الصومال .. انتفاضة شعبية في وجه الإرهاب
عانى الشعب الصومالي قرابه 30 عاماً من الحروب والصراعات الأهلية التي حرمته من أبسط مقومات الحياة وجعلته يتخلف عن ركب التقدم والرخاء الذي حظيت به الشعوب الأخرى.
وبعد تلك السنوات المظلمة من الحروب والصراعات اتجه الشعب الصومالي نحو السلام والمصالحة وطي صفحة الماضي، وبناء دولة تتولى زمام الحكم في سيادة القانون والتقدم والازدهار على مختلف الأصعدة وتوفير الخدمات الأساسية.
ظهور التنظيمات الإرهابية من مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش عرقلت تحقيق تلك الأمنية في أجواء يسودها الأمن والسلام والتقدم الذي كان الشعب يطمح في الوصول إليها والعيش في كنفها .
هذه التنظيمات الإرهابية التي اعتادت على سفك دماء الأبرياء بدون وجه حق، لاتمت للدين الإسلامي الحنيف بصله ولا بالمبادئ الإنسانية.
لكن الشعب الصومالي الصامد طيله تلك السنوات لم يستسلم للإرهاب، وقرر التصدي له بكل ما أوتي من قوة للدفاع عن حقوقه المشروعه في حياة يسودها الكرامة والعزة .
بدأت الإنتفاضة الشعبية ضد الإرهاب في المحافظات الوسطى والجنوبية والغربية للبلاد لرفض الظلم والطغيان التي تفرضه مليشيات الشباب المتطرفة عليهم من خلال دفع الإتاوات والمواشي إجبارياً إضافة إلى تجنيد القسري للأطفال .
كما تعمل المليشيات الإرهابية على فرض حصار على المدنيين من خلال قطع الطرقات وردم آبار المياه وحرق المساعدات التي يفترض أن تصل إليهم في أصعب الأوقات من الجفاف والفيضانات.
علاوة على ذلك تزرع مليشيات الشباب، الألغام الأرضية في طرق الرعاة والمزارعين مما يتسبب في مقتل وجرح مدنيين أبرياء بشكل مستمر والقصف العشوائي على الأحياء السكنية.
وقرر الشعب الصومالي التخلص من العبودية التي عاشوها في ظل الإرهاب والقضاء عليه عبر حمل السلاح وشن الحرب عليهم ومساندة الجيش في عملياته العسكرية.
الانتفاضة الشعبية بوجه الإرهاب أسفرت عن تحرير العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها مليشيات الشباب في المحافظات الوسطى والجنوبية للبلاد .
أذ تكاثف السكان المحليون من مختلف الفئات العمرية للوقوف بوجه الإرهاب في محافظات هيران وجلجدود وباي وتوجت بإنتصارات ميدانية وتحرير مناطق شاسعة.
الوعي المجتمعي بضرورة مكافحة الإرهاب والعيش في سلام، أصبح سيد الموقف ولا صوت يعلو عليه وهو أساس الانتصار والقضاء عليه.
وتلقت الإنتفاضة الشعبية دعماً كبيراً من الحكومة الفيدرالية التي عززتها بعمليات عسكرية وزودتهم بقوات إضافية وتوفير كل الدعم المطلوب للثوار من خلال تسجيل البيانات وتوفير الأسلحة والتدريب ليتم دمجهم بشكل منظم إلى الجيش .
كما توجه نواب في البرلمان الفيدرالي إلى الصفوف الأمامية للقتال والإنضمام إلى الإنتفاضة الشعبية لتشجيع الثوار والجيش والرفع من معنوياتهم في تلك المعارك.
وأكد رئيس الجمهورية فخامة حسن شيخ مراراً على شن عمليات عسكرية للقضاء على فلول مليشيات الشباب وتحرير المناطق القليلة المتبقية.
كما شدد دولة رئيس الوزراء السيد حمزة عبدي بري أنه لا عيش بوجود فلول مليشيات الشباب، وأنه يجب إنهاء شوكة المتمردين، وشل شملهم في أسرع وقت ممكن.
ومكافحة الإرهاب تستدعي تضافر الجهود والتعاون وتوحيد الصف من المجتمع والحكومة، فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع، وتحقيق النصر قادم لا محالة.. نقلا عن وكالة “ًصونا”