مبادرة شبابية لتعليم أطفال النازحين في الصومال
مقديشو ـ ياسين أحمد
يتزايد أعداد النازحين في الصومال، خاصة في الجنوب، حيث تلجأ الأسر النازحة إلى مخيمات عشوائية خارج المدن الكبيرة، والعاصمة مقديشو هي من أكثر المدن التي تستقبل النازحين الذين يقيمون في منازل مصنوعة من أغصان الشجر، على أطراف المدينة.
وتقدّر أعداد النازحين في الداخل بنحو مليوني شخص، بحسب آخر الإحصائيات الأممية.
ويعدّ غياب المدارس عن هذه المخيمات من أكبر المشاكل التي تعاني منها هذه الأسر، غير أنّ هناك جهوداً فردية تحاول ملء هذا الفراغ لتعليم أطفال المشرّدين تحت الأشجار.
فقد أطلق عدد من الشباب الصومالي مبادرة لتعليم أطفال النازحين وإنقاذهم من الانحراف والجريمة.
ويقول عبد الفتاح محمد عثمان، وهو مدرّس بالمدرسة، إنّ هذه المبادرة بدأت بتجميع الأطفال، حسب قدرتهم، وجعلت لهم بداية مدرسة تحت الأشجار، لصرفهم عن الانضمام إلى العصابات الإجرامية، وبعد ذلك جرى نقلهم إلى مقرّ جديد جرى تأسيسه، هرباً من الأمطار.
أُسّست المبادرة عام 2015 وفقاً لعبد الفتاح، ولفت إلى أنّ “المشروع تلقى في بداياته دعماً محدوداً، أما الآن فلا نتلقى أي دعم”. فيقوم عبد الفتاح مع زميل آخر له بالتبرّع بوقتهما وتدريس الأطفال، حتى لا يتم جرّهم إلى إدمان المخدرات أو حمل السلاح.
وتابع: “نعتقد أنّ هذه المبادرة تخرجهم من الجهل، وترفع وعيهم حتى لا يقعوا فريسة في يد المنحرفين ويتم استغلالهم”.
ويشير عبد الفتاح إلى أنّ المبادرة تستقبل نحو 50 طفلاً في اليوم، وهناك من ينضم بعد عودته من عمله، لأنه يمسح الأحذية صباحاً مثلاً، إذ إنّ بعض الأسر تعتمد على الصغار في دخلها.
أما سيد أحمد، أحد المدرّسين المتطوعين بالمبادرة، فيقول: “نحن نتطوع لتعليم هؤلاء الأطفال. ندرّسهم المواد الأساسية مثل الصومالية والرياضيات والعلوم، والتربية الإسلامية واللغة العربية. تغيّر وضعهم التعليمي، اليوم، كثيراً بعد التحاقهم بهذه المبادرة”.
وحول العقبات التي تواجههم، يشير سيد إلى عدم قدرتهم على شراء الدفاتر والكراسي للمدرسة، موضحاً أنّ دفاتر الأطفال تتلف بسبب الأمطار وهم لا يستطيعون شراء غيرها، وليس لديهم زيّ مدرسي، وهم يحاولون تأمين تلك المستلزمات بقدر المستطاع.
بينما يوضح التلميذ ليبان، قائلاً: “أدرس هنا مواد كثيرة مثل الصومالية والعلوم، والرياضيات والتربية الإسلامية واللغة العربية، أتطلع في المستقبل إلى أن ألتحق بالجامعة. نزحنا من مدينة دينسور، ونعيش في هذا المخيم، أشكر من يساعدونا على التعلّم”.