عبدالكريم جوليد مرشح رئاسي في الصومال بدعم ايراني ونفوذ قطري وبتركة فشل وفساد مالي وإداري
سياسيون: جوليد يستند لنفوذ زوجته وارتباطها بإيران وساهم فهد ياسين بتقريبه من قطر وهو أحد خيارات الدوحة في الصومال بعد خسارة فرماجو..
الصومال اليوم – تقرير خاص
يوما بعد أخر تكشف الساحة الصومالية مفاجأت من العيار الثقيل، فبعد ان أصبحت ميدانا خصبا للتدخلات الخارجية بإيدي ابنائها وتنفيذ المخططات المعادية للمشروع العربي، والتي تشارك فيها للأسف الشديد دولا محسوبة عربية، ووجدت في الصومال والانفلات الحاصل فيها مكانا مناسبا وخصبا لمخططاتها وأجندة حلفائها حيث مدت بعض القيادات الصومالية “سياسية وأمنية” ايديها للإنخراط في تمرير هذه المخططات وتنفيذ المؤامرات.
ودائما نجد قطر في مقدمة تلك الدول التي تنخر في الجسد العربي، وتبذل كل الدعم لتمرير أجندة العداء، وتنفيذ المؤامرات التي تُحاك في الدوحة، وتحملها أيدي العمالة إلى مناطق شتى، أبرزها الصومال، وفي الصومال نجد صحوة الشعب الذي يأبى الارتزاق والعمالة وكل يوم يكشف زيف قيادي جديد، وهذه المرة أُزيح الستار عن أحد القيادات المرتبطة بالخارج والمتجهة لخوض السباق على رئاسية الجمهورية إنه المرشح الرئاسي عبدالكريم حسين جوليد، وهذا ما سنكشفه في سياق هذا التقرير.
وعادة ما يُبطن السياسيون عكس ما يظهرون وهذا مابدى عليه المرشح الرئاسي عبدالكريم جوليد الذي طالما تغنى بانتقاد إيران وتدخلاتها في المنطقة إلا أنه في حقيقة الأمر من أكثر القيادات والسياسيين الذين تربطهم علاقات وثيقة بها وكان لقطر دور كبير في تقريب وجهات النظر عن طريق مدير المخابرات السابق فهد ياسين، حتى أصبح أداة بيدها ويسعى لاعادتها إلى الصومال من أوسع الأبواب.
فساد مالي وفشل إداري
شغل عبد الكريم حسين جوليد سابقا منصب حاكم ولاية وإقليم “جلمدغ” حتى تم حجب الثقة عنه من قبل برلمان الولاية، بعد اتهامه بالفشل والفساد، ورغم أنه رفض حينها القرار واعتبره غير قانوني ولكنه اضطر في النهاية لتقديم استقالته عام 2017 وربطها حينها بأسباب صحية، ولكن تراكم الفشل المالي والاداري وغضب أبناء الولاية جراء تردي الخدمات وغياب أي إصلاحات والتفشي المستمر للفساد أجبره على ذلك، وهو ذات السبب الذي أجبره سابقا على ترك منصب وزير الداخلية والأمن الداخلي في الحكومة الفيدرالية الصومالية، الذي شغله في عام 2014، في عهد حسن شيخ محمود، أول رئيس للصومال في فترة ما بعد الفترة الانتقالية.
ورغم أن البرلمان في ولاية جلمدج وسط الصومال سحب منه الثقة بعد اتهامه بالفشل والفساد إلا أنه يسعى لتكرار تجربته في الولاية ونقلها إلى رئاسة الجمهورية في حال حالفة الحظ وأصبح رئيسا للجمهورية رغم أن خبرة الرجل السياسية لا تؤهله لذلك، فضلا عن تراكم الفشل والفساد الذي يرافقه في كل منصب يتربع عليه، ويؤكد مراقبون سياسيون أن الرجل يفتقد للصفات القيادية الحازمة المطلوبة في الثقافة الصومالية.
ويؤكد مقربون منه عملوا معه اثناء توليه منصب وزير الداخلية وايضا في إدارة ولاية جولمدغ يؤكدون ضعف قدراته الإدارية والقيادية.. وذلك استنادا إلى فشله في مواصلة المناصب الإدارية التي تقلّدها وأبرزها وزارة الأمن الداخلي والتي استقال منها في 24/مايو/2014م وأيضا استقالته من رئاسة غلمذغ في 26/فبراير/2017م، وكشفت المصادر حينها أن السبب الرئيس لتخليه عن منصبه هو عدم قدرته على مواصلة إدارة غلمذغ سياسيا، فمن فشل في إدارة وزارة أو رئاسة ولاية إقليمية لا يستطيع القيام بتولي زمام البلاد برمتها، بحسب مراقبون سياسيون والذين أكدوا إن ضعف القدرات الإدارية والسياسية لدى جوليد قد تكون عائقا وتحدّيا كبيرا يواجهه في السباق نحو الرئاسة الصومالية، فضلا عن ولائه للخارج.
