نيويورك تايمز: الانسحاب الأمريكي من الصومال كارثة على القرن الإفريقي
حذرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية من خطورة سحب القوات الأمريكية من الصومال ووصفته بأنه سيكون كارثيا.
وبحسب تقرير للصحيفة، يقول مسؤولون: إن وحدة كوماندوز خاصة تدعمها القوات الأمريكية يمكن أن تنهار، مما يجعل البلاد أكثر عرضة لحركة الشباب والجماعات الإرهابية الأخرى.
وأردف التقرير: عادة ما يتم نشر قوة الكوماندوز الصومالية التي دربتها الولايات المتحدة (داناب)، لمواجهة حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة وتحرير المناطق التي تسيطر عليها، وإنهاء هجماتها على المكاتب الحكومية والمطاعم الواقعة على الشاطئ، واستهداف كبار عناصر الحركة.
ومضى يقول: لكن مع توقع سحب الرئيس دونالد ترامب للقوات الأمريكية من الصومال، يرى مسؤولون ومراقبون أن القوة الصومالية المتخصصة للغاية ستبقى في طي النسيان، مما يعرض للخطر أي مكاسب أمنية ساعدت في تحقيقها في السنوات الأخيرة.
تعطيل «الإرهاب»
ونقل التقرير عن حسين شيخ علي، رئيس مجموعة أبحاث معهد هيرال ومستشار الأمن القومي السابق للرئيس الصومالي، قوله: قامت القوات الأمريكية ووحدة داناب التي دربتها بدور حاسم في تعطيل أنشطة الإرهاب، وإذا غادر الموجهون، فقد تنهار الوحدة حرفيا.
ومضى التقرير يقول: بعد إعلان البنتاغون الرسمي يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستقلص وجودها العسكري في أفغانستان والعراق، من المتوقع أيضا أن يوافق القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر سي ميللر في الأيام المقبلة على خطط لسحب معظم القوات، إن لم يكن كل، أكثر من 700 جندي أمريكي في الصومال يقومون بمهام التدريب ومكافحة الإرهاب.
ولفت التقرير إلى أن الخطط ستكون نقل تلك المهام إلى القوات الأمريكية في جيبوتي وكينيا المجاورتين والسماح لتلك المحطات بتنفيذ ضربات ضد حركة الشباب.
وأردف يقول: تأتي التخفيضات المقررة في وقت حرج، حيث تستعد الصومال لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في الأشهر المقبلة.
وأوضح أن سحب القوات الأمريكية والجدل حول العملية الانتخابية بين السلطات الفيدرالية والإقليمية، قد يعطى جماعات مثل الشباب و«داعش» فرصة لتعطيل الانتخابات.
ومضى يقول: حتى في مواجهة ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار التي لا هوادة فيها، كانت حركة الشباب صامدة، وتحولت إلى منظمة أصغر حجما لها نفوذ على مساحات شاسعة من الأراضي الصومالية النائية، وتواصل توسيع عملياتها لصنع القنابل والتسلل إلى المؤسسات الحكومية وتنفيذ هجمات ضد أهداف مدنية وأمنية في كل من كينيا والصومال.
وبحسب التقرير، يقول الخبراء: إنه إذا انسحبت الولايات المتحدة من الصومال الآن، فإن ذلك لن يشكل تحديا كبيرا آخر للحكومة الصومالية فحسب، بل ستكون هناك ضغوط إضافية على قدرة الأجهزة الأمنية على معالجة التهديد من حركة الشباب.