رفض شعبي عارم في الصومال لوجود حسن خيري في السباق الرئاسي.. انتفاضة تنذر بثورة
سياسيون وحقوقيون يتساءلون: كيف لمتهم بالإرهاب أن يصبح رئيسا للجمهورية؟..
مواطنون: خيري لم يحقق أى نجاح إقتصادي أو سياسي بل أغرق البلاد في الفساد والانفلات
الصومال اليوم _ تقرير خاص
يشهد الشارع الصومالي حاليا ما يشبه انتفاضة غضب رفضا لوجود من وصفوهم بالمتورطين بالفساد والجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق الصومال وشعبه ضمن قوائم المرشحين لرئاسة الجمهورية وفي مقدمتهم حسن علي خيري رئيس الحكومة السابق وكذا الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو.
ويواصل ناشطون وسياسيون وحقوقيون على شبكات التواصل الاجتماعي فضح فساد خيري ونشر ما اقترفه خلال فترة رئاسته للحكومة على مدى ثلاث سنوات من جرائم وفساد مالي وإداري وانتهاكات وقمع للحريات وقتل المدنيين واعتقال المعارضين وتسليم المواطنين الصوماليين وإلصاق تهم الإرهاب بالمعارضين لأغراض سياسية ومنها ما حدث مع القيادي في جبهة تحرير أوغادين عبدي كريم موسى (قلب طغح) والذي سلمته حكومة خيري إلى اثيوبيا وتجريم حركته التحررية وربطها بالقاعدة.
ويؤكد سياسيون ومراقبون حقوقيون ان فترة حكم خيري كانت أكثر فترة شهد فيها الصومال انتهاكات وجرائم وتفشي الفساد المالي والإداري وقمع الحريات وملاحقة المعارضين، وهو ما يحذر منه الان وقالوا “اذا كان خيري قد ارتكب كل تلك الانتهاكات وهو رئيس حكومة فكيف سيكون وضع الصومال اذا اصبح رئيسا للجمهورية.
ويتساءل عدد من السياسيين عن كيف سيكون وضع الصومال والقرار السياسي للبلد في حال تم تنصيب متهم بالعمالة للخارج ومتورط في تنفيذ أجندة ومؤامرات خارجية في بلده، رئيسا للجمهورية؟، مؤكدين ان الجميع يدرك مدى ارتباط خيري بقطر وان الدوحة هي من تدعم حملته الانتخابية وتمولها بالاموال الطائلة، وليس خافيا على أحد ان خيري لن يكون الا دمية بيد قطر لتنفيذ اجندتها ومؤامرتها التدميرية في الصومال ومحيطه العربي، وأكدوا ان خيري سيرهن القرار الصومالي بيد الدوحة.
فساد وانفلات
وقالوا “ان خيري عار على الامة الصومالية، والشعب مازال يتذكر كيف حولت حكومته الصومال إلى جحيم، ويجب ان يتم منعه من المشاركة في السباق الرئاسي لأنه لا يحق له ان يتولى أي منصب في الصومال بعد ما أثبت انه غير مسئول وغير جدير بالمسئولية”.
وفي أحاديث متفرقة مع المواطنين في شوارع مقديشو تجد ان الشعب بشكل عام غاضب جدا من خيري وينتقده بشده ويرفض تماما ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية، ويقول بعضهم” خيري فاسد ولم يقدم أي خدمة للشعب ولم يحمي حتى قبيلته أثناء حكمه فكيف سيحمي شعب الصومال؟”.
وأكد آخرون ان خيري لم يحقق أى نجاح إقتصادي أو سياسي، خلال فترة توليه رئاسة الحكومة وإنما عمل على عكس مصلحة الصومال أولاً وقبيلته ثانياً وتسببت حكومته بإعادة الصومال للخلف وأغرق البلاد في الفساد والانفلات”.
خيري وارتباطه بالإرهاب
وفي سياق متصل وحول قانونية وجوده ضمن المتنافسين على منصب رئيس الجمهورية يقول حقوقيون ان خيري غير مناسب ومخالف للشروط والضوابط التي حددها البرلمان ومنها ألا يكون المرشح قد أدين بجريمة عالية المستوى، وخيري متهم بالارتباط بالجماعات الارهابية، حيث تم توجيه تهمة مباشرة له من قبل الامم المتحدة حينما كان يشغل منصب المدير التنفيذي لأفريقيا في شركة سوما للنفط والغاز، وتم اتهامه بارتباطه بالجماعات المتطرفة في شرق أفريقيا بما فيها حركة الشباب الصومالية، ووجود علاقة بينه وبين الجماهات الإرهابية.
الخداع السياسي
وحول السياسة التدمرية لفرماجو وخيري يقول الكاتب والسياسي الصومالي عبد الله الفاتح “أن فرماجو لم يكن يوما صادقا بوعوده، منذ أن تفرد بالحكم بعد أن حول أجهزة الدولة ومؤسساتها الدستورية إلى أدوات خاصة به يستخدمها كيفما يشاء ووفقا لرغبات فهد ياسين حاج طاهر”، في إشارة إلى تنفيذ توجيهات الدوحة كون فهد ياسين رئيس المخابرات السابق وفرماجو يعدان من رجال قطر في الصومال، وهو ذات التوجه الذي يحكم حسن علي خيري.
وأكد السياسي الفاتح ان “فرماجو اعتمد على منطق الاستخفاف بالمواطن والتعامل معه وكأنه ساذج أو معاق ذهنيا، وهذا ما نلاحظه في معظم خطاباته السياسية الموجهة لعامة الشعب حيث يستخدم حججا ضحلة وسطحية”.
وأضاف “الأخطر من هذا أن فرماجو ومنذ دخوله المعترك السياسي قد دأب على استخدام الدجل والخداع السياسي بشكل جنوني وغير عقلاني، وذلك لتكريس حكم الفرد الواحد واستنساخ تجربة المعلم الأكبر للدكتاتورية في إفريقيا الطاغية إسياس أفورقي”، مستغربا وجود من ما يزال يصدق الرجل ووصفهم بالسذج والبلهاء الذين لا يدركون مدى خطورة هذا الرجل.
وتابع قائلا “كافة المعطيات والمؤشرات تؤكد أن فرماجو قد انتهى سياسيا ويوشك على المغادرة إلى مزبلة التاريخ بعد أربع سنوات حسوما، إلا أن كثيرا من مانيز النظام ما زالوا في غيهم يعمهون، وهذا ليس غريبا لأنه حين تعمى البصيرة السياسية ويختل إدراك المرء بتقديره لحقائق الأمور يكون الخذلان والفشل نصيرا له اينما حل ورحل”.