لقاءات سرية
ووصف مراقبون سياسيون الانتقاد الذي كان يظهر به جوليد ضد إيران بالانتقاد السياسي الربحي الذي يكسب به ود المعارضين ويستخدمه كواقي وغطاء لما يحدث تحت الطاولة، وكذا ضمن المساعي للتقرب من جهات اقليمية والحصول على دعمها المادي.
وكان عبدالكريم حسين جوليد يظهر للعلن بأنه على عداء مع النظام الايراني الا ان مصادر استخبارية خاصة كشفت عن وجود اتصالات غير مباشرة عبر وسطاء قربت وجهات النظر بينهما، برعاية قطرية كان لرجل الدوحة في الصومال ورئيس المخابرات السابق فهد ياسين دورا كبيرا فيها، وهو الداعم الأساسي لجوليد حاليا.
وتشير مصادر الصومال اليوم إلى اللقاءات السرية التي كان يجريها المرشحان الرئاسيان حسن علي خيري وعبدالكريم حسين جوليد مع ضباط الاستخبارات الصومالية والقطرية في مدينة الدوحة.
وأكدت المصادر إن المرشحين عبدالكريم جوليد وحسن خيري أجريا اجتماعات خاصة متكررة مع مسؤولين في الحكومة القطرية، قبل لقائهم بضباط المخابرات والأمن الصومالي المقيمين في الدوحة، وأُحيطت تلك اللقاءات والتحركات بسرية تامة لحساسيتها، ولم تستبعد المصادر ان تكون تلك الاجتماعات واللقاءات شملت ضباطا في قوات الحرس الثوري الايراني.
المصادر ذاتها أكدت أن كلا من حسن خيري وعبدالكريم جوليد وجهان لعملة واحدة، وأنهما يمثلان حاليا الخيار الثاني والثالث لقطر في الصومال ولاستمرار نفوذ الدوحة بعد الخسارة التي تلقاها فرماجو والذي أصبح كرتا محروقا خاصة بعد خسارته المدوية في الانتخابات البرلمانية وهو مؤشر على خسارته في الانتخابات الرئاسية القادمة .
وأكدت المصادر ان جوليد تلقى دعما كبيرا وأموالا من قطر على يد فهد ياسين لشراء النواب وارتشائهم لضمان اصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
نفوذ الزوجة ونظرية المؤامرة
ويتفاخر جوليد في أكثر لقاءاته السياسية والترويجية بشبكة العلاقات والأصدقاء الذين يساندوه ويدعموه في حملته الانتخابية في حين بدأ جوليد أكثر ثقة بأنه في طريقه إلى كرسي الرئاسة متكئا على الوعود القطرية والدعم الإيراني السخي وإسناد فهد ياسين الذي يصفه السياسيون بالعميل ورجل المخابرات القطرية في الصومال.
ولكن سياسيون صوماليون يربطون مستقبل الرجل السياسي بالدعم والنفوذ الذي تتميز به زوجته الدبلوماسية والبرلمانية خديجة محمد المخزومي التي لا يخفى على أحد علاقتها بايران منذ عملها سفيرة للصومال في العراق ولقاءاتها بقيادات إيرانية وضباط في الحرس الثوري الإيراني، وكان لها دورا كبيرا في دعم وتأسيس حزبه (سهن) في يونيو، 2020، و(سهن) هي كلمة صومالية تعني ذا البصيرة، وتوحي بأن رئيس الحزب يعطي انطباعاً بأنه ملم وعلى قدر كبير من المعرفة بحالة وأوضاع الصومال، لكن المصادر كشفت أن الحزب تأسس بدعم من قطر.
المصادر ذاتها أكدت ارتباط جوليد وزوجته بإيران، وتسعى من خلاله للعودة إلى الصومال، حيث نجحت زوجته خديجة المخزومي التي تحمل أيضا الجنسية البريطانية من الحصول على مقعد في البرلمان الصومالي الحالي.
وعملت خديجة المخزومي سفيرة للصومال في العراق خلال 2011-2013 و 2013-2015 وبعدها تم تعيينها سفيرة في باكستان حتى انتهاء فترة عملها العام الماضي وتم انتخابها كعضو في البرلمان الفدرالي الجديد في الصومال.
وكانت لقاءاتها المتكررة بالقيادات الإيرانية في العراق تثير الريبة والشك، ولكن استمرار لقاءاتها بالسفير العراقي في باكستان بعد تعيينها سفيرة هناك أكد بما لا يدع مجالا للشك علاقتها الوثيقة بالجانب الإيراني، حيث كانت كثيرة التردد والزيارة للسفارة العراقية في اسلام اباد.
واشتهر جوليد بعبارته (تصفير المشاكل الداخلية والخارجية) التي يتغزل بها بالصوماليين لاستعطافهم وجلب دعمهم، ويسعى جوليد أيضا لاستغلال الوضع الإنساني مستفيدا من عمله في الجانب الإغاثي حيث سبق وأن عمل كعامل إغاثة سابقا، ويجادل الرجل بأن ذلك أعطاه صورة للجميع وربطه بعلاقات واسعة داخليا وخارجيا، ويكرر أن لديه شبكات جيدة، وذلك لثقته بالوعود التي قطعتها قطر ومن ورائها ايران.