الرئيسيةالصومال اليوم

مقديشو وكسمايو.. ما بين التهدئة والتصعيد

شهدت العلاقات بين الحكومة الفيدرالية وولاية جوبالاند توتّرات سياسية ازدادت مع إعادة انتخاب أحمد مذوبي في 22/أغسطس-آب/2019م رئيسا لجوبالاند في ولاية ثانية.

وكانت الحكومة الفيدرالية قد أعلنت في ذلك الوقت بطلان عملية الانتخابات التي شهدتها كسمايو، مع اتخاذ خطوات تصعيدية ضد ولاية جوبالاند.

في أواخر أغسطس/2019م، اعتقلت سلطات مطار آدم عدي الدولي بمقديشو السيد عبدالرشيد جنان وزير الأمن في جوبالاند وهو متجه آنذاك إلى أديس أبابا لأسباب صحية، وكان ذلك بعد صدور القرار الحكومي القاضي بمرور كل طائرة متجهة إلى كسمايو أو قادمة منها مطار أدم عدي بمقديشو، ربما، لتضييق الخناق على إدارة جوبالاند.

ومنذ نوفمبر/2019م قامت الحكومة الفيدرالية بإرسال قوات عسكرية تابعة لها إلى مناطق في محافظة غذو التابعة لولاية جوبالاند، وذلك بالضغط على إدارة أحمد مذوبي وإخراج المحافظة من سيطرته.

وفي فبراير/2020م استطاع السيد الوزير جنان الهروب من سجن في مقديشو حسبما أعلنته قيادة الشرطة آنذاك، غير أنه وصل بعد أيام من هروبه إلى جوبالاند ثم إلى كينيا.

بعد فترة من القطيعة بين الحكومة الفيدرالية وولاية جوبالاند وبعد جهود دولية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين أعلنت الحكومة الفيدرالية في 14/يونيو- حزيران/2020م، اعتراف أحمد مذوبي رئيسا انتقاليا لولاية جوبالاند مدة إدارته سنتان، غير أن الولاية رفضت هذا الاعتراف.

وعلى الرغم من رفض جوبالاند لهذا الاعتراف إلاّ أنه كان بلا شكّ مدخلا أساسيا للتقريب بين الطرفين، إذ شاركت جوبالاند بعدها الجولات الأولى والثانية لمؤتمر طوسمريب التشاوري بين الحكومة الفيدرالية وقادة الولايات الإقليمية.

غير أن سحب الثقة عن رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري في 25/يوليو-تموز/2020م قد جدّدت الخلافات بين الجانبين مما أدى إلى مقاطعة كلّ من بونتلاند وجوبالاند للجولة الثالثة لمؤتمر طوسمريب التشاوري.

وفي 1/سبتمبر -أيلو/2020م، وبعد جهود سياسية بذلها المجتمع الدولي وصل أحمد مذوبي برفقة سعيد دني إلى مقديشو لاستكمال اتفاقية الانتخابات الرئاسية والتشريعية بين الحكومة الفيدرالية وقادة الولايات الإقليمة، وهو ما تم في 1/أكتوبر-تشرين الأول/2020م.

إن التقارب السياسي بين الحكومة الفيدرالية وولاية جوبالاند لم يكن قائما على أسس متينة إذ إن أحمد مذوبي كان يشترط على اللقاء مع فرماجو بسحب القوات الحكومية أوّلا من محافظة غذو إلاّ أنه في نهاية المطاف تم الوصول إلى حل وسطي دفع أحمذ مذوبي إلى الجلوس على طاولة المفاوضات مع الرئيس فرماجو.

في 11/أكتوبر-تشرين الأول/2020م، تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي إيقاف أبشر محمد مدير القصر الرئاسي لجوبالاند في مطار آدم عدي الدولي بمقديشو وهو متجه إلى نيروبي، ولم يتم الإفصاح عن أسباب إيقافه إلاّ أن مصادر إخبارية أفادت بأن جهاز المخابرات والأمن الوطني الصومالي هو من أوقف المدير.

وكان السيد أحمد عيسى عوض القائم بأعمال وزير الخارجية والمتواجد حينها في المطار قد تدخل لإخلاء سبيل أبشر محمد، وهو ما تحقق بعد مغادرة الطائرة التي كان سيسافر على متنها.

ونشرت مواقع إعلامية صومالية بأن طائرة تقلّ جنودا حكوميين قد وصلت الأربعاء الماضي إلى مطار دولو في غذو لينضموا إلى القوات الحكومية المتواجدة في هذه المحافظة منذ أواخر 2019م.

وتتضارب الأنباء حول هدف هذه القوات، فبينما يراها البعض بأنها تعزيزات للقوات الحدودية الصومالية يرى آخرون بأنها قوات مخصصة لتأمين مراكز الاقتراع في غربهاري إحدى الدوائر الانتخابية في جوبالاند.

هذا، ولم تصدر سلطات جوبالاند أي تعليق على احتجاز مسؤول في قصرها الرئاسي وإرسال القوات الحكومية إلى غذو، والتي يعتبرها البعض بأنها خطوات تصعيدية قد تؤدّي إلى انسحاب جوبالاند من اتفاقية الانتخابات الفيدرالية الموقعة بين الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية مطلع الشهر الجاري. وهنا يتوجّب على الطرفين وعلى جميع شركاء السياسة الصومالية البحث عن صيغة توافقية قد تجنّب الطرفين العودة إلى مربع الخلافات السياسية العقيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق