مراقبون: المواجهات الدموية بين الحكومة الصومالية وأهل السنة” تخدم حركة “الشباب”
تشهد ولاية غلمدغ الصومالية تصعيدا عسكريا حادا مع اندلاع مواجهات دموية فيها بين قوات الحكومة الاتحادية وتنظيم “أهل السنة والجماعة” حليفها السابق في الحرب ضد حركة “الشباب”، والذي من المرجح أن يستغل المواجهات للسيطرة على بعض المناطق.
وتسببت الأزمة السياسية بين الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو ورئيس الوزراء محمد حسين روبلي ورؤساء الولايات في إخفاق الحكومة الاتحادية في تأسيس إدارات إقليمية واتحادية فاعلة وتحقيق الخدمات الأساسية لجميع المواطنين، ما خلق فراغا سياسيا وأمنيا سمح بنمو نشاط حركة “الشباب” الإرهابية وعودة جماعات محلية عسكرية وسياسية إلى الواجهة مستغلة انشغال السلطة بالصراع السياسي.
وأكدت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية “سونا” تجدد المواجهات في مدينة غورعيل إحدى أكبر مدن الولاية صباح الأحد وشن القوات الحكومية غارات جوية على جامعة المدينة التي تعد آخر معقل لعناصر “أهل السنة والجماعة”.
وذكرت “سونا” أن المسؤولين في الولاية وضباط الجيش وافقوا على فتح ممر للسماح للتنظيم بإجلاء جرحاه وجثث القتلى من المدينة.
وأكد سكان ومسؤولون في مستشفى أن 30 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين جراء جولة القتال الأخيرة. ويتبع تنظيم “أهل السنة والجماعة” المسلح الطرق الصوفية، وبرز في المشهد الصومالي عام 2008 وكان يسيطر على مناطق وسط البلاد ويقاتل حركة “الشباب” في الأقاليم الوسطى، لكنه يتهم الحكومة بتهميشه.
وبلغت التوترات بين الحكومة الصومالية وتنظيم “أهل السنة والجماعة” ذروتها في وقت سابق من الشهر الجاري، إذ شن الجيش الوطني ما وصفه بـ”هجوم استباقي” على التنظيم، غير أن الأخير تمكن من التصدي له وأحكم سيطرته على غورعيل.
وأثار هذا التصعيد مخاوف بشأن تأثيره المحتمل على جهود محاربة العدو المشترك للحكومة و”أهل السنة والجماعة”، حركة “الشباب” المتطرفة.
وحذّر أحمد معلم فقي وزير الأمن السابق في غلمدغ الذي استقال الشهر الماضي بسبب عدم إصغاء الحكومة إلى نداءاته لتفادي التصعيد من أن حركة “الشباب” تسيطر على أجزاء واسعة من الولاية.
وأكدت الوكالة أن حركة “الشباب” استهدفت الأحد مطارا في غلمدغ بقذائف مورتر.
وانتهت ولاية الرئيس فرماجو الذي يشغل منصبه منذ 2017 في الثامن من فبراير من دون أن يتمكن من الاتفاق مع قادة المناطق على تنظيم الانتخابات ما تسبب بأزمة دستورية خطيرة. وأدى إعلان تمديد ولايته في منتصف أبريل الماضي لمدة عامين إلى اشتباكات في مقديشو أحيت ذكريات عقود من الحرب الأهلية في البلاد منذ عام 1991.
وتسيطر السلطات الفيدرالية على جزء صغير فقط من مساحة البلاد بمساعدة حيوية يقدمها قرابة 20 ألف عنصر من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال. ورغم أن البعثة طردتها من مقديشو في العام 2011، إلا أن حركة “الشباب” لا تزال تسيطر على مناطق ريفية شاسعة وتنفذ هجمات متكررة في العاصمة.