الجزائر.. لا مكان لأكاذيب الإخوان وإرهابهم
نمرّ الآن بمرحلة مفصلية نشهد فيها أفول المشروع الإرهابي لجماعة الإخوان، خاصة في شمال أفريقيا.
فلم تعد الشعوب تُصدّق أكاذيب الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها الإخوان، لأنه لم يعد في جعبتها حجج أو براهين تستطيع بها تبرير ما لا يمكن تبريره.
ومن الغريب، أن في هذا الوقت بالذات بدأت منظمات إرهابية جديدة في الظهور، مستخدمة أساليب الإسلامويين نفسها، والمتمثلة في استغلال الأقليات العرقية لتقديم نفسها كمدافعة عنها في وجه وحش وهمي صنعوه بأنفسهم في مخيّلتهم ومعتقداتهم ليتمكنوا من تبرير أفعالهم الإجرامية والدموية.
وفي حالة الجزائر، أشار الرئيس عبد المجيد تبون، في أغسطس/آب الماضي إلى تورّط حركتي “رشاد” و”الماك” في إشعال الحرائق، التي دمرت جزءًا كبيراً من غابات البلاد ومحاولة إثارة الفتنة.
لم يكن الرئيس الجزائري مخطئاً، لأنه بعد سبعة أشهر، ألقى الجيش الجزائري القبض على الإرهابي في “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، بطايب يوسف، الملقب بـ”أسامة أبو سفيان النقاسي”، وذلك في جبال ولاية سكيكدة.
واعترف الإرهابي بأن زعيم “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، أبو عبيدة يوسف العنابي، له صلات مباشرة مع حركة “رشاد” الإرهابية، وكما أكد الإرهابيون أنفسهم، فإن الهدف المشترك بينهما هو زعزعة أمن واستقرار الجزائر.
وتحاول أحزاب الإسلام السياسي في الجزائر استخدام الدين لتحقيق أهدافها.. وعلى الرغم من عدم امتلاك هذا التيار أي مشروع سياسي، فإنه لم يفقد الأمل بعد في خداع الشعوب التي أضحت تعرف، من الدار البيضاء إلى القاهرة، تاريخ ومسار هذه التنظيمات، الذي لا يجيد سوى تدمير البلدان وقيادتها إلى الفوضى.
وكشفت المخابرات الجزائرية أن بعض قادة “رشاد” متورطون في الإرهاب.
ولا يتعلق الأمر في الحقيقة بحزب أو بمشروع سياسي، بل بالحفاظ على وجود الإخوان داخل الحكومة الجزائرية.
ومع معرفة نيات الحركة المزدوجة، يتضح أنها لا تمت بصلة لمصالح البلاد.. فلن ينسى الجزائريون تجربة التسعينيات، التي عرفوا من خلالها جيداً نيات الإخوان، الذين يقدّمون أنفسهم على أنهم “أصحاب الحل الأمثل للبلاد”، لكنهم في الحقيقة يحملون مطرقة لتدميرها.
لقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الشيء الوحيد الذي يريده الإخوان في كل مكان هو الاستيلاء على مصير البلدان ومقدراتها.
وفي الجزائر دائماً، وبالإضافة إلى “رشاد”، تنشط أيضاً حركة تقرير مصير منطقة القبائل، وتُعرف اختصاراً بـ”الماك”، ومؤخراً ظهرت مجموعة إرهابية أخرى في الجنوب تسمى حركة تحرير تمنراست وأدرار، والتي تسعى إلى ما وصفته بـ”تحرير جنوب الجزائر من الاحتلال وإعلان جمهورية أزواد”.
وحتى الآن، اقتصرت اعتداءات تلك الحركة على الجيش الجزائري.. وللمفارقة، استخدمت الحركة بطريقة مريبة أسلوب لعب دور الضحية ذاته، والذي عادة ما يستخدمه تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
وفي 20 مارس/آذار الماضي، نشرت حركة تحرير تمنراست وأدرار بيانها رقم 001/2022، الذي أعلنت فيه المسؤولية عن هجوم استهدف الجيش قرب بلدة تيمياوين التابعة لتيميمون.
وفي السابق، ركّزت الجزائر على محاربة الإرهاب في المناطق الشمالية من البلاد، وهو ما يبدو أن هذه المجموعة الإرهابية الجديدة تدركه جيداً، لذلك ستحاول إجبار الجيش على إرسال مزيد من التعزيزات إلى الجنوب، وبالتالي تخفيف الخناق على المناطق الشمالية، الأمر الذي من شأنه إضعاف قوات الأمن هناك.
بالتوازي مع إصدار الجماعة الإرهابية الجزائرية بيانها، احتجت الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وهو التنظيم الشرعي الذي يمثل الطوارق في مالي، على استخدام علمها والزج به في هجوم تيمياوين.
وأرادت الحركة الوطنية لتحرير أزواد منذ اللحظة الأولى أن تنأى بنفسها عن المجموعة الإرهابية الجزائرية الجديدة.