لماذا لا يهتم الشاب الصومالي بالبيئة؟!
في محاولة للإجابة على هذا السؤال أقدمت إحدى الهيئات السويدية العاملة في الصومال في نهايات شهر إبريل عام 2020م على عمل بحث مصغر يشتمل على عدة محاور كلها تحاول الوقوف على سبب عدم تفاعل الشاب الصومالي مع البيئة، لم ينتهي البحث بعد، لكن في تساؤل الهيئة بغض النظر عن مبتغاها الخاص هو تساؤل في مجملة مُحق، فموقف الشاب الصومالي الغير الإيجابي والغير السلبي في ما يخص بيئته باعث للحيرة، ودافع لطرح تساؤلات عديدة منها: لماذا لا يهتم الشاب الصومالي بالمتغيرات المناخية التي تعصف بمحيطه؟ لماذا لا يعكس جمال افكاره ومعتقداته على بيئته؟ لماذا لا ينقل ما شاهده من جمال حضاري في العالم الخارجي إلى وطنه؟ لماذا لا يحاول حماية بيئته من التلوث البيئي والتلوث البصري والتلوث الصحي؟ لماذا الشاب الصومالي مازال يسير على نهج آبائه اللا مُبالي بخصوص بيئته؟ وهل موقفه هذا عن البيئة نابع عن نقص في المعلومة، ام عن جهل، ام عن عدم مبالاة، ام عن شكوك، ام عن سبق إصرار، ام عن غياب الإمكانيات، جميع تلك التساؤلات وغيرها تحتاج إلى العشرات من الدراسات والبحوث المستقبلية، لكن الأهم من ذلك كله هو السؤال التالي:
هل الشاب الصومالي في بادي الأمر يشعر او يعلم بأنه لا يهتم ببيئته؟!.
في البداية لنوضح إننا عندما نريد أن نتحدث عن الإنسان الصومالي بشكل عام فالغالب ما يكون الحديث آني وحالي أو حديث عن ماض سالف، وموضوع البيئة هو موضوع مستقبلي بدرجة كبيرة، ويرجع ذلك إلى طبيعة الإنسان الصومالي البدوي او القريب من البدوي الذي ينظر للأشياء بمقاييس نفعية حاضرة بخبرات تجارب ماضية بائدة، لذلك عندما يكون الحديث عن المستقبل أو شيء نفعه مستقبلي في الصومال هو حديث في الغالب نخبوي لا يستهوي كثيراً المواطن العادي الذي يتوهم بأن هموم يومه تُغنيه عن الغد البعيد الذي قد لا يُلاقيه.
إذاً فاستشراف الزمن البعيد وتوقع بما تؤول إليه الأمور مازال ذلك عند الفرد الصومالي مشوش إلى حد ما في داخل الوطن، حتى مع اغترابه فلم يتجاوز اهتمامه بموضوعات البيئية عن حدود احترامه للقوانين البلد البديل، أضف إلى ذلك طبيعة موضوعات البيئة التي تنطلق من فكرة الملكية الجماعية التي يتساوى الجميع أمامها، ومسائلة الملكية الجماعية عند المواطن الصومالي هي مسائلة ضيقة تكاد أن تكون محصورة في المحيط القبلي وبعض الوقائع التي يرتبط بها الحس الديني أو الإنساني أو الوطني، فتجميل البيئة مثلاً، ومكافحة خطر الاحتباس الحراري، وخلق بيئة صحية سليمة كل ذلك ينظر إليها الصومالي على إنها نوع من الكماليات التي لا تضر إذا لم يلتفت إليها، لكن مع الارتفاع المهول لدرجات الحرارة في عموم الوطن، والتغير المفاجئ في هطول الأمطار والفيضانات المصاحبة لها، وانتشار الأوبئة خاصة بين الحيوانات، وتدني الصحة العامة للمواطن الصومالي، تُجبرنا على أن نُعيد قراءة منظومة القيم لدينا أولاً ومن ثم نُحاول إعادة ربط المواطن الصومالي بإبعاد جديدة من ضمنها البعد البيئي ونحن نستند النص الديني الإسلامي و نستخدم الأساليب التربوية والإعلامية لعلنا ننقذ الجيل القادم من خطر البيئة المُحدق.