ما وراء زيارة فرماجو لقطر؟
تلقي شكوك وشبهات جمة بظلالها على الزيارة التي يقوم بها الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو لدولة قطر، وهي زيارة تأتي في وقت تشهد فيه الصومال أجواء انتخابية.
واثار الدور الذي لعبته دولة قطر في الشأن الصومالي في الفترة الماضية شكوك السياسيين والمحللين، ويقول الصحفي والكاتب الصومالي “عبد العزيز غولف يري” في منشور في حسابه على الفيسبوك تعليقا على زيارة فرماجو للدوحة: “يعتقد أن الدوحة ستنفق أموالا ضخمة لدعم إعادة انتخاب فرماجو لولاية رئاسية ثانية”.
وأشار سياسيون صوماليون أصابع الاتهام إلى دولة قطر بالعمل على التأثير سلبا على الشأن السياسي الصومالي بواسطة المال السياسي، منهم مدير وكالة المخابرات والأمن القومي الأسبق عبد الله محمد علي “سنبلوشي” الذي نشر مقالا سلط فيه الضوء على التدخل القطري في الصومال في شهر يونيو من عام 2020م في مجلة ناشيونال انترست الأمريكية.
ووجه سنبلوله في ذلك المقال اتهامات لاذعة إلي الدوحة، قائلا: إن تحالف الرئيس فرماجو مع قطر هو سبب المشاكل التي يعاني منها الصومال، واصفا الدور القطري بأنه ترك تأثيرا خبيثا على كل جانب من الجوانب السياسية والدبلوماسية الصومالية.
واتهم سنبلوشي في المقال نفسه فرماجو وقطر بالعمل على تقويض الضوابط والتوازنات السياسية في مقديشو من خلال تهميش مجلس الشيوخ، كما أشار فيه إلى أن المال القطري كان السبب في الإطاحة برئيس مجلس الشعب السابق محمد شيخ عثمان جواري.
ففي 22/يوليو/2019م، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرا تقول فيه بأنها حصلت على تسجيل صوتي لمكالمة هاتفية جرت بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة وبين رجل أعمال قطري مقرب من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل الثاني يُبْلِغ السفير بأنه يعرف الجهة المسؤولة عن تفجير حدث في مدينة بوصاصو بولاية بونتلاند.
وينظر الصوماليون إلى الدور القطري في بلادهم بعين الشك والريبة، وذلك بسبب تركيز الدوحة على التأثير على المشهد السياسي الصومالي، ولا يخفى الدعم المالي الذي قدمته الدوحة لنظام الرئيس المنتهية ولايته محمد عبد الله فرماجو، رغم الانتهاكات الحقوقية والقانونية التي حدثت في البلاد في عهد حكمه.