المساعدات والدعم.. مفتاح حسم معركة الإرهاب في الصومال
لعبت المساعدات دورا حاسما في استمرار صمود المقاومة والجيش ضد حركة الشباب، والنجاح في تحرير كافة نقاط الاشتباك وعدم خسارة أي أراض جديدة.
ويحتاج الصومال خلال حربه الشرسة مع الإرهاب إلى المساعدات بشكل كبير لهزيمة هذا العدو الذي يسعى لنشر الفوضى في منطقة القرن الأفريقي.
وتنوعت أساليب وتكتيكات حرب الحكومة الصومالية ضد الإرهاب وشملت مختلف الميادين، فبجانب المواجهات شرعت الحكومة في دبلوماسية حثيثة للحصول على دعم دولي وإقليمي للانتصار.
خطورة المعركة ضد الإرهاب دفعت العديد من الدول لتقديم دعم عاجل للصومال، حيث قدم الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات بقيمة ١١٦ مليون دولار، لدفع رواتب قوات حفظ السلام الافريقية، ودفع عملية نقل المسؤولية الأمنية من أتميس إلى القوات الصومالية بجانب تعزيز البنية التحتية وتوفير المعدات غير القتالية.
كما قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية تبلغ 70 طن من الأسلحة والذخائر ومعدات طبية، وآليات أخرى لصيانة العتاد الحربي منذ بداية العام الجاري.
الدعم لم يتوقف عند هذا الحد، ممثلون لعدد من الدول من بينها دولة الإمارات وقطر بريطانيا أمريكا وتركيا اتفقوا في اجتماع بالعاصمة واشنطن نهاية الشهر الماضي على تنسيق المساعدة الأمنية للصومال لدعم افضل لقتال الحكومة ضد الإرهاب.
واستضافت العاصمة مقديشو قمة أمنية رباعية جمعت قادة الصومال وجيبوتي وكينيا، وإثيوبيا مطلع فبراير/شباط الماضي لحشد الدعم للصومال في مواجهة حركة الشباب .
القمة نجحت في إرساء آليات عسكرية مشتركة بين قادة الدول لمواجهة حركة الشباب الإرهابية، ونتيجة لهذه القمة ستحضر قوات عسكرية من تلك الدول خارج قوة حفظ السلام الأفريقية للمساهمة في تحرير الصومال من الإرهاب .
وستشارك تلك القوات التي ستدخل الصومال بشكل كامل قبل منتصف أبريل/نيسان المقبل العمليات العسكرية ضد حركة الشباب تحت قيادة الجيش الوطني لهزيمة الإرهاب.
وبحسب مصادر أمنية مطلعة، فإن عدد القوات من جيبوتي وكينيا وإثيوبيا يتراوح عددهم ما بين 15 لـ 30 الف جندي في وقت يستعد الجيش لشن أكبر عملية عسكرية ضد الشباب مايو/أيار المقبل.
ويرى مراقبون أن الدعم الدولي والإقليمي للصومال ساهم بشكل كبير في كسر شوكة الإرهاب، وتحقيق تقدما كبيرا بتحرير عشرات المدن الهامة من براثن الإرهاب .
كما مكنت المساعدات الحكومة من تزويد المقاومة الشعبية بالأسلحة، حيث كانت عاملا حاسما في الكثير من المواجهات.
وقال الخبير العسكري الصومالي عبدالواحد محمود، إن المساعدات دليلا على قناعة الشركاء الدوليين في الحرب على الإرهاب والقضاء على حركة الشباب.
وأضاف أن المساعدات لعبت دورا حاسما في استمرار صمود المقاومة والجيش ضد حركة الشباب، والنجاح في تحرير كافة نقاط الاشتباك وعدم خسارة أي أراضي جديدة.
واعتبر الخبير العسكري أن المساعدات تكرس التزاما دوليا وإقليميا وعربيا لخلاص الصومال من درن الإرهاب، واستعادة بريق الحياة بعد عقود من السواد الدامس .
بحسب خبراء أمنيين فإن إقناع الدول المهتمة بالشأن الصومالي باستراتيجية القتال، وتصويب تركيزهم نحو الإرهاب، وتنسيق المساعدة الدولية الأمنية، ومواصلة القتال دون توقف نحو عام، يعتبر تطوير كبير.