دول الخليج وفلسطين وجزاء سنمار.. ولماذا لا يوجد فرع في الصومال؟
ليس هناك- عند معظم المنظمات الفلسطينية- من عزيز إلا المال.. وأكاد أقول إن المال هو السبب الأساسى فى تعدد هذه المنظمات التى تعمل والتى لا تعمل.. وليس سرًّا أن إلقاء بعضها فى أحضان الدول المانحة يكون من أجل هذه الدولارات، ولذلك وجدنا منظمات تنام وتنمو فى أحضان صدام حسين.. أو حافظ الأسد.. أو معمر القذافى وتنفذ رغبات هذا الحاكم أو ذاك، ولا أدرى هل بسبب هذه الأموال طالت فترة الصراع الفلسطينى- الصهيونى.. لأن حل القضية يعنى توقف سيل هذه التبرعات، ولذلك لا نجد منظمات فلسطينية تعمل وتكافح من دول غير بترولية.. فليس هناك فروع لهذه المنظمات- مثلاً- فى المغرب، أو موريتانيا، أو الصومال أو حتى اليمن، ولكن معظمها يتركز فى الدول البترولية.. وبالذات دول وإمارات الخليج العربى.
ولا جدال أن هذه الدول قدمت للقضية أفضل ما عندها وهى دولارات البترول، وكثير منها فتح أبوابه لاستقبال وتشغيل الفلسطينيين حتى اعتبرها بعضهم وطنهم الثانى.. وعاشوا فيها أجيالًا وراء أجيال منعمين مرفهين.. واستطاعوا بناء مدن شرق الأردن وعمان فى المقدمة، وأيضًا مدن الضفة الشرقية. وإذا طالبتهم بالنضال وحمل السلاح.. تعللوا بأسباب غير منطقية.. إذ معظمهم أصبحوا من أصحاب الكروش الضخمة وليس فقط رؤساء هذه المنظمات الفلسطينية.. وإذا رأى أحدهم أن سبب تعدد هذه المنظمات هو غير أموال الخليج وبترول الخليج، فأموال البترول يرى فيها معظم هذه المنظمات أنها حق لهم.. ويطالب بها وبالمزيد دون أى مواربة.. وأقسم أن بعض هذه المنظمات كانت تطلب المزيد.. صراحة ودون خجل.. وللأسف كانت بعض دول الخليج تستجيب أو تلبى هذه الطلبات.
ولقد عشت وعملت سنوات عديدة فى منطقة الخليج، وأعلم كيف كانت هذه المنظمات تمارس الضغوط على حكام بعض دول الخليج، وللأسف كان نصيب بعضها مثل جزاء سنمار.. ويكفى ما حدث أيام جريمة صدام حسين باحتلاله الكويت وكيف اندفعت معظم المنظمات الفلسطينية تؤيد صدام حسين فى جريمته هذه وتناسى رجالها كيف أن الكويت كانت أول دولة خليجية تحتضن الفلسطينيين بل توفر لهم معاملة «الدولة الأولى بالرعاية» ولكن هؤلاء نسوا كل ذلك وربما اعتقدوا أن صدام حسين هو الفارس والغنى الذى سوف «يغرف» لهم وهذه كانت جريمة فلسطينية من قيادات هذه المنظمات ضد الكويت وشعبها.
** وأكاد أقول إن دولة مثل الإمارات العربية هى أكبر دولة خليجية من حيث ما قدمته للإخوة الفلسطينيين منذ عرفت الإمارات عصر البترول، وكان الشيخ زايد- عليه رحمة الله- هو أكبر المانحين. ورغم ذلك تتعرض دولة الإمارات لحملات فلسطينية بشعة بسبب موقفها الجديد، وتناسى الفلسطينيون كل ما سبق أن نالوه من عطايا دولة الإمارات لأن الاتفاق يحرمهم من هذه الأموال.