ما دلالات تعيين “جيفري فيلتمان” مبعوثًا أمريكيًا خاصًا للقرن الأفريقي؟
أعلنت واشنطن، الجمعة، تعيين الدبلوماسي المخضرم ”جيفري فيلتمان“ مبعوثًا أمريكيًا خاصًا للقرن الأفريقي، وذلك بهدف التعاطي المباشر مع أزمة إقليم تيغراي، والتوتر بين السودان وإثيوبيا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في بيان، إن“الدبلوماسي الأمريكي المخضرم والمسؤول السابق بالأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، سيعمل مبعوثًا خاصًا لمنطقة القرن الأفريقي“.
وأفادت الإدارة الأمريكية أن“المبعوث الجديد للقرن الأفريقي سيتدخل في نزاع سد النهضة“، مشيرة إلى أنه“سيسعى إلى حل أزمات المنطقة بالحوار قبل أن تتحول لصراعات“.
خبرة طويلة
وفي تبيان للأهمية الاستثنائية لتعيين مبعوث خاص للقرن الأفريقي في هذا التوقيت، أشار بيان للخارجية الأمريكية نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى ما وصفه بـ“حالة القلق تجاه الوضع المتقلب في إثيوبيا، بما في ذلك الصراع في تيغراي؛ مع تصعيد التوترات بين إثيوبيا والسودان، والنزاع حول سد النهضة الإثيوبي الكبير“.
ووصفت الخارجية الأمريكية، تعيينها لـ“جيفري فيلتمان“ مبعوثًا خاصًا للقرن الأفريقي أنه“تأكيد على التزام إدارة الرئيس جو بايدن بقيادة جهد دبلوماسي دولي لمعالجة الأزمات السياسية، والأمنية، والإنسانية، المترابطة في القرن الأفريقي“.
وأضاف البيان، أنه“في لحظة التغيير العميق بهذه المنطقة الإستراتيجية، فإن المشاركة الأمريكية رفيعة المستوى تعد أمرًا حيويًا للتخفيف من المخاطر التي يشكلها تصعيد الصراع مع توفير الدعم لفرص الإصلاح التي تحدث مرة واحدة في كل جيل“.
واعتبرت الخارجية، أن“فيلتمان مناسب بشكل فريد كونه يوظف عقودًا من الخبرة في أفريقيا، والشرق الأوسط، من أجل الدبلوماسية متعددة الأطراف، وفي التفاوض والوساطة لتطوير وتنفيذ إستراتيجية أمريكية متكاملة لمعالجة القضايا الإقليمية المعقدة في القرن الأفريقي“.
يشار إلى أن فيلتمان الذي شغل مناصب عليا في كل من وزارة الخارجية والأمم المتحدة، عمل مساعدًا لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، وكان قد شغل في السابق منصب سفير واشنطن في لبنان خلال الفترة ما بين 2004 و2008.. وخلال غزو العراق العام 2003 تطوع للخدمة في مكتب سلطة الائتلاف المؤقت في إربيل شمال العراق، وكانت مهمته الأخيرة في القنصلية الأمريكية العامة في القدس“.
لعبة الصراع على القرن الأفريقي
وفي تعقيب على خطوة تعيين مبعوث أمريكي خاص بالقرن الأفريقي، قال المحلل السياسي وخبير شؤون شرق أفريقيا المقيم في واشنطن عبد الرحمن الأمين، في تصريح، إن ما حصل هو ”خطوة إدارية وسياسية مهمة لها دلالاتها القوية، وتبعاتها المؤثرة على قواعد لعبة الصراع الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي“ .
وأضاف عبدالرحمن أنه“من الواضح أن إدارة بايدن لملمت أنفاسها من انشغالها بأولوياتها الداخلية، وقررت خلط الأوراق، وتوزيع الأدوار في أزمات دولية متداخلة أهمها سد النهضة، وملف تصفية سكان إقليم تيغراي وتورط أريتريا فيه، فضلًا عن إعادة توزين وتحجيم أدوار دولية عديدة، بينها التركي والروسي، في البحر الأحمر وشرق أفريقيا“، على حد قوله.