جسور الإمارات الإنسانية إلى الصومال والعالم
عندما تسيّر الإمارات جسوراً جوية من المساعدات الإنسانية إلى ضحايا الفيضانات والسيول في السودان وباكستان، والجفاف في الصومال، وإلى دول أخرى تضررت من قبل بكوارث طبيعية وغيرها، فذلك من ثوابت سياستها الخارجية ومن فضائل نهجها الإنساني في المسارعة بالغوث والاستجابة لنداءات المنكوبين حيثما كانوا.
جسور المساعدات التي تمدها الإمارات إلى البلدان المتأثرة بالكوارث والجوائح، تبني مع تلك الشعوب والعالم أجمع جسوراً من القيم الإنسانية، وتقدم نموذجاً حياً لما يمكن أن تكون عليه العلاقات في عالم اليوم، فالتضامن والتآزر ونشر مبادئ الأمن والسلم بمفاهيمها الشاملة باتت مطلوبة، إقليمياً ودولياً، أكثر من أي وقت مضى.
وما تقوم به الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، رسالة إنسانية تستوعب معانيها كل اللغات وتفهمها جل الشعوب، ولا تحتاج إلى تفسير أو ترجمة، لأنها خالصة النية وواضحة الهدف، وغايتها الإنسان في كل أبعاده، وأهمها تأمين المستقبل وتحقيق الرفاه والعيش الكريم لهذا الجيل والأجيال القادمة.
وبهذا النهج يتم التواصل بين الحضارات والأمم وتنمو العلاقات والطموحات مدفوعة بالتفاؤل والأمل في تجاوز كل الصعوبات والمحن.من أكثر الضحايا في الكوارث الطبيعية الفئات الأضعف من الناس، كالنساء والأطفال، وما تقدمه الإمارات من مساعدات ومواد عذائية وطبية ووسائل إيواء يستهدف هذه الشرائح بالدرجة الأولى، بكل ما في قيم العطف والرحمة والحنوّ من معان.
ومما لا شك فيه أن الذاكرة الجماعية لأولئك، لا سيما الأطفال منهم، ستحتفظ بصور طيبة لا تمحى عما شملتهم به هيئات الإغاثة الإماراتية من عطاء لتخفيف ما يعيشونه من معاناة وضيق.
ولا شك أيضاً أن الإمارات بهذا العمل الخيّر ترسخ صورتها الإنسانية، وتعزز من دورها الرائد بين دول العالم كافة، بما يكسبها مزيداً من الرفعة وعلوّ الشأن.مثلما يعج العالم بالأزمات والكوارث، فإنه لا يخلو من حكماء مخلصين ولا ينعدم فيه عمل الخير. والمستقبل، الذي يبدو غير واضح المعالم، يمكن تأمينه من اليوم، وتحويل الخوف منه إلى إيمان به وبما يحمله من اكتشافات وإنجازات تبث التفاؤل في كل مكان. وحين تنشغل الحكومات وفرق الخبراء ومراكز الأبحاث بتداعيات التغير المناخي وما تسببه من ويلات ومآس، يمكن أن تجد في التعاون والتكامل بينها سبيلاً إلى إيجاد قواعد علمية للتصالح مع الطبيعة وسبر أغوار أسرارها الكثيرة.
وبدل الاستسلام إلى الكوارث، يجب التسليم بأن الفيضانات العارمة والحرائق والجفاف غير المسبوق وذوبان الجليد أشبه بالرسائل التي تستوجب الرد الجماعي من جميع الأطراف من خلال العمل على معالجة أسباب هذه الظواهر المتعلقة بتداعيات تغيرات المناخ، والإخلاص في هذا الاتجاه سيكون ضرباً من أعمال الخير والصلاح وإغاثة الإنسان والطبيعة أيضاً.