الدفاع والامنالرئيسية

الغارات الأمريكية في الصومال تفرض على حركة الشباب تعديل تكتيكاتها

قال خبيران أمنيان صوماليان إن الغارات الأمريكية تجبر حركة الشباب على تعديل خططها، وتُنهي قدرتها على شن هجمات حاسمة. 

وخلال الأسبوعين الماضيين، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية شن غارات على مواقع “الشباب” في استئناف لجهودها التي توقفت منذ 6 أشهر مع وصول الرئيس جو بايدن للبيت الأبيض. 

الغارات التي رافقت عملية برية للجيش الصومالي ساهمت في تكبيد حركة “الشباب” المرتبطة بتنظيم القاعدة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. 

ولا تزال الحملة العسكرية التي انطلقت مؤخرا في ولاية غلمدغ مستمرة بمشاركة أمريكية لدعم الجيش الصومالي، وقوات الولاية المحلية، بالتعاون مع سكان محليين في 

وساهمت الغارات الجوية في سد الفجوة الأمنية الحاصلة بسبب سحب الولايات المتحدة قواتها من الصومال في يناير/كانون الثاني الماضي. 

وقال الجنرال عبدالرحمن تويري، مدير سابق لمخابرات الصومال، إن “الغارات الجوية الأمريكية أمر محفز للقوات الصومالية، وفي حال تحركها جديا تكون الضربات المساندة لها جويا حاضرة، ما يدفع القوات لتحقيق انتصارات على الأرض ومضاعفة جهودها في محاربة (الشباب) وشحذ رغبتهم في تحقيق مكاسب ملموسة”. 

وأضاف الجنرال تويري أن الغارات الأمريكية الأخيرة تحمل رسالة مباشرة وحاسمة بأن سياسة واشنطن في محاربة الإرهاب في شرق أفريقيا لم تتغير وتتواصل بنفس النهج المعتاد. 

لكن خبراء آخرين يرون أن الغارات الأخيرة تشير إلى إجراء مراجعة حقيقية في سياسة تنفيذ الضربات الجوية ضد “الشباب” بسبب توقفها لمدة 6 أشهر، من أجل تقليل الخسائر الناجمة في صفوف المدنيين، لافتين إلى أن استخدامها بشكل فعال وحاسم يغير قواعد الحرب على الأرض. 

ويقول حسين معلم، رئيس معهد هيرال للدراسات الأمنية إن “هذه الغارات تعني إظهار دعم فعلي إلى القوات الصومالية التي تقاتل (الشباب) في محافظة مدغ وسط البلاد، وهي خطوة مرحب بها”. 

ورأى معلم أن التحرك الصومالي العسكري هو السبب وراء وقوف الولايات المتحدة إلى جانبها لأنها ترى في ذلك فرصة كبيرة لهزيمة الشباب في أحد أكبر معاقله. 

وتوقع حسين أن تعيد واشنطن نشر قواتها في الصومال لتطوير القدرات القتالية والفنية للقوات الصومالية الخاصة المدربة أمريكيا التي تعرف بـ”دنب”، لافتا إلى أنها ستعود بعد استكمال مراجعات كما عادت الضربات الجوية. 

ورجح أن تكون سياسة بايدن في محاربة الشباب أفضل من سياسة سلفه دونالد ترامب، وأن الغارات سيتم توجيهها بشكل منظم وفعال دون سقوط مدنيين، كما ستركز على التجمعات الكبيرة لمسلحي “الشباب” وقياداتهم. 

وبحسب الجنرال تويري، فإن حصول غطاء جوي يشكل أهمية خاصة للقوات المسلحة الصومالية، بسبب الأيديولوجية المتطرفة لمسلحي “الشباب” وامتلاكهم أسلحة تماثل ما لدى الجيش، معتبرا أن الغارات الأمريكية عامل حاسم وضروري لترجيح كفة الجيش. 

ويؤكد الجنرال تويري أن تدمير دفاعات الشباب بغارات جوية يعجل تحرير مناطق شاسعة في فترة قياسية. 

وعقب الانسحاب الأمريكي اعتمدت “الشباب” على حشد مسلحيها للسيطرة على مناطق استراتيجية لكن عودة الغارات الأمريكية سيدفعهم مجددا لاعتماد تكتيك الهجمات الخاطفة بأعداد قليلة، التي لا تسفر في الغالب عن تحقيق سيطرة ميدانية. 

ووفق الخبير الأمني الصومالي معلم، فإن تعزيز وبناء الدفاعات، والتجمع في مكان واحد، والتركيز، كلها عوامل رئيسية في جبهات القتال ستخسرها مليشيات الشباب طالما استمرت الغارات الجوية. 

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق