الصوماليون يحتفلون بالعيد وسط ذعر وانقسام حاد
ادى سكان العاصمة الصومالية مقديشو صلاة عيد الفطر المبارك في مساجد العاصمة وسط خوف وذعر من وقوع انفجارات، واغتيالات، وهجمات تنفذها حركة الشباب المتشددة المعارضة للدولة الصومالية.
ونشرت جهات امنية رسالة تحذير انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع وذكرت الرسالة بان حرركة الشباب ارسلت ١٠٠ من عناصرها البشرية من بلدة كنتواري في محافظة شبيلي السفلي الى مقديشو العاصمة بغية تنفيذ تفجيرات، وهجمات انتحارية.
ويتم استهداف المواقع التي يوجد فيها موظفوا الدولة بسهولة وفق الرسالة، مثل الفنادق، والمطاعم، والمساجد، والحدائق ،واماكن التجمعات الاخرى.
وكشفت مصادر صومالية عليمة ان الرسالة صدرت من جهات امنية دولية تعمل في منطقة حلني الحصينة امنيا.
غير ان اليوم الاول من عيد الفطر المبارك مرت بسلام،ولم تسجل وقوع انفجارات،واغتيالات ،وهجمات انتحارية في مقديشو العاصمة.
فقد صلى رئيس الوزراء محمد حسين روبلي صلاة العيد مع المصلين في مسجد التضامن الاسلامي،اكبر مسجد في مقديشو العاصمة.
وتدفق اهالي مقديشو من بيوتهم كالسيل دون خوف الى الشوارع ،معبرين عن فرحتهم، بحلول العيد،يتبالدلون التهاني ،والتبريكات، وسط تدافع ملحوظ فى الشوراع الرئيسية،مع زحمة المرور.
حدائق الفرحة
وقد اخذ سكان مقديشو العاصمة الصومالية الفرحة في حدائق العاصمة،وابرزها حديقة السلام،وحديقة دار السلام، و حدائق اخري، ومات الفنادق المتناثرة في المدينة،فضلا عن منتجعات ليدو السياحية الواقعة في ساحل المحيط الهندي الساحر.
وياتي عيد الفطر المبارك هذا العام في ظل انقسام حاد بين الفرقاء السياسيين الصوماليين بسبب تاخير الانتخابات البرلمانية والرئاسية عن موعدها المقرر في ٨ فبراير ٢٠٢١م،وتمديد فترة الرئيس محمد عبدالله محمد – فرماجو- المنتهية ولايته لعامين في ١٢-٤-٢٠٢١م والتي تراجع عنه مؤخرا.
خطوات تصعيدية
ونجم عن تلك الخطوات التصعيدية تطورات امنية خطيرة كادت ان تخرج عن نطاق السيطرة ،حيث اندلعت مواجهات عسكرية ضارية بين الحكومة والمعارضة في مقديشو بتاريخ ٢٥-٤-٢٠٢١م اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين.
كما ادى الاقتتال الداخلي الى تصدع المؤسسة العسكرية بانشقاق قيادات عسكرية معتبرة من الجيش الصومالي، ومنحازة الى مجلس اتحاد المرشحين في الانتخابات الرئاسية، بذريعة الدفاع عن الدستور،والشرعية،والوقوف ضد قرار التمديد باعتباره يزج البلد الي اتون حروب اهلية،وتكتاتورية قد تودي بلا ريب الي تدمير الكيان الصومالي الضعيف،وحرق الاخضر واليابس في البلد كذلك.
بيد ان الفرقاء الصوماليين تمكنوا من وقف الاقتتال الداخلي، بسبب فشل الحكومة في الحسم العسكري حيث اضطرت ان تتراجع عن قراراتها السابقة غير المدروسة، ملغية قرار تمديد فترة الرئيس فرماجو المنتهية ولايته، ووقف استخدام القوة العسكرية ضد مجلس اتحاد المرشحين في الانتخابات الرئاسية.فضلا عن تولي رئيس حكومة تصريف الاعمال السيد محمد حسين روبلي ادارة ملفي الانتخابات ،والامن.
موتمر الحوار
وينتظر الجميع حاليا مخرجات مؤتمر الحوار المقرر عقده في ٢٠-٥-٢٠٢١م في مقديشو العاصمة،بمشاركة الحكومة الاتحادية،وقيادات الولايات الفدرالية، ومجلس اتحاد المرشحين.
تجدر الاشارة الى ان عيد الفطر المبارك الحالي مختلف نوعا ما عن الاعياد السابقة، بوجود قيادات صومالية متشابكة، وهبوب رياح الدكتاتورية على العاصمة دون سابق انذار ولا توقعات،فضلا عن تشويه صورة الصومال الجميلة التي رسمت في العالم ٢٠١٧م، وهي صور الاحتفال بالديمقراطية الوليدة بفوز الرئيس فرماجو في الانتخابات الرئاسية.
الاعمال بالخواتيم
بيد ان الاعمال بالخواتيم،حيث نشرت وسائل الاعلام المحلية و الاقليمية والدولية صورا بائسة عن مقديشو العاصمة في ٢٠٢١م، وهي الاشتباكات الضارية بين الحكومة والمعارضة،وليس بين الحكومة وبين حركة الشباب المناوئة للدولة الصومالية.
والاخطر من هذا هو استهداف رموز الديمقراطية، والتعايش السلمي وتدوال السلطة سلميا من قبل الاجهزة الامنية الرسمية،حيث شنت هجمات عسكرية علي الروساء السابقين للصومال ،وهم شريف شيخ احمد،وحسن شيخ محمود.
تداعيات تلك الهجمات القت بظلالها علي مشاهد عيد الفطر المبارك، فضلا عن اغلاق كينيا الرحلات الجوية مع الصومال ذهابا وايابا، الامر حرم العشرات من الصوماليين المقيمين في نيروبي العاصمة الكينية العودة الي الصومال للاحفتال مع اهاليهم في الصومال.