كتابات راي

تهريب السلاح والمخدرات بين أمريكا الجنوبية وأفريقيا

كثيرة هي قصص تهريب الأسلحة بين أمريكا الجنوبية وأفريقيا في الاتجاهين.

ففي عام 2013، بعد نهب ترسانة الجيش الليبي بعد أحداث 2011، بدأ إرهابيو “فارك” بكولومبيا في أمريكا الجنوبية اهتمامهم بشراء أسلحة من تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

ووفقًا لمصادر استخباراتية، كانت قوات “فارك” في تلك الصفقة تدفع مقابل الأسلحة “كوكايين” لجماعة “أنصار الدين”، التابعة لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، لقاء الحصول على أسلحة تم نهبها من مخازن الجيش الليبي.

وفي وقت لاحق من عام 2019، تم اعتقال كولومبي متورط في قضية “إير كوكايين”، حيث تم إرسال طائرة بوينج 727 إلى مالي محمّلة بما يقرب من 10000 كجم كوكايين.

وكانت المنظمة الكولومبية “فارك” تهدف إلى إيصال شحناتها من الكوكايين إلى أوروبا عبر الصحراء الكبرى، لهذا لجأت إلى إرهابيي “أنصار الدين”، التابعين لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

ومقابل مساعدة جماعة “أنصار الدين” في عبور الشحنات للصحراء الكبرى، طلبوا من الكولومبيين توفير أسلحة لهم، لكن هذه المرة كانت الطلبية عبارة عن صواريخ “أرض-جو” وبنادق عيار 0.50 ونظارات للرؤية الليلية.

لقد كان الإرهابيون يعتزمون إسقاط الطائرات التابعة للبلدان التي تقوم بعمليات مكافحة الإرهاب في غرب أفريقيا.

لقد كان الكولومبي، الذي تم اعتقاله في عام 2019، شريكا لمواطن إسباني تورط معه في قضية الكوكايين، وكان لا يزال في مالي حينها، وتم اعتقاله هو الآخر، ليس بسبب قضية الطائرة المحملة بالكوكايين، ولكن بسبب جريمة أخرى ارتكبها تمثلت في تقطيعه أوصال سائقه، ومن ثم أمضى فترة قصيرة في سجن باماكو بمالي حتى أغسطس/آب 2012، وعندما غادر السجن توارى عن الأنظار وفُقِد أثره في العاصمة المالية.

وبناءً على ما سبق، تتضح جليًّا العلاقة بين تجار المخدرات الإسبان والكولومبيين وتنظيم “القاعدة في منطقة الساحل”، والتي كانت معروفة منذ عام 2009 على الأقل.

ومع اعتقال الكولومبي عام 2019، والذي كان يحاول شراء أسلحة للجماعة الإرهابية، يُعتقد أنه باستثناء طلب الصواريخ لم يتم توفير مزيد من الأسلحة خلال الفترة الممتدة من 2009 إلى 2019.

البنادق الصينية من نوع 56-1، التي استخدمها الإرهابي مختار بلمختار -زعيم جماعة المرابطين “القاعدة”- في هجوم ضد بعثة مينوسما، التابعة للأمم المتحدة، هي أسلحة ارتبطت بعدد من الهجمات، من بينها: هجوم على فندق فندق راديسون بلو في باماكو بمالي عام 2015.. فضلا عن هجوم على فندق بيبلوس في سيفاري في موبتي بمالي في العام ذاته.. بالإضافة إلى هجومين في بوركينا فاسو على مطعم كابتشينو عام 2016 وفندق سبلنديد في العام نفسه، وهجوم آخر وقع في كوت ديفوار على جراند بسام عام 2016.

ومن بين منظمي هذه الهجمات كان هناك أفرادٌ مرتبطون بقضية “إير كوكايين”، لذلك لا يُستبعد أن مصدر هذه الأسلحة، التي لم تكن ضمن ترسانة الجيش الليبي، من تجار أسلحة في كوت ديفوار زوّدوا الإرهابيين بها.

وكان الإسباني المتورط في قضية “إير كوكايين” يُقيم في كوت ديفوار، وهو الذي قتل سائقه بعد أن هرب من مالي، وألقي القبض عليه في أبريل/نيسان الماضي، وكان بحوزته نحو 2000 كيلوجرام كوكايين، رغم أنه يبيع سنويًّا ما بين 40 و60 ألف كيلوجرام.

هناك كثير من الروابط بين إرهابيي “القاعدة في بلاد المغرب” ومهربي الكوكايين الكولومبيين والإسبان المتمركزين في أفريقيا.. لهذا السبب، ينبغي ألا نستبعد مقايضة الأسلحة بالكوكايين عبر الساحل والصحراء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق