الصومالية رملة علي تدخل التاريخ بعد انتصارها بأول نزال ملاكمة للسيدات في السعودية
في حدث هو الأول من نوعه، شهدت مدينة جدة في المملكة العربية السعودية نزال ملاكمة للسيدات بين رملة علي وكريستال غارسيا نوفا ضمن منافسات “نزال البحر الأحمر”.
وحققت الملاكمة رملة علي انتصارًا تاريخيًا ودخلت الحلبة متوشحة علم الصومال على الرغم من حصولها على الجنسية البريطانية. وذكرت في تصريح لها أنها تحصلت على دعم كبير من الجالية الصومالية في السعودية.
وتحظى رملة بتاريخ مشرف على المستوى الرياضي، كما بذلت جهودًا مضنية في سبيل الوصول إلى هذه النقطة. حيث شاركت في 75 نزال وارتحلت إلى 20 دولة للمشاركة في بطولات مختلفة.
وعلى الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها من قبل الإعلام الغربي في ظل الأوضاع الحقوقية للمرأة في السعودية. تؤمن رملة أن هذه المشاركة تعد خطوة إلى الأمام في بلد يمر بمرحلة “تغيير”.
هذه التغييرات التي قد تبدد الانتقادات المستمرة الموجهة نحو السعودية والمتعلقة بمزاعم وجود انتهاكات حقوقية. ولم ترضخ رملة للضغوط، بل عبرت مرارًا عن رغبتها في المشاركة في النزال ثم الذهاب لأداء واجب العمرة.
ولدت وترعرعت رملة علي في الصومال وتحديدًا مدينة مقديشو إبان الحرب الأهلية. وكانت تحلم بأن تصبح يومًا أول سيدة صومالية تشارك في الأولمبياد.
وفي عمر العاشرة، بدأت رملة بأخذ دروس في الملاكمة بهدف ممارسة الرياضة لا خوض المسابقات. وبعد سنوات من الإصرار توجت مسيرتها بلقب فئة “الهواة” في بريطانيا. إذ تعد أول سيدة مسلمة تفوز باللقب.
وفيما يخص حياتها الشخصية فقد نشأت رملة في أسرة متدينة حيث كان والدها أمامًا. كما عملت في فترة من الفترات بمكتب محاماة. إلا أنها عادت للملاكمة بعد ستة أشهر فقط.
وبسبب القيود المجتمعية المفروضة على النساء خشيت رملة من إخبار عائلتها بشأن ممارستها لهذه الرياضة التي تحظى بسمعة سيئة في المجتمعات الشرقية. وبعد إخفاء الأمر لمدة، أفصحت رملة عن حلمها لعائلتها و احترفت الملاكمة.
وقد أثر ذلك القرار على حياتها بشكل كامل، وبدأت تسرح بأحلام الأولمبياد ودخول التاريخ ليتحقق لها ذلك في أولمبياد طوكيو 2020. إذ أصبحت بالفعل أول صومالية تشارك في الأولمبياد.
وتعد رملة ملهمة بالنسبة للكثير من السيدات الصوماليات والمسلمات من حول العالم. إذ لم تكتفي بإحراز النجاحات الرياضية فقط، بل ركزت أيضًا على توجيه الفتيات الشابات لمتابعة أحلامهن، والدفاع عن قضايا المرأة.
وأخيرًا تأمل رملة علي ان تلهم السيدات في السعودية لاستغلال الفرص المتاحة لهن والسعي لإحداث تغيير يشكل فرقًا في حياتهن. وذكرت أنها قد تلقت بالفعل رسائل إيجابية من المتابعين، وعبرت رملة عن سعادتها بسبب التأثير الذي أحدثته في هذا الصدد خلال السنوات الماضية.