الرئيسيةالمجتمع الصوماليكتابات راي

أهل السنة والجماعة في الصومال ونهاية الشيخ المسلح!

حسنا فعلت الحكومة الفدرالية الصومالية حينما دعمت حكومة ولاية جلمدغ التي بدورها رفضت الابتزاز السياسي المسلح الذي حاولت جماعة أهل السنة الصوفية أن تمارسه في هذه المرحلة الحرجة عندما احتلت مدينة جورعيل بقوة السلاح ثم رفضت كل الوسطاء المنادين بالسلام.

الزيارة والتسلل

عادت قيادات الصوفية في أواخر شهر أغسطس إلى المنطقة متذرعين حضورهم زيارة سنوية لأحد كبار مشايخهم، وبعد فترة وجيزة لوحظ بأنهم يقومون بتحركات عسكرية مريبة في المنطقة، لذلك حاولت حكومة الولاية تهدئة الأوضاع وأرسلت إليهم وسطاء وبعض المسؤولين، إلا أنهم رفضوا كل الوسطاء ثم اخترقوا قوات الولاية على حين غرة، واستطاعوا سيطرة مدينة جورعيل التي تعتبر من المدن العامرة في الولاية فضلا عن كثافة سكانها، ثم بدأوا بتجييش الشارع وبين عشية وضحاها رأينا بعض أئمة المساجد ومحفظي القرآن متقلدين بالسلاح مع زيهم التقليدي وبتظاهرة مهددة لحكومة الولاية والحكومة الفدرالية كنوع من استعراض العضلات.

وسطاء السلام:

ومع أن حكومة الولاية أرسلت بعض وجهاء العشائر مرة أخرى كوسطاء وتحدث عدد من ممثلي للولاية للبرلمان الفدرالي مطالبين بالجماعة المسلحة أن تحتكم إلى العقل وأن توجه سلاحها إلى أعداء السلام، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، وأعلن شيوخ القبائل رفض زعيم المجموعة الصوفية المسلحة الأيادي الممدودة إليه للسلام.

بعد خراب مالطة

وبعد توقف الوساطة أعلن رئيس الولاية رفضه ابتزاز الجماعة واستعدت قواته لتحرير المدينة من المعتدين ثم بدأت الحكومة الفدرالية إرسال بعض الفيالق المدربة من الجيش الوطني واحتدم قتال شرس استمر عدة أيام إلا أن الجماعة الصوفية المسلحة لم تتوقع بهذا النوع من الحزم والقوة، فتمت محاصرتهم بزاوية ضيقة في شمال المدينة وتم قطع المياه والكهرباء عنهم مما عجل استسلامهم وقبول الوساطة، ولكن بعد خراط مالطة، ومع ذلك تعاملت معهم حكومة الولاية بسياسة شعرة المعاوية حيث أعلن رئيس الولاية أحمد قورقور بعدم ملاحقتهم ومعالجة جرحاهم، وكانت هذه بادرة حكيمة تؤكد أن موقف الحكومة لم يكن انتقاما بقدر ما كان يهدف إلى تحرير المدينة وإعادة هيبة الحكومة واحترام القانون.

الشيخ المسلح قياما وحطاما

في تصريح يتيم له تم نشره اليوم أعلن الشيخ شاكر زعيم الجماعة الصوفية المسلحة أن جيشه انسحب من المدينة بعد قبوله وساطة الأعيان والتجار والسياسين!، وأنهم رجعوا إلى قريتهم الأولى، بعد أن أعادوا للحكومة السيارات العسكرية التي أخدوا من قوات المنطة عنوة في بداية المناوشات.
ومن المؤكد أن تصريحات الشيخ المسلح لم تكن دقيقة؛ لأن الجميع يدرك أن جماعته هي التي احتلت مدينة آمنة تحكمها حكومة ولاية جلمدغ ثم رفضت كل الوسطاء، بل حاولت تهديد عاصمة الولاية وكان الهدف الرئيسي لحملتهم احتلال عاصمة الولاية ثم تشكيل حكومة أمر واقع لسيطرة الانتخابات الفدرالية المزمع عقدها، وقد تعودت هذه الحركة السمسرة السياسية في اللحظات الانتقالية منذ أيام حكومة شريف شيخ أحمد لعلها تفوز في ذهب المعز أو المنصب السياسي المتاح، ولا عزاء لوفاء العهود واحترام المواثيق التي يتعلمها طلابهم في الحلقات.

ورغم أن الجماعة ما تزال تتبجح بقتالها السابق مع حركة الشباب وتنظيفها من المنطقة كوسام تفتخر فيه إلا أن فعلتها الأخيرة أكدت أن أطماعا السياسية تطغى على الشكل المخملي والكلام المعسول؛ ومع ذلك فشلت في مسعاها الأخير بعدما أصبحت مكشوفة وتحطمت أطماعها السياسية على صخرة الجيش الوطني،ومن الصعب جدا أن تقوم لها قائمة، وعليه ستكون تلك المحاولة الفاشلة النهاية الحتمية للشيخ المسلح المتاجر بدماء الدهماء والبسطاء، وبداية حصر السلاح بيد السلطة الشرعية فقط.
حفظ الله الصومال من كل مكروه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق