الصومال.. بونتلاند على صفيح ساخن والأصابع على الزناد وتوتر أمني ينذر بانفجار الوضع
تشهد ولاية بونتلاند شمال شرق الصومال توتر أمني ينذر بانفجار الوضع المسلح.
وقالت مصادر محلية “أن الولاية منذ 4 أيام، وتحديدا مدينة بوصاصو تحبس أنفاسها، خوفا من تطور توترات أمنية بين فصائل مسلحة إلى صراع دامٍ.
التوترات المرشحة للتصاعد، نتجت عن خلاف بين فيلق أمني يسمى قوات أمن بونتلاند، ورئيس الولاية سعيد عبدالله دني؛ عقب عزل الأخير قائد تلك القوات محمود عثمان عبدالله؛ وتعيين قائد بديل عنه، هو أمين حاجي خير في الـ24 من الشهر الجاري .
وأصدرت قوات أمن بونتلاند المعروفة اختصارا ” PSF” بيانا صحفيا قالت فيه إنها اطلعت على عزل قيادة قوات أمن بونتلاند على وسائل التواصل الاجتماعي، دون وجود اتصالات سابقة بشأنها، وهي ضد القانون ولن نقبل منها.
وأضافت القوات في بيانها: “تلتزم قيادة وقوات PSF بمحاربة الإرهاب وانعدام الأمن وحماية الأمن العام في بونتلاند خاصة والصومال عموما، مضيفا: “لقد كنا نراقب الوضع في البلاد عن كثب، لأولئك الذين يجرون اتصالات مشبوهة مع الأطراف التي نحاربها، ولن تتراجع PSF عن الدفاع والحفاظ على أمن بونتلاند”.
واتهمت قوات psf إدارة بونتلاند بأنها تريد تدمير تلك القوات المدربة لمحاربة الإرهاب خاصة تنظيمي داعش والشباب الإرهابيين.
من جهته، قال وزير الأمن في ولاية بونتلاند، عبد الصمد محمد، إنه لا يوجد خيار آخر أمام قيادة PSF سوى تسليم السلطة للقيادة الجديدة التي عينها رئيس الولاية,
وقال عبدالصمد في تصريح صحفي: “هناك نظام وقانون فوق الجميع وعلينا أن نمتثل، لا يوجد خيار أمام القيادة السابقة، وفي حال لم يتم تنفيذ ذلك سنقوم بتنفيذ القانون وإخماد التمرد”.
حشد متبادل
وقالت قيادة psf إنها ليست مستعدة، ولن تخطط لإطلاق رصاصة واحدة ضد رفقائهم في دفاع أمن بونتلاند، محذرة من مغبة الهجوم عليها وزج القوات في معترك الخلافات السياسية.
ونشرت ولاية بونتلاند قوات إضافية تم جلبها من مدن الولاية الأخرى في مدينة بوصاصو، في إشارة واضحة إلى نيتها اللجوء إلى العنف في حال فشل استلام السلطة بشكل سلمي.
بدورها، قامت قوات أمن بونتلاند بحفر خنادق ودفاعات جديدة داخل المدينة للدفاع ضد أي هجوم محتمل من قبل الولاية، مشددة في ذات الوقت على عدم استعدادها لحمل السلاح بوجه قوات أمن بونتلاند، ما لم يتم الهجوم عليها، ومتمسكة بأن عزل قائدها غير قانوني ومسيس لن تقبل منه، متهمة الولاية بتدمير هذه القوات المدربة في محاربة الإرهاب.
دعوة للتهدئة
ودعا زعماء العشائر في مدينة بوصاصو، السبت، حل الخلاف الأمني بالحوار وعدم اللجوء الى القوة وضرب الأجهزة الأمنية بعضها ببعض، ووقف التحريض بين الطرفين والتصريحات المتبادلة في وسائل الإعلام التي لا تأتي بالحل وتزيد فرص العنف والصراع المسلح بين القوات دون تفسيرات مقنعة .
وقوات أمن بونتلاند المعروفة اختصارا “ PSF” هي قوة عسكرية خاصة تم تأسيسها رسميا في عام 2004، خصيصا لمحاربة الإرهاب، ويعمل في جميع مناطق ولاية بونتلاند، ويعد بوصاصو مركزها الرئيسي، ويصل قوامها نحو 3 ألفا عنصر بحسب تقارير إعلامية صومالية.
فراغ أمريكي
وبحسب الخبير العسكري الصومالي عبدالواحد محمود حسن تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورا بارزا في دعم هذه القوات، وكانت تدعم بالإمدادات والرواتب والتدريبات من واشنطن منذ تأسيسها، وتنفذ أفريكوم عمليات عسكرية مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية في مناطق بونتلاند.
ووفق ما أكده الخبير العسكري الصومالي كان انسحاب قوات الولايات المتحدة من الصومال مطلع العام الجاري، ضربة كبيرة لهذه القوات، حيث لم تنفذ منذ 11 شهرا أي عمليات عسكرية مع القوات الأمريكية، وتم نقل معدات عسكرية من قواعدها إلى جيبوتي، إلا أن واشنطن استمرت بدفع رواتب هذه القوات.
وبحسب الخبير العسكري عبدالواحد لا يوجد قانون رسمي في تأسيس هذه القوات تمت المصادقة عليه، من قبل برلمان ولاية بونتلاند، وأعطى ذلك جزاء من استقلال ذاتي من قبل السلطة التنفيذية للرؤساء الذين مروا على الولاية.
وكان للولايات المتحدة دور استشاري في تغيير قيادة هذه القوات، ولا يعرف دورها في التغيير الذي يريده رئيس الولاية.
سرّ المشكلة
جدير بالذكر أن القائد السابق لهذه القوات الجنرال أسد عثمان عبدالله “ديانو”، دخل السياسة عام 2018، وترشح لرئاسة بونتلاند، لكنه خسر بفارق صوت واحد أمام الرئيس الحالي سعيد عبدالله دني، ويقود الآن حزبا سياسيا، ويعد الخصم اللدود لرئيس الولاية، وقائد القوات حاليا أخوه محمود عثمان عبدالله “ديانو”.
ويرى مراقبون بأن رئيس الولاية سعيد عبدالله يهدف إلى تغيير قيادة هذه القوات، وإضعاف خصمه السياسي بشكل مباشر، ويحاول من هذه النافذة الإطاحة به، لكن أبناء أسرة ديانو كانوا يقودون هذه القوات منذ تأسيسها، ويحظون فيها بسمعة كبيرة وثقة متجذرة مما يصعب اختراقها بسهولة.