مصادر في الرئاسة: فرماجو كان يخطط لإصدار بيان يحمل خيري مسؤلية تسليم (قلب طغح) إلى إثيوبيا قبل يوم من وصوله إلى الصومال
المصادر: توتر حاد بين خيري وفرماجو والدوحة تتدخل لصالح الأخير
الصومال اليوم _ خاص
سربت مصادر مقربة من الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو أنه كان يعد لإصدار بيان لتبرئة نفسه من جريمة تسليم عبدالكريم موسى (قلب طغح) زعيم جبهة تحرير أوغادين إلى إثيوبيا ويحمل رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري المسئولية عن ذلك.
وقالت المصادر لـ”الصومال اليوم”: إن فرماجو قرر الإعلان في بيان رسمي بأن خيري هو المسؤول عن تسليم “قلب طغح”، قبل يوم من وصوله إلى الصومال الا ان وصول “قلب طغح” المفاجئ عطل عليه إصدار البيان الذي كان سيتهم فيه فرماجو حليفه خيري بأنه هو سبب ما حدث عام 2017 من تسليم قلب طغح إلى إثيوبيا وإصدار قرار باعتبار حركته بأنها حركة إرهابية.
المصادر ذاتها أكدت أن فرماجو كان يخطط لتبرئة نفسه من الجريمة وكسب تعاطف الشارع الصومالي واستخدام البيان ضمن حملته الانتخابية والدعاية لنفسه، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في سياق اتساع رقعة الخلافات بين فرماجو وخيري حليفا قطر في الصومال.
وفي سياق متصل أكدت مصادر في القصر الرئاسي أن الوضع متوتر للغاية حاليا بين فرماجو وخيري واللذان يتنازعان على السلطة وتقسيم الأموال القطرية التي وصلت الخميس والتي قدرت بملايين الدولارات أرسلتها الدوحة لحلفائها فرماجو وخيري وفهد ياسين الا ان قناعة قطر بإزاحة فرماجو من المشهد ومحاولة اجباره وإغرائه من أجل التنازل لخيري كونه من وجهة نظر الدوحة بأنه أوفر حظا حاليا من فرماجو أثار غضبه ورفض رفضا قاطعا التنازل وأصر على مواصلة مشواره في السباق الرئاسي بأي ثمن، ومهما كانت النتائج وهو الأمر الذي اربك مجموعة قطر ووصل الأمر حتى في إطار أسرة واقرباء فرماجو الذين تربط بعضهم صلة قرابة بحسن خيري والذين تدخلو جميعا في محاولة لتهدئة غضب فرماجو ومحاولة إقناعة بالتنازل لصالح خيري، ومازال الوضع حتى الآن متوتر بين الطرفين.
وكان وصل عبد الكريم شيخ موسى، أحد كبار مسؤولي الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين، إلى مقديشو يوم الخميس، بعد 4 سنوات من قرار حكومة خيري بتسليمه للحكومة الإثيوبية ظلما وعدوانا.
واستقبله رئيس مجلس الوزراء محمد حسين روبلي في مكتبه بالقصر الرئاسي ليعيد له الاعتبار، وقدم له الاعتذار وكرمه.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء “أن “رئيس الوزراء كرم عبد الكريم شيخ موسى بعلم الجمهورية، وقدم له ميدالية، ووسام رفيع وعبر له عن اعتذار الشعب الصومالي الذي يؤكد دعمه لهذا المواطن الصومالي الذي تم تسليمه ظلما لدولة أجنبية”.
وعاد (قلب طغح) زعيم جبهة تحرير أوغادين إلى الصومال الخميس وسط استقبال شعبي ورسمي كبير لإعادة الإعتبار له ولكرامته التي انتهكها ودنسها رئيس الحكومة السابق حسن علي خيري ومعه فرماجو الذين اعتقلهوه وألصقوا تهمة الإرهاب إليه ولحركته ولم يكتفيا بذلك بل قاما بتسليمه إلى إثيوبيا.
وبعودة “قلب طغح” إلى الصومال تذكّر الشعب الصومالي بجرائم وانتهاكات حسن خيري وفرماجو وكشف الوجه الحقيقي الذي يخفيه خيري الان محاولا التسلق إلى السلطة والسيطرة على كرسي الرئاسية، ليذيق الشعب وبال أمره، وجام غضبه، وجنون جرائمه وانتهاكاته من جديد.
عاد “قلب طغح” بعد أربع سنوات من التهجير القسري والعذاب الذي تسبب به حسن خيري بعد تسليمه إلى اثيوبيا واتهامه بالإرهاب، وهي الجريمة التي أثارت حينها غضب الصوماليين داخل البلاد وخارجها، ووصفه سياسيون بانتهاك صارخ تعرض له مواطن صومالي مناظل يتزعم منظمة تحرير وطنية تناضل من أجل حقوق الشعب الصومالي في أوغادين بإثيوبيا.