الاقتصاد الصومالي

خبير استراتيجي: كوفيد-19 أثر بشكل كبير على اقتصاد الصومال و “الشباب” أكبر عائق أمني

أكد الممثل الخاص للأمين العام للصومال، جيمس سوان، أن لوباء كوفيد-19 تأثير سلبي شديد على الاقتصاد في الصومال، مثل بقية دول العالم، وتتوقع الحكومة انخفاضًا بنسبة 11 % في الناتج المحلي الإجمالي هذا العام.

وتحدث الخبير الصومالي في القضايا الأمنية والاستراتيجية لمنطقة القرن الإفريقي عبد العزيز أحمد علي عن تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد الصومالي وكذلك عودة النشاط الإرهابي مجددا في ظل التوترات السياسية.

جاء ذلك في حوار أجرته معه “الدستور” ونعيد نشر نصه:

– كيف تسببت حركة الشباب الإرهابية في استمرار معاناة الصومال وتدهور الوضع الأمني؟

فى البداية، تمثل حركة الشباب المتطرفة أكبر عائق أمني أمام الصومال، ليست في ظل الحكومة الحالية ولا في ظل المرحلة الحالية فحسب ولكن على مدار الحكومات المتعاقبة والمراحل السابقة في العقد الماضي على التوالى. وهذا التهديد الأمنى الماثل أمام الصومال لا ينحصر عليها فقط، وإنما يتعدى إلى المنطقة برمتها وخاصة الدول المجاورة لها مثل كينيا وإثيوبيا، وبالتالى فإن معاناة الصومال من حركة الشباب المتطرفة تكمن فى سيطرتها على مناطق شاسعة من البلاد، وكذلك التفجيرات والاغتيالات والهجمات المتتالية التي تشنها الحركة على أهداف مختلفة والتى غالبا ما تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.

– كثرت التفجيرات الإرهابية مؤخرًا خاصة في العاصمة مقديشو كيف ترون تداعيات هذه العمليات على الوضع الأمني والمستقبل السياسي للصومال؟ وما هي الجهات التي تقوم بهذه الأفعال؟

إن تصاعد التفجيرات الإرهابية التى شهدتها العاصمة مقديشو فى شهر أغسطس الجاري، تعود الى الأسباب التالية:-

* التوترات السياسية التى تشهدها البلاد بحكم أن الصومال تقبل على مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى نهاية العام الجاري ومطلع العام القادم، وبالتالي فإن المسؤولين الأعلى في البلاد ركزوا على القضايا السياسة، مما أدى إلى إهمال كبير فى الجانب الأمنى.

* تراجع الغارات الأمريكية خلال فترة تفشي كورونا فى العالم حيث أنها انكمشت على مدار الشهور الخمسة الماضية مقارنة بما قبلها.

* تراجع العمليات العسكرية للجيش الصومالي والقوات الإفريقية المنتشرة في الصومال أميصوم ضد أهداف ومواقع تابعة لحركة الشباب الإرهابية.

* تبني الحركة استراتيجية جديدة لزعزعة الاستقرار الأمنى فى الصومال.

ويبدو أن تصاعد التفجيرات فى الصومال في ظل المرحلة الحالية سيؤثر سلبا على الأوضاع السياسية والأمنية وخاصة الانتخابات القادمة من خلال وضع عراقيل أمنية أمام سير أعمال الانتخابات القادمة.

وطبعا، حركة الشباب هى المسؤولة عن هذه الهجمات الإرهابية، والشارع الصومالى يلقى اللوم عليها، وهي دائما ما تتبناها على لسان ناطقها الرسمي وفى المواقع التابعة لها، لكن لا أستبعد أن جهات محلية وخارجية قد تتعاون معها من أجل استهداف مصالح معينة لطرف آخر منافس لها.

– ما آليات وخطط الحكومة الصومالية لمعالجة الملف الأمني ومواجهة الجماعات الإرهابية؟

على الرغم من محدودية الإمكانيات العسكرية والموارد المالية للصومال، إلا أنها تحاول جاهدة مواجهة الهجمات الأرهابية بشكل مستمر من خلال تشديد أمن العاصمة مقديشو بالأجهزة الأمنية التابعة لها ومن خلال خوض الجيش الصومالى معارك ضارية فى الريف والقرى التابعة للمحافظات الصومالية المختلفة مع حركة الشباب المتمردة.

