رئيس الصومال يدق ناقوس الخطر من واشنطن ويحذر من تكرار سيناريو أفغانستان
أشاد بدور الإمارات ووصف أبوظبي بالشريك الموثوق، وكشف عن مسارين لمواجهة حركة الشباب..
قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، اليوم الجمعة، إن هناك حاجة ماسة لتجديد سياسات محاربة حركة الإرهاب في الصومال.
وأوضح أن المسار العسكري لم يحقق النتائج المنشودة منذ عقد ونصف، مشيرا إلى وجود مسارين يجب تفعيلهما الآن لتجديد تلك السياسيات، وهما المسار الفكري والمالي ما يفتح جبهة جديدة على التنظيمات الإرهابية.
وتابع خلال حديثه في ورشة عقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن عن تعزيز الأمن في الصومال، أن سياسة حصر تنظيم حركة الشباب الإرهابية في حدود الصومال لم تنجح، مضيفا أن هجماتها الأخيرة على دول مجاورة مستغلة الصراعات، تؤكد أن التنظيم يعتمد أيديولوجية عابرة للحدود، وحذر من أنها تخطط لهجمات مماثلة على دول أخرى.
وقال شيخ محمود إن الحرب الفكرية على حركة الشباب الإرهابية كانت غائبة تماما وتريد إدارته فتح هذه الجبهة التي لا تقل أهمية عن العسكرية عبر توضيح مفاهيم الإسلام الصحيحة، وتبيين زيفهم أفكارهم وانحرافهم عن سماحة الإسلام وأهله وتوضيح همجيتهم والأفعال الشيطانية التي يمارسونها بحق المدنيين الأبرياء.
وقال إن الحوار ممكن مع حركة الشباب الإرهابية على الرغم من بقاء القنوات غير مفتوحة الآن، ويجب هزيمتها وكسر شوكتها لدفعها إلى مرحلة قبول الحوار، محذرا من نهاية أي مسار يقود إلى عملية سلام مشابهة للوضع في أفغانستان.
وشدد رئيس الصومال على ضرورة بناء السلام عبر مصالحة حقيقية على المستوى الاجتماعي والسياسي من خلال فرض النظام والقانون واستكمال الدستور الانتقالي واحترام سيادة القانون وبسط سيطرة المؤسسات الحكومية الأمنية والقضائية.
اقتصاديا، لفت الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى أن الحركة الإرهابية تجمع ملايين الدولارات سنويا ترهيبا بقتل كل من يرفض الدفع، وترسل إلى بلدان من بينها موزمبيق، مشيرا إلى ضرورة تطوير قوانين تمنع تمويل الإرهاب، ووضع المصارف الكبرى والحوالات المالية تحت المراقبة الحكومية عبر تفعيل وحدة المخابرات المالية.
وقال إن التعاون مع الولايات المتحدة أمر حاسم في هزيمة الإرهاب لأمرين، الأول أنها دولة قادرة على جلب حلفاء آخرين، والثاني هو النفوذ الذي تتمتع به في منطقة القرن الأفريقي وخبرتها في الحرب على الإرهاب عبر وفرة من الخيارات منها تدريب الجيش، تقديم المشورة، مساعدة مخابراتية، وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وتحدث رئيس الصومال عن السياسة الخارجية لإدارته، حيث قال إنها تعتمد على مبدأ “صفر عدو” واحترام سيادة البلاد واستقلال القرار السياسي وفق الأعراف الدولية، قائلا إنه لا سبيل مفتوح أمام الصومال سوى بناء علاقات متينة مع دول الجوار مثل إثيوبيا كينيا وجيبوتي.
وأشاد حسن شيخ محمود بالعلاقات الصومالية الإماراتية، حيث وصف أبوظبي بالشريك الموثوق، وأنها تساهم في مشاريع تنموية كبيرة في بونتلاند-صومالاند، معربا عن أمله تعزيز هذه العلاقات، مشيرا إلى أنه اتفق مع دولة الإمارات دعم الصومال في مجالي الدفاع والأمن.
وبخصوص إريتريا، قال إن بلاده بحاجة إلى دعم الجميع، وفي هذا الإطار دربت أسمرة خمسة آلاف جندي صومالي وسلحتهم، لافتا إلى أنه طلب من الولايات المتحدة مساعدة الصومال في إعادة تلك القوات للمساهمة في معركة الإرهاب.