السفير الأمريكي الجديد وقيادة المرحلة الانتقالية الحرجة في الصومال
كررت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من مرة منذ نهاية العام الماضي أنها ستفرض عقوبات على كل من يتهم بعرقلة الانتخابات وتقويض العملية الديمقراطية في الصومال، إلا أنه على الرغم من عدم إشاعة قائمة هؤلاء السياسيين، إلا أن الدوائر السياسية الأمريكية تصرح أن بعض المسؤولين والسياسيين الصوماليين متورطون بالفعل في القضية.
ومنذ إعلان هذا التحذير بدأ القادة والسياسيون الصوماليون ينتابهم القلق من تأثير هذه العقوبات على مستقبلهم، ونتيجة لذلك، سارعوا في إجراء الانتخابات، والتقوا بالسفير الأمريكي الجديد في مقديشو لاري أندريه، واستمعوا لنداءات ومقترحات المجتمع الدولي.
وفي دلالة على دوره المتنامي مدد السفير الأمريكي الجديد الموعد النهائي لرئيس ولاية هيرشبيلي علي غودلاوي لإكمال الانتخابات بعد تصريحه بأنه لا يستطيع استكمال الانتخابات بحلول 15 مارس، كما قال رئيس جوبالاند أحمد مدوبي إنه لا يمكنه إجراء انتخابات في غربهاري المضطربة سياسيا، مقترحًا بلدة أخرى مثل عيل واق الحدودية، وقال مسؤولون آخرون إنهم قد يكملون الانتخابات قبل 15 مارس، وقد استكملت ولاية جنوب الغرب العملية معلنة عن آخر دفعة تنتخب في 15 مارس.
وكانت الإدارة الأمريكية عينت لاري أندريه سفيرا جديدا للصومال ليحل محل دونالد ياماموتو الدبلوماسي المعتدل الذي كان أقل انخراطا في الشؤون الداخلية للصومال، وقد ترددت شائعات بأن ياماموتو أقام علاقات جيدة مع إدارة فرماجو ، مما أدى إلى تخليه عن دور قيادي في الضغط الدولي على الديمقراطية الصومالية، وظهور فيلا صوماليا أكثر قمعية، وأبعد عن الديمقراطية.
ومع أن الحكومة الفيدرالية التي كانت في فترة الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو كانت تتصرف بطريقة متهورة ومسيئة للمجتمع الدولي على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث أنها طردت ثلاثة دبلوماسيين كبار من البلاد مثل المبعوث الأممي في ديسمبر 2018، ونائب المبعوث الإفريقي نهاية العام الماضي، كما رفضت ممثلاً رشحه الاتحاد الأفريقي.
ونتيجة لذلك، كان الدبلوماسيون الدوليون المتمركزون في مقديشو مترددين في التعليق على الأحداث في الصومال، وركزوا على إبلاغ عواصمهم بدلاً من التصريح العلني لمعالجة الوضع القائم عبر وسائل الإعلام.
إلا أنه بات من الواضح أن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة بعد استكمال الرئيس فرماجو سنة غير شرعية في القصر الرئاسي بدأت تتعامل مباشرة مع حكومات الولايات الإقليمية، وتجاهلت العقبات التي كانت تفرضها إدارة فرماجو على المجتمع الدولي، مما جعل فرماجو أكثر انعزالا، خاصة فيما يتعلق بإدارة الانتخابات.
وفي ظل التقاء السياسيين الصوماليين بالسفير الأمريكي الجديد كل على حدة هل من الممكن أن يلعب السفير الأمريكي دورا أكبر في التأثير بالسياسة الصومالية، وتوجيه دفة الأمور لصالح واشنطن؟.