– كيف ترون دور الجهات الخارجية مثل البعثات الدولية والقوات الأمريكية الموجودة في الصومال في مواجهة الجماعات الإرهابية؟

يتواجد في الصومال حوالي 22 ألفا من القوات الأفريقية (أميصوم) وهى تخوض حربا ضروسا مع حركة الشباب إلى جانب الجيش الصومالي، ولكن يمكن القول بأن القوات الأفريقية لم تنجح فى إعادة استقرار الأمن بشكله الكامل للصومال على الرغم من طول فترة وجودها فى الصومال والتى تتجاوز على 10 سنوات.

أما بخصوص دور الولايات المتحدة فهى تواصل غارات جوية على المواقع والمعاقل التابعة للحركة فى جنوب الصومال، وهذا ما أدى إلى فقدان الحركة بالعديد من قياداتها الميدانية والعسكرية لها على مدار السنوات الماضية.

– عادت بعض أعمال القرصنة في منطقة القرن الأفريقي قبالة سواحل الصومال.. كيف ترون هذا الأمر وتداعياته على الصومال؟

بعد تحسن أمنى ملموس فى المياه البحرية الصومالية خلال السنوات السبعة الماضية، للأسف الشديد عادت ظاهرة القرصنة إلى طبيعتها فى السواحل الصومالية، حيث تم خطف سفينة تجارية نهاية الأسبوع الماضى فيها، وهذا الحدث فى حالة الاستمرار سيؤدى إلى نتائج سلبية على الأوضاع الأمنية والتجارية للصومال والتى لا تنحصر عليها بل ستؤثر على أمن البحر الأحمر وخليج عدن باعتبار زحمة الملاحة البحرية الدولية فى مضيق باب المندب وخليج عدن القريبين من المياه الصومالية.

– كيف ترون تأثير فيروس كورونا على الأوضاع السياسية والاقتصادية في الصومال؟

طبعا، هناك تأثير سلبى لوباء فيروس كورونا على الأوضاع السياسية والاقتصادية للصومال كغيرها من الدول فى المنطقة وفى العالم، لكن مع ذلك لا تتوفر لدينا أرقام محددة حول حجم الخسائر المترتبة عن ظهور فيروس، وبالتالي يمكن القول بأن فيروس كورونا أدى إلى تأجيل الجهود اللازمة لإجراء الانتخابات الصومالية القادمة في موعدها، ما سيؤدي إلى تمديدها فنيا لشهور إضافية.

– برأيك لماذا قصر المجتمع الدولي في دعم الصومال لمواجهة العديد من الأزمات المزمنة؟ وكيف تحشد الحكومة من أجل الحصول على دعم فاعل سواء دولي أو إقليمي في مواجهة أزماتها؟

طبعا المجتمع الدولي يبذل جهودا نسبية تجاه تقديم دعم لازم لمواجهة الصومال على العقبات الماثلة أمامها، ولكن بحجم ضئيل لأسباب سياسية وأخرى أمنية وثالثة تعود إلى أن أزمة الصومال استمرت لفترة طويلة حيث يحس المجتمع الدولى نوعا من الفتور، وهناك عامل آخر هو أن هناك أزمات أمنية وسياسية أكثر حدة وتأثير أو القائمة فى العالم العربى والإسلامى، وبالتالى فان المجتمع الدولى مشغول فى معالجة ومواجهة تلك الأزمات الدولية.

أما من ناحية الصومال، فقد حاولت ومازالت تبحث عن دعم ملموسا لمواجهة أزماتها من المجتمع الدولى وذلك عبر القنوات الدبلوماسة والهيئات أو المنظمات الإفريقية والعربية والإسلامية بشكل فاعل، ولكن للأسف الشديد لم تحصل الصومال على أذن صاغية وعلى استجابة لمتطلباتها الأمنية والاقتصادية والسياسية لها حتى اللحظة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق