العالمية الثانية و مدادها المستعر المرتمي عن أعتاب الأيدلوجية الشيوعية ما أقحم الإتحاد اليوغوسلافي بين جمهورياته في اتون الحرب الدامية ذات الأبعاد الطائفيه والعرقية مع إكتواء دولها بكافة المخلفات الديستوبية طوال ثلاثة عقود ؛ فقد قال بملء فاهه طاغية الإتحاد اليوغوسلافي جوزيب تيتو : أنا زعيمٌ دولة واحدة فيها أبجديتان و ثلاث لغات و أربعة أديان و خمس جنسيات و ست جمهوريات ويحيط بها سبعة جيران وبها ثمان أقليات عرقية ؛ بسلاح الإتحاد اليوغوسلافي و الذي كان حماً لشعب جمهورياته تم تصويبه نحو البلاد والعباد ، طال ذلك البطشُ روؤس المسلمين فراح يحصد أرواحهم دون كللٍ أو ملل حتى بلغة أعداد الشهداء 200,000 ألف شهيد و شهيده ، بأيدي الصرب الذين هم للالإتحاد اليوغوسلافي مغتصبين و بإسم جمهورياته أشهروا سيف التنكيل و التكبيد بقبضةٍ لزمام مؤسساتها و من يرعوا تحتها بحشرهم إلى هلاكٍ مستطير ، ما يغذيهم بإرتكاب الجرائم هي العصبية العرقية و أنهم وحدهم هم دون آخرٍ أهلٌ بالظفر بحكم الإتحاد منتهجين بذلك نهج النازية الرعناء ما ألبس الجمهوريات الست ظلمة الليل الدامس و انتهى الإتحاد إلى غير رجعة.

فماذا إذاً؟ هل؟ تجمع دول شرق أفريقيا سيلاقي ذات المصير اليوغوسلافي مع توفر المسببات للفشلِ و غياب الديمقراطية الفاعلة على الأسس الدستورية بأرض الواقع و إنحسار أوساط رأي العام الفكري و الثقافي بين منصات ضيقة دون تمكينه من الإتصال الطبيعي المجتمعي الذي من أجله يعمل مع توسع و إستشراء الفساد داخل مؤسسات تلك البدان الأفريقية ! ، إن تعداد المسلمين في سبع دول الشرق الأفريقية يبلغ نحو 25,340,000 مليون نسمه في نسبة تتراوح بين (%15-%14.4) بالمئة من إجمالي عدد سكان دول تجمع الشرق الافريقي .

وعلى جانبٍ من ذات السردية فإن الإصطفاف الأخوي لكلٍ من الصومال و أُثيوبيا و إريتريا لعلامةٌ سياسيةٌ فارقة في التاريخ السياسي الحديث لمنطقة القرن الأفريقي ولمنظمة الإيقاد سبل لتوطيد الدعائم الجيوسياسية و ترسيخها ، مع عواصف القرن العاتية من الحركات المعارضه المسلحة و جبهات التحرير القتالية وبين طوفان الإحتقانات السياسة فيما إنتهت إليه أخيراً على مستوى الإداري لدول القرن الأفريقي بترميم الصف الجيوسياسي للقرن الأفريقي ، فنشهد اليوم التحولات السياسية نحو المفاهيم التقدمية على الأساس الترسيخي للإستقرار مع السلام المستدام لشعوب و سكان القرن الأفريقي .

تلك التوجهات المنبثقة من تشييد الكونفدرالية التي تجمع دول الشرق الأفريقي من مدينة أوروشا لها وقعٌ من الإرتدادات صعبٌ المانص منه لا في القريب العاجلِ أو المستقبل البعيد حيث أنها لا تبعد عن منطقةٍ يجمع بها نسيج جغرافي واحد فالمآلات مبهمة الصورة بأقل تقديرٍ للمستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق