أرض الصومال مهدد بالمجاعة متأثرة بالأزمة الغذائية العالمية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية
دفعت السيدة فهيمة 10 دولارات لتصل بابنها إلى العيادة الصحية، حيث كان ابنها الأصغر يعاني من حالة صحية حرجة، وقد كان طفلها بيلار ذو 16 شهرًا يبلغ وزنه 4.5 كيلو أي أقل من نصف المتوسط بالنسبة لطفل في سنه، وذلك عندما تم نقله إلى جناح الأطفال.
وقالت فهيمة، التي تعيش بإقليم صوماليلاند “أرض الصومال الانفصالية”: لقد تغير سلوكه بالكامل، إذ كان ودودًا ويحب اللعب، بينما يمكنك رؤيته الآن ولم يتبق منه شيء”. وتابعت: “نحن مضطرون لشراء كميات أقل بسبب التكلفة المتزايدة، إذ أكافح لتأمين ما يكفي من الغذاء لأولادي “.
ويتلقى بيلار العلاج من سوء التغذية الحاد، وقد كان من الممكن أن تكون العواقب وخيمة إلا أن حال الكثير من الأطفال يعد أسوأ بكثير.
وتعد فهيمة وأسرتها جزء من 15 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد أو المجاعة في منطقة القرن الأفريقي، وذلك بسبب الأزمة الغذائية التي سببتها الحرب في أوكرانيا والجفاف الشديد. ووفقًا لتقديرات “منظمة إنقاذ الطفولة” يموت طفل كل 48 ثانية في المنطقة.
وذكر محمود محمد حسن ، مدير “منظمة إنقاذ الطفولة” في الصومال أن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
وقال: “لقد تسببت الحرب في أوكرانيا بكارثة حقيقية للعائلات والأطفال الذين كانوا يواجهون وضعًا غذائيًا محفوفًا بالمخاطر بالفعل، والنتيجة هي تضخم في أسعار السوق، كما باتت أسعار الغذاء والوقود آخذة بالارتفاع”.
وتعتمد منطقة القرن الأفريقي بشكل كبير على واردات الحبوب وزيت عباد الشمس من أوكرانيا عبر ميناء أوديسا على البحر الأسود.
وتمثل روسيا وأوكرانيا حوالي ربع صادرات القمح العالمية، في حين يخشى الغرب من أن بوتين يحاول استخدام الإمدادات الغذائية كسلاح في الحرب، حيث انتهت صلاحية 25 مليون طن من الحبوب حاليًا في الصوامع بسبب الحصار البحري الذي فرضته موسكو.
ويستورد الصومال 90 في المائة من واردات القمح عادة من روسيا وأوكرانيا، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي (WFP)، أن الصومال سيكون الأكثر تضررًا من أزمة القمح العالمية.
المصدر : القرن اليومية + وكالات