صوماليون يحلمون بعودة السينما إنتاجا وفرجة “شباب موهوبون يعيدون صناعة السينما في بلد مزقته الحروب والفوضى”
يؤمن جيل من الشباب الصوماليين بقدراتهم الفنية في مجال السينما وهم يعملون جاهدين على إعادة إرساء التقاليد السينمائية في بلد مزقته الحروب والفوضى، كما يحلم سينمائيون منهم بإنتاج أفلام تعالج قضايا بلادهم ويحلم الممثلون بالوصول إلى هوليوود.
في الفيلم الجديد “أيانلي” يعيش ممثل صومالي في حي فقير في نيروبي ويحلم بأن يحصل على دور يحقق له آماله بالوصول إلى هوليوود لكنه يصاب بإحباط شديد عندما لا يحصل إلا على أدوار يجسد فيها دور قرصان أو إرهابي.
ويشكو أيانلي، وهو اسم البطل في الفيلم الذي يحمل اسمه، بمرارة ويقول “ليس لدي سوى جملتين.. سأقتلك، والله أكبر”.
ومن المقرر بدء عرض الفيلم الذي تبلغ مدته 90 دقيقة في فبراير. ويأتي بعد نجاح فيلم “ذا غريف ديغرز وايف” أو “زوجة حفار القبور” لمخرج فنلندي – صومالي وأول عرض لفيلم منذ ثلاثة عقود في العاصمة الصومالية مقديشو. وعرض المسرح الوطني الذي جرى تجديده مؤخرا إعلان فيلم “أيانلي” هذا الأسبوع.
وتدور أحداث القصة في ضاحية في نيروبي تضم العديد من الأسر الصومالية. ويجسد دور البطل الممثل الصومالي – الأميركي برخد عبدالرحمن الذي شارك في فيلم “كابتن فيليبس” الذي رشح لنيل الأوسكار والذي قام ببطولته النجم توم هانكس.
ومع بداية سرد الأحداث يكتشف أيانلي أن اللكنة الأميركية التي اكتسبها تعني أنه ملاحق من الشرطة في الحي الذي يعيش فيه، إذ يعتقد البعض أنه كان يعيش في الخارج وبالتالي بالضرورة يمتلك المال.
وليسترد ما اضطر لدفعه كرشوة، ينتحل شخصية أحد أفراد حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة ليخدع صحافيا غربيا ويحصل منه على 500 دولار، لكن الشرطة تتعرف عليه في المقابلة التلفزيونية ويقع البطل في شرك وحدة من النخبة لمكافحة الإرهاب.
وكتب المخرج الصومالي – الهولندي أحمد فرح الفيلم بناء على قصص سمعها لدى عمله كمصور إخباري لشبكات مثل الجزيرة والقناة الرابعة البريطانية.
وقال “سمعت الكثير من القصص المشوقة.. قصص لا تسمعها إلا عندما تغلق الكاميرات”. وروى كيف استغرقت منه كتابة وتمويل وتصوير الفيلم ثماني سنوات.
ويشعر فرح بالحماس لعودة السينما الصومالية والفرصة التي قد تسنح لعرض ما هو أكثر من القراصنة واللاجئين والمتشددين والحروب.
وقال “يمكننا أن نشكو دائما من أن العالم لا يحكي القصص الحقيقية عن الصومال، لكن نحن من نحتاج إلى أن نروي تلك القصص (…) نحتاج إلى أن نروي قصصنا ليس فقط للعالم بل لأنفسنا أيضا”.
من جانب آخر عاشت العاصمة الصومالية مقديشو عودة العروض السينمائية بعد 3 عقود منذ انهيار الحكومة المركزية، وانطفاء الأضواء على مبنى المسرح، الذي كان يعد أبرز صرح ثقافي في الصومال.
والعملان السينمائيان اللذان تم عرضهما وتمثلا في فيلمين كانت مدة كل منهما 35 دقيقة، كانا من تأليف وإنتاج وإخراج شباب صوماليين ولدوا وعاشوا في ظروف الحرب الأهلية خلال السنوات الماضية.
الفيلم الأول هو “هوس” ويعني بالعربية “الظل”، وتدور أحداثة حول صراع التمسك بالحياة التقليدية المحافظة عند الآباء والأمهات، وسعي الشباب للتكيف مع الحياة العصرية.
وتحاول والدة فتاة إجبارها على ارتداء الحجاب والحفاظ على الصلوات في وقتها بأساليب تبعد التفاهم بين الطرفين، ومن ثم ترحل الفتاة عن منزل والدتها وتسكن في منزل آخر ثم تمرض وتزورها الوالدة لتفجع بحالة الفتاة وتعالجها.
الفليم الثاني هو “ديت فروم هيل” ويعني “الارتباط مع الشخص الخطأ”، وتدور أحداثه حول فتاة فشلت في علاقة حب، وتعيش في منزلها حالة إحباط.
وتنحدر الفتاة من أسرة ميسورة وتعيش حياة فارهة، وبسبب حالتها النفسية تعيش عزلة مستمرة، فتأتي شقيقتها لإخراجها من هذه الحالة وتتوسط بينها وأحد أفضل زملائها لخلق علاقة جديدة بينهما.
وتم إعداد الفيلمين السينمائيين في مصر بسبب صعوبة إعداد أعمال وتسجيل أفلام سينمائية في الصومال بسبب الظروف الأمنية.
وتقول بطلة الفيليمين الشابة كيف جامع إنها “واجهت تحديات جمة من بينها العائلة، إضافة إلى أن غالبية الصوماليين محافظين يعتقدون بأن عالم السينما لا مستقبل له، كما أن غياب الدعم في بدايات الانخراط في عالم التمثيل كان عقبة أخرى”.