في ظل استمرار معركة الفندق بالعاصمة مقديشو.. ماذا تعرف عن حركة الشباب؟ (تاريخ من العنف في الصومال)
كشف الهجوم الذي تبنّته حركة “الشباب” الإرهابية على فندق الحياة بالعاصمة الصومالية مقديشو وأسفر عن مقتل أكثر من 30 مدنيا وجرح العشرات، كشف عن مخاطر تحدق بالصومال، الذي يشهد فوضى منذ 1991.
ودق هذا الهجوم الذي مازال مستمرا حتى الآن لأكثر من ثلاثين ساعة، دق ناقوس الخطر، من حركة “الشباب” والتي باتت تمثل رأس حربة تمرد تحول لإرهاب مسلح في الصومال، منذ أكثر من 15 عاما، في محاولة منها لإسقاط حكومة مقديشو المركزية الهشّة.
فماذا تعرف عن حركة الشباب بالصومال؟:
تنبثق حركة الشباب من فرع لاتحاد “المحاكم الإسلامية” الإرهابي الذي سيطر لستة أشهر على وسط الصومال وجنوبه خصوصا العاصمة مقديشو قبل أن تطيحها قوات إثيوبية.
2010 أعلنت مبايعة تنظيم القاعدة قبل أن تنتمي رسميا إليه عام 2012. وصنّفت وزارة الخارجية الأمريكية الحركة تنظيمًا إرهابيًا في عام 2008.
منذ مقتل أحمد عبدي غودان في ضربة أمريكية في سبتمبر/أيلول 2014، بات زعيمها أحمد عمر ديري المعروف بـ”أبوعبيدة”.
منذ طردتها قوة الاتحاد الأفريقي (أميصوم) البالغ عددها 22 ألف جندي (انتشرت في الصومال عام 2007) من مقديشو في أغسطس/آب 2011، ما اضطرها إلى التخلي تدريجيا عن غالبية معاقلها.
تواصل السيطرة على مناطق ريفية مترامية، وتشكّل أعمالها أكبر تحدّ أمني أمام الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود الذي يواجه أيضا مسألة معالجة جفاف مدمّر يتسبب بتجويع ملايين الأشخاص.
معهد “إنترناشونال كرايسيس غروب” International Crisis Group الذي ينشر دراسات عن الأزمات الدولية، أشار في تحليل نشره في يونيو/حزيران الفائت، إلى أن حركة الشباب استعادت قوتها حين عادت حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في منتصف أغسطس/آب 2021. واقترح التحليل على حسن شيخ محمود “اختبار الوضع بتريّث” ومحاولة فتح حوار مع العناصر المسلحة.
ويقدّر كتاب حقائق العالم لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA World Factbook أن عدد المنضوين من الصومال تحت لواء حركة الشباب يتراوح بين سبعة آلاف و12 ألف مقاتل في عام 2022.
وكان الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ الصومال حتى الآن هو هجوم بشاحنة مفخخة في أحد أحياء مقديشو المزدحمة في أكتوبر/تشرين الأول 2017، أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص، فيما اتهمت حركة الشباب بتنفيذه.
أهداف أخرى لحركة الشباب:
باتت كينيا هدفا آخر لحركة الشباب التي كثفت هجماتها في البلد المجاور للصومال منذ تدخل قوات كينية في الصومال عام 2011.
وفي 15 و16 يناير/كانون الثاني 2019 نفذت مجموعة منهم هجوما على فندق كبير في نيروبي أسفر عن مقتل 21 شخصا، ردا على نقل الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
لكن هجوما داميا وقع في الثاني من أبريل/نيسان 2015 حين هاجمت مجموعة فجرًا جامعة غاريسا في شرق البلاد مخلفة 148 قتيلا بينهم 142 طالبا قتل بعضهم بدم بارد.
وفي سبتمبر/أيلول 2013، تبنت حركة الشباب هجوما كبيرا على مركز وست غيت التجاري في نيروبي خلف 67 قتيلا بعد حصاره لأربعة أيام.
وفي أحدث هجوم لحركة الشباب خارج الصومال، شنّ مقاتلون تابعون لها هجوما على قاعدة عسكرية عند الحدود الصومالية الإثيوبية في 29 يوليو/تموز 2022، ما أدّى إلى قتال عنيف تسبب بعدد غير معروف من الضحايا.
هل من تحركات دولية لردعها؟:
في 31 مارس/آذار 2022 صوت مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه على تشكيل قوة جديدة تابعة للاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال (أتميص) تحل محل قوة أميصوم التي تضم عشرين ألف عسكري وشرطي ومدني.
سيتم في مرحلة أولى سحب 2000 جندي بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2022، ثم عمليات سحب متتالية في نهاية كل مرحلة (مارس 2023 وسبتمبر/أيلول 2023 ويونيو/حزيران 2024 و ديسمبر/كانون الأول 2024) وفقًا لنص القرار.
تضم قوة “أتميص” عناصر من أوغندا وبوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا.
وفي مايو/أيار 2022، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة وجود عسكري أمريكي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية على محاربة حركة الشباب، في عودة عن قرار سلفه دونالد ترامب بسحب غالبية القوات الأمريكية من البلد الأفريقي.
ومنذ إعلان بايدن شنت القوات الأمريكية ضربات جوية عدة قاتلة على عناصر من حركة الشباب في الصومال.