الدفاع والامنالرئيسيةالصومال اليومالمجتمع الصومالي

بعد حصولها على ثقة البرلمان.. هل تنجح الحكومة الصومالية الجديدة في تخطي الأزمات؟

بدأت الصومال مرحلة سياسية جديدة بعد منح البرلمان الثقة لحكومة حمزة عبدي بري، التي تنتظرها ملفات وعقبات كبيرة ورثتها من الحكومات السابقة، فهل تنجح حكومة بري في تخطي العقبات وتحقيق ما قد يراه البعض مستحيلا في الصومال؟ .

يرى مراقبون أن المجتمع الصومالي ينتظر من الحكومة الجديدة أن تخرجه من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية وأن تحقق المعادلة الصعبة في العلاقات سواء داخليا فيما بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات، أو بين الصومال والعالم الخارجي.

بداية يقول رئيس مركز مقديشو للدراسات بالصومال، عبد الرحمن إبراهيم عبدي، إن الحكومة الجديدة التي منحها البرلمان الثقة اليوم تواجه تحديات كبيرة ما بين الاقتصادية والأمنية والسياسية، وتحتاج إلى فعل كل ما هو مستحيل من أجل تجاوز تلك العقبات.

وجوه جديدة:

وأضاف عبدي( إن الحكومة الجديدة تضم وجوه جديدة تحظى باحترام وتقدير المجتمع الصومالي وأنها قادرة على فعل المستحيل أو تحقيق بعض الإنجازات لتجاوز تلك التعقيدات والعراقيل التي ورثتها من الحكومات السابقة، لذلك فإن الرئيس ورئيس الوزراء يسعيان في هذه المرحلة إلى إيجاد علاقات قوية بين مختلف مكونات الحكومة الاتحادية رغم ظهور بعض الخلافات بين الحكومة المركزية والحكومات الإقليمية، من أجل تحقيق استقرار سياسي يساعد الحكومة الحكومة الجديدة في أداء أعمالها).

العلاقات الخارجية:

وأشار عبدي إلى أن التدخل الإقليمي والدولي كان له دور كبير في التخفيف من حدة الأزمات السياسية التي كانت تعاني منها الحكومة الصومالية في السنوات الماضية، لذا كان من أولويات الرئيس الجديد شيخ محمود، هى تصحيح مسار سلفه فرماجو و إلغاء الخلافات بين الصومال وبعض الدول الإقليمية مثل مصر والإمارات وغيرها، كذلك الرئيس منهمك في تخفيف الضغوط التي تمارسها بعض الدول الإقليمية، وأعتقد أنه سوف ينجح في تلك المهام.

أزمات موروثة:

وأوضح رئيس مركز مقديشو، أن الأزمات في الصومال لا يمكن حلها في سنوات محدودة، لأنها كانت ممتدة منذ العام 1991، وبالتالي لا يمكن حل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تواجهها الحكومة الحالية في سنوات محدودة، وأكبر تلك العقبات هى حركة الشباب والتي تشكل تهديدا حقيقيا على الحكومة، لأنها تعتبر أكبر الحركات الإسلامية في القرن الأفريقي، لذا فإن الحكومة الجديدة تحتاج إلى دعم دولي وخاصة من الدول العربية لإعادة بناء قدراتها الأمنية والعسكرية والاقتصادية، حيث تعلق الحكومة آمالها على تلك الدول، ومع هذا قد تواجه الحكومة الاتحادية خلافات في المستقبل مع الحكومات الإقليمية التي كانت لها علاقات مع الحكومة السابقة والرئيس السابق عبد الله فرماجو، لكن توجهات الرئيس الحالي تتجه إلى حل تلك الخلافات.

مصلحة وطنية:

من جانبه يقول المحلل السياسي الصومالي، عمر محمد، (كما قال رئيس الوزراء في كلمة الشكر التي ألقاها عقب منح الثقة لحكومته “مصلحة وطنية”، فإن حكومته ستهتم بالشأن الإنساني والأمني، وذلك عن طريق فتح قنوات التواصل مع كافة مختلف شرائح المجتمع الصومالي، وعلى رأسهم الولايات الإقليمية وتحقيق مصالحة داخلية تفضي إلى توافق سياسي داخلي بموجبه تنسق الحكومة المركزية مع الولايات الإقليمية القضايا الأمنية والإنسانية الراهنة.

وأضاف محمد” وعليه فإن أفضل طريقة لتجاوز هذه التعقيدات التي تقف أمام الحكومة الجديدة، من وجهة نظري هو تحقيق التوافق الداخلي عبر تقديم المصلحة الوطنية على كل شىء.

وكان منح البرلمان الصومالي يوم الأحد 7 أغسطس الثقة للحكومة الفيدرالية الجديدة، التي تشكلت برئاسة حمزة عبدي بري، في الثاني من أغسطس الجاري، بأغلبية ساحقة.

وحضر جلسة التصويت، التي عقدت في مقر البرلمان المؤقت بمقديشو، يوم الأحد، 237 نائبا من أصل 275 هم جميع أعضاء الهيئة التشريعية.

وصوت 229 نائبا لصالح منح الثقة للحكومة الجديدة، بينما رفض 7 نواب مشروع منح الثقة للتشكيلة الوزارية، وامتنع عن التصويت نائب واحد بحسب وسائل إعلام صومالية.

ويتكون البرلمان الصومالي من مجلس الشعب ومجلس الشيوخ، وتقتصر مهمة التصويت على منح الثقة للتشكيلة الحكومية على مجلس الشعب فقط، حسب الدستور الصومالي.

الى ذلك تعرضت العاصمة مقديشو بالتزامن مع جلسة البرلمان لقصف بقذائف هاون استهدفت مناطق سكنية بالقرب من القصر الرئاسي في مقديشو دون وقوع إصابات، في إشارة إلى التحديات التي تنتظر الإدارة الجديدة.

ويشهد الصومال، منذ سنوات، صراعا داميا بين القوات الحكومية ومسلحي حركة “الشباب” المرتبطة بتنظيم القاعدة التي تسعى إلى السيطرة على الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي، وحكمها وفقا لتفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.

ويواجه الجيش الصومالي، مدعوما بقوات أمريكية، منذ سنوات، حركة “الشباب” والتي يُقدر الخبراء عدد عناصرها ما بين خمسة إلى عشرة آلاف مقاتل.

يذكر أنه في مايو/أيار، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قرر إعادة نشر القوات الأمريكية في الصومال، بغرض مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس الصومالي المنتخب، حسن شيخ محمود.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق