كتابات راي

الصومال.. والمآل؟!

الصومال كادت تختفي من الواجهة الإعلامية، لولا جماعة «شباب الإسلام» وممارساتهم «الإرهابية» في دولة، انقسمت إلى سبع دول خلال أكثر من ثلاثة عقود مرت عليها في وضع يصعب وصفه.
الصومال كانت سلة العالم في الثروة الحيوانية قبل أكثر من نصف قرن، وكانت أرض الغزلان، ولكن تحولت اليوم إلى منطقة تتجول فيها «غربان الإرهاب».
الصومال التي استطاعت طرد الأميركان، أصبحت تحارب ذاتها، وتتنافس على كرسي الحكم من جديد وتناست العدو المشترك والمتمثل في «الإرهاب» الذي أرعب القارة الأفريقية وليس الصومال فحسب.
لم يبق من الصومال آمنة غير «أرض الصومال»، فما الذي استجد في الصومال حتى يعود صوت «الصوملة» إليها من جديد بعد أن خفت همس «البلقنة» و«اللبننة» ؟!
ولكن بيد الحكومة نفسها، وليس عن طريق «الإرهاب» القاسم المشترك مع العالم في المكافحة الدولية.
القصة باختصار، رئيس الصومال يجمد مهام عمل رئيس الحكومة، في إطار ما يمكن وصفه بـ«لعبة الصراع» على حكم ما تبقى من صومال اللحظة الراهنة.
ولن نذهب بعيداً عن مصادر الإعلام الصومالية لنشاهد ما حصل، ففي صحيفة «الصومال الجديد» نقرأ بأن محمد عبد الله فرماجو، الرئيس الصومالي المنتهية ولايته، يُعلن أنه قام بتعليق عمل وصلاحيات محمد حسين روبلي، رئيس الوزراء، نظرًا إلى تهم الفساد واختلاس الأموال العامة الموجهة إليه والتحقيق الجاري في هذه القضية، وكذلك يأمر بإيقاف الجنرال عبد الحميد محمد درير، قائد البحرية الصومالية، وتأتي أهمية هذه الخطوة بحسب الرئيس لاستكمال تحقيق الجيش في مزاعم سوء استغلال السلطة واختلاس الأراضي العامة المملوكة للجيش.
أما ردود الفعل العالمية، فإننا نستقيها من خلال السفارة الأميركية في مقديشو التي دعت قادة الصومال للامتناع عن الأعمال الاستفزازية وتجنب العنف، وكذلك ما جاء على لسان السفيرة البريطانية في مقديشو، عندما حثت قادة الصومال على تهدئة التوترات وأكدت بأن العنف غير مقبول.
وأما بعض المسؤولين من داخل أروقة الحكومة فإنهم علقوا على الأحداث الجارية بقولهم، ومن ذلك ما ورد على لسان مساعد وزير الإعلام الصومالي من تصريح شبّه فيها تجميد صلاحيات رئيس الوزراء بـ «انقلاب غير مباشر».
أما الأمر الذي يتعلق برئيس الوزراء، فحسب وكالة الأنباء الصومالية «فإن محمد حسين روبلي، صرح قائلاً، بأن خطوة فرماجو، الرئيس السابق، كانت تقويضاً لعمل الحكومة والدستور وسيادة القانون، ونواياه كانت تقويض العملية الانتخابية.
متى ستعود الصومال إلى موقعها اللائق في خريطة العالم العربي؟!
كاتب إماراتي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق