الانتخابات الرئاسيةالرئيسية

الصومال أزمة تتصاعد.. فرماجو يدعو لمشاورات جديدة والأمم المتحدة ترحب وبونتلاند ترفض الاستضافة والمعارضة: لن نقبل

الصومال اليوم – خاص 

في محاولة للملمة واحتواء ما يمكن احتوائه ومواجهة طوفان التصعيد دعاء الرئيس الصومالي المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو لعقد مؤتمر تشاوري جديد لبحث أزمة الانتخابات في مبادرة وصفها مراقبون سياسيون بأنها مناورة لتمديد فترة حكمه.. وهي الدعوة التي رفضها اتحاد مرشحو الرئاسة، الا ان الأمم المتحدة رحبت بها، ورحبت بها أيضا ولاية بوتنلاند الا انها رفضت استضافتها في عاصمتها غروي. 

ويأتي المؤتمر الجديد – في حال تم عقده – بعد أيام قليلة من انهيار مفاوضات مماثلة عُقدت في مدينة طوسمريب، وتبادل الأطراف المتصارعة الاتهامات بالوقوف وراء فشل المؤتمر، ورصد محرر “الصومال اليوم” صدى وردود الأفعال والاتهامات المتبادلة، فالمعارضة وولايتي بوتنلاند وجوبالاند حملت تعنت فرماجو وإصراره على الهروب إلى الأمام، المسئولية، والحكومة تتهم الولايتين بعدم تقديم تنازلات وهو ما أعاد أزمة الاقتراع إلى مربعها الأول. 

ويواجه فرماجو معضلة انتهاء ولايته دستوريا الاثنين الماضي، ما يجعله رئيسا سابقا، فيما يصر هو على الاستمرار بمنصبه طالما لم يتم انتخاب مؤسسات جديدة. 

بونتلاند” ترفض 

ووفق بيان صادر عن الرئاسة الصومالية، دعا فرماجو إلى عقد مؤتمر تشاوري جديد، الاثنين المقبل، مع رؤساء الولايات الإقليمية، في مدينة غرووي عاصمة ولاية بونتلاند، لمناقشة القضايا العالقة حول الانتخابات العامة. 

من جانبها، أكدت ولاية بونتلاند موقفها المرحب بالاجتماع واستعدادها للمشاركة فيه، لكنها اعتذرت عن استضافته، معتبرة أنه لم يتم التشاور معها بهذا الصدد. 

واقترحت الولاية عقد المؤتمر في العاصمة مقديشو، بمشاركة المجتمع المدني والمكونات السياسية المعارضة، وبحضور ممثلي المجتمع الدولي، بسبب انقضاء ولاية فرماجو الدستورية، ما يتطلب توفقا وطنيا أوسع من أي وقت مضى. 

موقف بونتلاند أيده كل من رئيس ولاية جوبلاند أحمد مدوبي، ورئيس مجلس الشيوخ الصومالي عبدي حاشي عبدالله، معربين عن استعدادهما للمشاركة بالمؤتمر. 

كما دعما مقترح عقد المشاورات في مقديشو، ومشاركة جميع الأطراف السياسية الصومالية، وبحضور دولي، لإنقاذ البلاد من المرحلة الحرجة التي تشهدها. 

فيما لم تعلن 3 ولايات موالية لفرماجو (هيرشبيلى، غلمدغ وجنوب غرب الصومال) موقفها من المؤتمر بعد رفض بونتلاند استضافته. 

المعارضة: فرماجو فقد المصداقية 

وفي سياق متصل أعلن المرشح الرئاسي وعضو مجلس اتحاد مرشحي الرئاسة الصومالية عبد الرحمن عبد الشكور ورسمي زعيم حزب ودجر السياسي المعارض أعلن عدم قبول مجلس مرشحي الرئاسة بدعوة فرماجو لعقد مؤتمر كونه لم يعد رئيس شرعي بعد انتهاء فترة ولايته في الـ”8″ من فبراير الجاري. 

وقال ورسمي في تغريدة على صفحته تويتر رصدها محرر “الصومال اليوم” ردا على دعوة فرماجو لعقد مؤتمر تشاوري جديد لبحث أزمة الانتخابات في غروي عاصمة ولاية بونتلاند :”ليس لدى فرماجو تفويض لعقد اجتماع.. لقد فقد المصداقية ويفتقر إلى الالتزام.. إنه عقبة أمام تنفيذ اتفاقية 17 سبتمبر.. لن يقبل CPC إلا نتيجة المؤتمر الذي يمثل جزءًا منه.. ويمكن أن يشارك فرماجو في أي مؤتمر مثله مثل أي مرشح آخر. 

الأمم المتحدة ترحب 

ورحبت الأمم المتحدة اليوم بدعوة فرماجو، لعقد مؤتمر تشاوري حول عملية الانتخابات بين الحكومة الفيدرالية والولايات الأعضاء ومحافظة بنادر في مدينة غرووي حاضرة ولاية بونتلاند في الخامس عشر من شهر فبراير الجاري. 

والأربعاء، قدم رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلى، إحاطة عن جهود حكومته خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ولم يتطرق إلى مسألة انتهاء ولاية فرماجو، بينما كرر مواقف حكومته بشأن الاستعداد لإجراء انتخابات توافقية عامة عادلة شفافة ونزيهة. 

كما أشار إلى “ضرورة المضي قدما لتجاوزات التحديات الراهنة دون تهديد من أي طرف بزعزعة الاستقرار العام”. 

وفشل فرماجو في إجراء الانتخابات الصومالية العامة، والتوصل إلى اتفاق مع المكونات السياسية، في تعثر يثقل رصيده السياسي الواهن على مدار رئاسته التي استمرت لعقدين من الزمن. 

وكان من المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والرئاسية في 8 من فبراير/شباط الجاري، لكن خلافات حول تركيبة لجان الاقتراع وأمور أخرى، حالت دون ذلك. 

قلق دولي 

وتستمر لعبة القط والفأر بين الصوماليين في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية للجلوس إلى طاولة التفاوض وإجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن، ورفض كل أشكال التمديد للرئيس المنتهية ولايته دستوريا. 

مجلس الأمن الدولي، أصدر بيانا دعا فيه الصوماليين إلى محادثات فورية للتوصل إلى صيغة توافقية لإجراء الانتخابات بعد تأخرها عن موعدها بسبب الخلافات بين الأطراف الصومالية. 

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن مرة أخرى في 22 فبراير لتجديد مهمة الاتحاد الإفريقي في الصومال. 

أما الولايات المتحدة الأمريكية، فطالبت أيضا بمشاورات عاجلة، وقال المتحدث باسم خارجيتها نيد برايس، خلال مؤتمر صحفي:”ندعو القيادات الصومالية إلى استئناف المحادثات السياسية فورا، وحل القضايا الخلافية وإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن”. 
وحذر برايس من أي انتخابات أحادية أو موازية أو التمديد لفترة طويلة تخلق عدم الاستقرار الأمني والسياسي والدستوري، ما يزعزع النظام العام في الصومال. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق