وحدة الصوماليين أمام إرهاب “حركة الشباب”
منذ أن بدأ حسن شيخ محمود ولايته الرئاسية في الصومال، زادت الضغوطات على إرهابيي “حركة الشباب”، ما دفعها لارتكاب أخطاء فادحة.
وبعد أن باتت أيامها في الصومال معدودة، تحاول حركة الشباب، الموالية لتنظيم “القاعدة” الإرهابي، دخول الأراضي الإثيوبية بهدف إقامة معسكرات لها هناك، لكنَّ كلا من الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي وقّعا اتفاقًا بعدم التنازل عن شبر واحد من أراضي البلدين للإرهابيين.. ويُتوقع أن تبني علاقاتهما الجديدة آفاقا واعدة في المستقبل.
كذلك تدرك كينيا خطورة لجوء “حركة الشباب” إلى جنوب الصومال بفعل الضغوطات الحكومية.. ولا ترغب كينيا في وجود الإرهابيين قرب حدودها بالتأكيد، وهي ليست مستعدة للتساهل معهم.
مع كل هذه المتغيرات، أجد تنظيم “القاعدة” في الصومال مجبرًا على البحث عن مناطق أخرى، لا يمكن أن تكون في موزمبيق أو جمهورية الكونغو الديمقراطية.. لكن للأسف يبدو السودان البلد المرشح، الذي قد ينتقل إليه إرهابيو “القاعدة”.. ففي آخر بيان صادر عنه، أشاد مُنظّر “القاعدة”، أبو حذيفة السوداني، بـ”حركة الشباب” الإرهابية، باعتبارها “نموذجا يحتذى به في السودان”.. ويمكن أن يكون ذلك بمثابة إشارة للوجهة التالية للتنظيم الإرهابي.
إن حلّ معضلة الإرهاب في النهاية عملية حسابية بسيطة: “عليك أن تستمر في المواجهة كل يوم حتى تصل إلى الصفر”، وهذا ما يفعله الرئيس الصومالي، ما تسبب في خسائر بمئات العناصر الإرهابية في صفوف “حركة الشباب”.. إذ يبدو أن الخطط المستجدة، التي اعتمدها الرئيس الصومالي ضد الإرهابيين، فعالة وتؤتي أُكُلها.. وإحداها بالطبع قطع طرق التمويل، ورغم أن تأثير هذه الطريقة ليس فوريا، فإنها ستُلحق ضررًا كبيرًا بالتنظيم الإرهابي.
وتتضح فعالية هذه الاستراتيجية الجديدة في رد فعل “حركة الشباب” الإرهابية، التي قامت بهجمات دموية لا تعدو كونها انعكاسا لحالة اليأس الذي تعيشه، وهو ما سيسبب للشعب الصومالي معاناة يتعيّن عليه تحملها بقوة وصلابة واتحاد، إذا ما أراد التخلص من هذه الآفة نهائيا.
ومن الأمثلة على خيبة أمل “حركة الشباب” الإرهابية استهدافها مقر وزارة التربية والتعليم العالي بالعاصمة مقديشو، ما أوقع أكثر من 100 قتيل وإصابة 300 آخرين في 29 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.. لكن العبوة المتفجرة الضخمة أحدثت أثرًا عكسيا لما توقعه الإرهابيون، فقد عادَوا جميع الصوماليين، ووحّدوا صفوف الشعب في مواجهتم، وحاولوا تبرير خطئهم وخطيئتهم بإصدار عدة بيانات بلُغات مختلفة، لم تجد أي صدى.
وحاول عضو بارز في “حركة الشباب” الإرهابية صرف الانتباه عن حجم وأضرار الهجوم الدموي.. زاعمًا أنه “قرار من المؤتمر الخامس لعلماء المسلمين بولاية الصومال”، وهي الهيئة التي أشارت إلى “ضرورة تنفيذ هجوم للحركة الإرهابية على مقر الوزارة بالعاصمة مقديشو”.
وتركز “حركة الشباب” الإرهابية على تشتيت الانتباه من خلال التأكيد أنها كانت “مُجبرة” على مهاجمة مقر الوزارة!
ومن بين الحُجج، التي صاغتها، اتهام الوزارة بـ”نشر الثقافة الغربية بين الطلاب الصوماليين وإلقاء اللوم على عدة دول أجنبية”، متماديةً في العبث مُحمّلةً الشرطة مسؤولية الهجوم، بزعم أنها “أطلقت النار عشوائيا”، حسب ادعائه.
العدو الإرهابي قد أخطأ في هذا الهجوم، وبإصداره هذا البيان، الذي يعتبر استخفافا بأرواح الأبرياء وتبريرا لجريمة لا يمكن بحال إنساني وعقلاني تبريرها.
الخلاصة: لقد نجح الإرهابيون في توحيد جميع الصوماليين ضدهم.