مختار روبو.. من الزنزانة إلى الوزارة ضمن تشكيلة حكومة الصومال الجديدة
شهدت الحكومة الصومالية الجديدة برئاسة، حمزة عبدي بري، مفاجأة، باختيار الرجل الثاني بـ”حركة الشباب” سابقا وزيرا للأوقاف.
وفي حفل بمقديشو اليوم الثلاثاء، أعلن رئيس الوزراء الصومالي أسماء أعضاء حكومته الجديدة، مؤكدا أنهم “يتمتعون بالخبرة والكفاءة”.
كما تعهد بالعمل على مبدأ الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود “صوماليون في اتفاق وعلى اتفاق مع العالم”.
بينما كانت المفاجأة في تعيين مختار روبو علي الملقب (أبو منصور) وزيرا لشؤون الدين والأوقاف.
و”روبو” كان نائب قائد حركة الشباب الإرهابية، وكان متحدثا رسميا لها قبل انشقاقه نهاية عام ٢٠١١.
ومنتصف 2017، سلم “أبو منصور” نفسه إلى الحكومة الصومالية، وقال في مؤتمر صحفي آنذاك إنه خرج عن حركة الشباب الإرهابية قبل 5 سنوات وسبعة أشهر .
وفي نهاية عام 2018، وتحديدا في شهر ديسمبر/كانون الأول سعى إلى الترشح لانتخابات الرئاسية في ولاية جنوب غرب الصومال.
وقال رئيس الوزراء حمزة عبدي بري في تصريحات نقلها التلفزيون إن روبو، الذي رصدت الولايات المتحدة في السابق مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه قبل أن ينشق عن حركة الشباب، سيكون الوزير المسؤول عن الشؤون الدينية.
وأضاف بري قبل إعلان أسماء الوزراء المعينين “بعد مداولات كثيرة مع الرئيس وشخصيات عامة، عينت وزراء بالحكومة يتمتعون بالتعليم والخبرة وسيؤدون مهامهم. أطلب من البرلمان التصديق على مجلس الوزراء”.
ويتوقع بعض المحللين أن روبو ربما يساعد على تعزيز القوات الحكومية في منطقة باكول، مسقط رأسه، حيث يسيطر المتمردون على مساحات كبيرة من الأراضي.
ومنذ 15 عاماً تخوض حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، تمرّداً ضد الحكومة الفدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي.
ورغم طردهم من المدن الرئيسية، بما في ذلك العاصمة مقديشو في عام 2011، لا يزالون مقيمين في مناطق ريفية واسعة، حيث ينفّذون هجمات ضدّ أهداف حكومية وقوات الأمن على وجه الخصوص.
من هو مختار روبو؟:
كانت مجرد معلومة عن مختار روبو علي “أبومنصور” تساوي 5 ملايين دولار في ميزان المكافآت الأمريكية قبل نحو 5 سنوات.
أما اليوم فربما يلتقي أبومنصور رسميا كبار المسؤولين الأمريكيين إذا ما قرر أحدهم زيارة العاصمة الصومالية مقديشو.
ولد وزير الدين والأوقاف الصومالي الجديد، مختار رورو علي في مركز محافظة بكول، بمدينة حدر جنوب غرب البلاد في 10 أكتوبر/تشرين الأول عام 1969.
تلقى تعليمه الأساسي في الصومال، قبل أن يغادر إلى السودان حيث تخرج في جامعة الخرطوم الدراسات الإسلامية عام 1990.
وعاد أبومنصور إلى الصومال، وساهم في أنشطة تأسيس الحركات الإسلامية، وصعودها وحتى تحولها إلى الإرهاب المسلح.
وكان أبومنصور من مؤسسي حركة الشباب الإرهابية، كما ساهم في نشاط حركة المحاكم الإسلامية المتحدة في مقديشو في عام 2006، قبل ولادة حركة الشباب كتنظيم مسلح، وتولى منصب نائب زعيم حركة الشباب ومتحدثا رسميا باسمها.
ورغم كونه من القيادات الصومالية القليلة التي التقت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وتلقت تدريبات في أفغانستان إلا أنه اختلف مع زعيم حركة الشباب أحمد غودني حول قضايا جوهرية عام 2013 تطورت إلى صراع مسلح.
ومن أبرز القضايا وقف الاغتيالات، والتفجيرات العشوائية، والسجون السرية وقضايا عقائدية أخرى.
وهرب أبومنصور إلى مسقط رأسه، وكون مليشيات محلية من عشيرته، وخاض عدة معارك ضد حركة الشباب التي حاولت اغتياله.
الخروج من قائمة الإرهاب:
ورفعت الولايات المتحدة اسمه من قوائم الإرهاب بعد مفاوضات جرت في يونيو/حزيران عام 2017، وسحبت جائزة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات بشأنه، تمهيدا لتسليم نفسه إلى الحكومة الصومالية في شهر يوليو/تموز من العام نفسه.
وفي منتصف أغسطس/آب عام 2017 أعلن في مؤتمر صحفي تخليه عن الفكر المتطرف، ودعمه للحكومة الصومالية مطالبا بالعفو العام من الشعب الصومالي.
وفي عام 2018 ترشح لرئاسة ولاية جنوب غرب الصومال التي ينحدر منها، وكان أوفر حظا من مرشح يدعمه رئيس الصومال السابق محمد عبدالله فرماجو الذي طالبه بالتخلي عن طموحه السياسي، لكنه رفض ذلك وتم اعتقاله ووضعه قيد الإقامة الجبرية في ديسمبر/كانون الأول عام 2018.
وتعهد الرئيس حسن شيخ محمود خلال حملته، بإطلاق سراحه، وأرجع ذلك إلى أنه جرى اعتقاله لأسباب سياسية بعد صدور عفو شامل عنه.
وبحسب متابعين يهدف تعيين روبو إلى دفع قيادات الشباب إلى التخلي عن الفكر المتطرف، وتعزيز الحرب الفكرية على التنظيم، إضافة إلى الاستعانة بخبرته في إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي.