ما مصير استراتيجية حكومة الصومال لحصار الإرهاب بعد ضرب “الحياة”؟
عاشت مقديشو، ساعات عصيبة، ضرب الإرهاب سكانها بلا رحمة، حتى أضحى فندق “الحياة” مسرح إراقة دماء الأبرياء برسم عقلية عدوانية.
ضربة إرهابية جديدة زادت أوجاع الصوماليين في قلب عاصمتهم مقديشو مخلفة خرابا ودمارا بلاد حدود و21 قتيلا و117 جريحا من بينهم 15 حالة خطرة.
قائد الشرطة الصومالية الجنرال عبدي حسن حجار قال إن قوات الأمن أنهت التمرد المسلح ونجحت في إنقاذ أكثر من 106 أشخاص بينهم نساء وأطفال.
المسؤول الأمني الصومالي لم يتطرق لمصير مسلحي حركة الشباب الإرهابية الذين هاجموا الفندق، مساء الجمعة، ولم يتحدث عن عددهم لكن تقارير إعلامية رجحت تصفيتهم وأن عددهم يتراوح ما بين ثلاثة و10 عناصر.
ولم يرد المسؤول الأمني على كثير من أسئلة الصحفيين، مكتفيا بإلقاء بيان مقتضب فيه الكثير من الحذر ويفتقد لتوضيحات أكثر.
واتفق خبراء أمن على أن الهجوم يعتبر فشلا ذريعا، لأجهزة الأمن، ويثير تساؤلات جدية عن المسؤول المباشر وتداعياته على الوضع في الصومال.
المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي قال إن الهجوم الإرهابي على فندق الحياة يؤثر سلبا على ما يعقده الصوماليون من آمال على الحكومة الجديدة ويزيد الضغط عليها.
واعتبر حاشي أن الهجوم ضربة استباقية ويحكم بالفشل على أي خطة أمنية تراهن على تثبيت أمن مقديشو من الداخل، مؤكدا أن نجاح استقرار أمن العاصمة يعد انتصارا كبيرا على الإرهاب.
ويعتقد حاشي أن الهجوم يشي من منطلق الانتقال من سياسة الدفاع إلى الهجوم الغادر، وخلط الأوراق في الترتيبات الأمنية الحكومية لمواجهتها وعدم منح المسؤولين أي فرصة لشن هجمة موسعة.
المحلل الأمني الصومالي عبدالفتاح محمود لفت إلى أن الهجوم كان بمثابة تجربة القدرات الأمنية والاستخباراتية الحكومية للاستعداد لمرحلة جديدة من العنف.
وقال محمود إن الحكومة الصومالية الجديدة لديها القدرة والأوراق الكافية لمواجهة عنف الإرهاب من بينها الدعم الدولي واقتراب قوات حفظ السلام من نهايتها ما يعزز قدرات الجيش لمواجهة التهديد الإرهابي.
وأعرب عبدالفتاح عن أمله في إسراع العمليات العسكرية لكسر شوكة الإرهاب وحشر التنظيم الإرهابي في زاوية ضيقة ما يساهم الضغط عليها عبر ورقة الحوار التي يراها رابحة وتلقى قبولا كبيرا في الأوساط الشعبية.
ويرى الخبراء أن نجاح الحكومة الصومالية الجديدة بإجبار حركة الشباب الإرهابية على قبول التفاوض يعتبر كبحا لجماح الحركة، وهذا منوط بمدى تفعيل استراتيجية أمنية، فكرية واقتصادية.
واتفق الخبيران الأمنيان على أن أهداف حركة الشباب الإرهابية قد لا تتغير، وقد تركز على المرافق الحيوية لخلق فجوة بين الحكومة والشعب عبر وضعها في سيناريو محرج لكنها ستحاول على تعزيز فاعلية هجماتها في ضرب المرافق العسكرية والحكومية.
لكن لدى الحكومة الصومالية أوراقا يمكن أن تلعبها بقوة في هذا الصراع وترجيح دفتها عبر تعزيز العمليات العسكرية الميدانية والتعامل مع حركة الشباب الإرهابية بسياسة هجومية، وحشد الدعم الدولي والمحلي في سياساتها الأمنية وتطوير جهازي المخابرات والشرطة، وتحقيق الاستقرار السياسي ما يساهم بتوجيه الجهود.