الصومال.. تواصل المفاوضات بين المعارضة والحكومة وعرض آلية من 10 بنود لحل الأزمة
طرحت المعارضة الصومالية، آلية لحل الأزمة السياسية في خارطة طريق تستهدف كسر جمود ملف الانتخابات ومنع انزلاق البلاد نحو الفوضى.
مبادرة تأتي في إطار استمرار الجهود الدولية والمحلية لحل الخلافات حول الانتخابات العامة في بلد يقوده رئيس ولايته منتهية.
ونجحت وساطة محلية اليوم الخميس بعقد لقاء بين الحكومة برئاسة محمد حسين روبلي، والمعارضة في العاصمة مقديشو، عقب لقاء ممثلين من الاتحادين الأفريقي والأوروبي وسفراء أوروبيين، إلى جانب مبعوث الأمم المتحدة في الصومال جيمس سوان، مع الطرفين.
وتطرق الاجتماع إلى مظاهرات دعت إليها المعارضة، غدا الجمعة، والعنف الذي مارسته الحكومة في مظاهرات الجمعة الماضية واستهداف مرشحين رئاسيين، إضافة إلى الانتخابات والاستقرار العام.
وطالبت الحكومة الصومالية بتأجيل مظاهرات الغد، متعهدة بالسماح للتظاهر وتأمينه في أي موعد آخر، وفق مصادر مقربة من الاجتماع.
فيما تمسك اتحاد مرشحي الرئاسة المعارض بتقديم الحكومة الصومالية اعتذارا رسميا على القوة المفرطة التي استخدمتها ضد محتجين سلميين بقيادة بعض المرشحين، وإطلاق النار عليهم ومهاجمة مقرات بعض المرشحين بينهم الرئيسان السابقان حسن شيخ محمود وشريف شيخ أحمد.
وجاء هذا الاجتماع عقب إصدار مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة الصومالية بيانًا طرح فيه خارطة طريق لحل الأزمة السياسية الراهنة في البلاد.
وتضم الآلية التي طرحتها المعارضة 10 بنود أساسية، بينها إجراء تحقيق مستقل في هجوم استهدف فندقا كان يقيم فيه رئيسان سابقان، وإطلاق النار على محتجين بقيادة مرشحي المعارضة في مقديشو الجمعة الماضي.
كذلك اقترحت الآلية تسليم الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو السلطة لمجلس انتقالي وطني، بسبب فقدانه ثقة الأطراف السياسية وانقضاء عهدته الدستورية، ومشاركته بالجولات القادمة كمرشح عادي وليس كرئيس.
المعارضة الصومالية دعت أيضا إلى تسريع التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن القضايا الخلافية الثلاث حول الانتخابات، وهي قضية المقاعد النيابية من أرض الصومال، ونزاع إقليم غدو بين فرماجو ورئيس ولاية جوبلاند أحمد مدوبي، ولجان الاقتراع التي تضم عناصر أمنية وأنصار فرماجو.
ونصت الآلية أيضا على ضرورة خلق بيئة سياسية مستقرة تشمل حرية التعبير وعقد الاجتماعات والحملات، كما طالبت بإقالة أو استقالة قادة القوات المسلحة الصومالية، وخاصة الجيش والمخابرات والشرطة، المتهمين بالمشاركة في الهجمات على المدنيين وإطلاق النار على المرشحين الرئاسيين.
ودعا المرشحون إلى عقد الاجتماعات القادمة حول الانتخابات بمكان آمن في مقديشو تؤمنه قوات محايدة مع ضمانات دولية لمتابعة التزام الأطراف بتنفيذ الاتفاقيات التي سيتم التوصل إليها.
وأكد المرشحون الرئاسيون، في بيانهم، ضرورة تعجيل الانتخابات وإصدار جدول زمني لا يزيد عن 60 يوما لحسم مماطلات فرماجو .
وتتطابق آلية المعارضة الصومالية الممثلة باتحاد مرشحي الرئاسة تماما مع دعوات وشروط اقترحتهما ولايتي جوبلاند وبونتلاند.
ويرى مراقبون أن أزمة فقدان الثقة في فرماجو دفعت بالصومال إلى الوضع الحالي، وسط تشكيك بقدرة الحكومة لوحدها على تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة.