الرئيسيةالصومال اليوم

نيويورك تايمز تكشف تفاصيل وتداعيات مقتل ضابط مخضرم في المخابرات الأمريكية بالصومال وعدد الضباط الذي خسرتهم “سي آي إيه”

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير أعده جوليان بارنز وإريك شميدت وآدم غولدمان، عن مقتل ضابط في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” مخضرم في الصومال خلال الأيام الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم إن الضابط قُتل في مواجهة في الصومال لم تحدد طبيعتها، إن كانت أثناء عملية مكافحة إرهاب أو أنه تعرض لهجوم. ولم تحدد هوية الضابط الذي سيُعيد قتله النقاش حول عمليات مكافحة الإرهاب في أفريقيا.

وكان الضابط عضوا في الوحدة العسكرية التابعة للسي آي إيه، مركز النشاطات الخاصة، ومقاتلا سابقا مع وحدة القوات الخاصة المعروفة “نيفي سيل”. وقالت الصحيفة إن اسم الضابط سيضاف إلى قائمة الأسماء على جدار مخصص لذكرى الضباط الذين سقطوا أثناء العمليات.

وتحمّلت الوكالة خلال العشرين السنة الماضية عبئا كبيرا، حيث بلغ عدد من خسرتهم في الميدان 135 ضابطا. وتقول الصحيفة إن مقتل عملاء الاستخبارات في الميدان يعتبر نادرا مقارنة مع الجيش.

لكن الفرقة المسلحة هي من أخطر الوحدات، ويقوم أعضاء مركز النشاطات الخاصة بمهام محفوفة بالمخاطر كتلك التي تقوم  بها وحدات الكوماندوز مثل “دلتا فورس” و”سيل تيم 6″.

ويأتي مقتل الضابط في وقت تم فيه تعميم أمر يقضي بسحب كل الجنود الأمريكيين البالغ عددهم 700 من الصومال مع مغادرة دونالد ترامب البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير.

وأعلنت حركة الشباب التي لا تزال تمثل قوة قاتلة في الصومال عن قتل عدة جنود صوماليين ولم يقتل أي جندي أمريكي حسب المصادر التي تحدثت إليها الصحيفة.

وفي داخل “سي آي إيه” يُنظر إلى الصومال كمنطقة خطيرة. وناقش قادة عمليات مكافحة الإرهاب إن كانت العمليات هناك تستحق التضحية وتعريض حياة العملاء الأمريكيين للخطر. وهناك من يعتقد في داخل “سي آي إيه” أن حركة الشباب تعتبر خطرا على أفريقيا والمصالح الأمريكية هناك، ولكن ليس أبعد من المنطقة هذه.

وهناك من ناقش أنه لو تم تركت الحركة بدون مواجهة، فستتطور وتصبح تهديدا عالميا خطيرا كما حصل مع تنظيميْ “الدولة” والقاعدة من قبل.

وأصدرت الحركة تهديدا ضد الأمريكيين في شرق أفريقيا وأمريكا. وتم اعتقال عناصر من التنظيم أثناء تدربهم على الطيران في الفلبين، فيما حاول آخرون شراء صواريخ أرض- جو. وأدى القلق المتزايد من نشاطات حركة الشباب إلى سلسلة من الغارات بالطائرات المسيرة في الصومال خلال العامين الماضيين للحد من نشاطاتها.

ومن الصعب متابعة عمليات “سي أي إيه” في الصومال، والتي ربما زادت مع زيادة وتيرة الغارات بطائرات مسيرة، خاصة أن الوكالة كانت تبحث عن معلومات إضافية حول الشخصيات المستهدفة. وسيقرر الرئيس جوزيف بايدن في مراجعته لسياسات دونالد ترامب إن كان سيواصل الغارات باستخدام الطائرات بدون طيار أو الإبقاء عليها كما كانت. لكن الرئيس المقبل سيجد نفسه أمام خيارات محدودة، خاصة أن إدارة ترامب في أيامها الأخيرة تحاول اتخاذ قرارات تحد من حرية حركة بايدن وفريقه.

لكن هذه الخطط لن تمس الوجود الأمريكي في كينيا وجيبوتي حيث تنطلق منهما الطائرات بدون طيار للقيام بغارات على أهداف صومالية.

ومن المتوقع استمرار ملاحقة عناصر حركة الشباب، حسب مسؤولين على معرفة بالنقاشات الداخلية. وأعلن القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميلر في الأسبوع الماضي عن تخفيض عدد القوات الأمريكية في كل من العراق وأفغانستان إلى 2500 جندي. ولكنّ العمل لا يزال جاريا حول طبيعة سحب القوات من الصومال.

ويقول نقاد ترامب إن خططه لسحب القوات الأمريكية من الصومال تأتي في وقت يحضّر هذا البلد لانتخابات عامة في العام المقبل، مما سيعرّض سلامة الحملات الانتخابية والمرشحين للخطر.

وفي الوقت نفسه سحبت إثيوبيا جنودها في الصومال بعد اندلاع العنف في منطقة تيغراي. ووصف تقرير أعده المفتش العام لوزارة الدفاع والخارجية ووكالة التنمية الدولية، الوضع الأمني في الصومال بالخطير رغم العمليات المستمرة للطائرات بدون طيار ضد حركة الشباب، وكذا العمليات البرية ضدها.

وجاء في التقرير: “رغم العمليات الأمريكية المستمرة خلال السنوات الماضية والضغط الأمريكي في مكافحة الإرهاب لم يتم بعد إضعاف التهديد الإرهابي في شرق أفريقيا”.

وذكر أيضا: “لا تزال حركة الشباب تتمع بحرية الحركة في الكثير من مناطق جنوب الصومال وأظهرت قدرة وتصميما على شن هجمات خارج البلاد بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية”.

ومنذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 تحمل الفرع المسلح في “سي آي إيه” أعباء كبيرة وعمل في مناطق خطيرة وقام بغارات أخطر من عملية جمع المعلومات التي تمثل عصب الوكالة.

وقُتل على الأقل 20 ضابطا منذ بداية الحرب في أفغانستان. وليس من الواضح إن قُتل ضباط آخرون في الصومال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق