افريقيا و العالمالرئيسية

فشل مفاوضات “الفرصة الأخيرة” لحل أزمة سد النهضة

لم تفلح جهود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في خفض التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا في ما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، التي بدأت السبت في عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا بين السودان ومصر وإثيوبيا. 

وقد أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان الثلاثاء أن أحدث جولة مفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي انتهت دون تحقيق تقدم. 

ورفضت إثيوبيا خلال الاجتماع كافة المقترحات والبدائل الأخرى التي طرحتها مصر وأيدها السودان من أجل تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين، من الانخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية، بحسب البيان. 

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصري أحمد حافظ في تصريحات إن إثيوبيا رفضت المقترح الذي قدمه السودان بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي ترأس الاتحاد الأفريقي للتوسط بين الدول الثلاث. 

وأضاف حافظ أن إثيوبيا رفضت مقترحا مصريا تم تقديمه خلال الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري، ودعمه السودان، بهدف استئناف المفاوضات بقيادة الرئيس الكونغولي وبمشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة، “وهو ما يثبت بما لا يدع مجالا للشك قدر المرونة والمسؤولية اللتين تحلت بهما كل من مصر والسودان، ويؤكد رغبتهما الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت هذا الطرح مما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل إلى توافق حول إعادة إطلاق المفاوضات”. 

وقد اجتمعت وفود من الدول الثلاث في جمهورية الكونغو الديمقراطية أملا في كسر جمود المفاوضات بخصوص المشروع الذي تقول إثيوبيا إنه مهم لتنميتها الاقتصادية وتوليد الكهرباء. 

وتخشى مصر أن يضر السد بإمداداتها من مياه نهر النيل، فيما يشعر السودان بالقلق إزاء سلامة السد وتدفق المياه عبر السدود ومحطات المياه. 

وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي. 

وقبل بدء الاجتماعات، قالت مصر إنها تمثل الفرصة الأخيرة لاستئناف المفاوضات قبل أن تبدأ إثيوبيا في ملء السد للعام الثاني على التوالي، بعد بدء هطول الأمطار الموسمية هذا الصيف. 

وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي للصحافيين الثلاثاء إن إصرار إثيوبيا على مثل هذه التحركات الأحادية يمثل انتهاكا للقانون الدولي. 

ولم يرد وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي على رسائل نصية ومكالمات تطلب التعليق. 

واتفق السودان ومصر على اقتراح بإشراك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة في المفاوضات، كإضافة لوسطاء الاتحاد الأفريقي الحاليين. 

وقالت مصر إن إثيوبيا رفضت الاقتراح خلال الاجتماع، بالإضافة إلى اقتراحات أخرى لاستئناف المفاوضات. 

وأضافت مصر في بيان “هذا الموقف يكشف مجددا عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية”. 

واستضاف السودان، الذي يخوض أيضا نزاعا حدوديا مع إثيوبيا، مصر في تدريبات للقوات الجوية اختتمت السبت. 

وفي الأسبوع الماضي قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي “المساس بمياه مصر خط أحمر وسيؤثر على استقرار المنطقة بشكل كامل”. 

وقالت وزيرة الخارجية السودانية “دون منهج جديد (للمفاوضات)، هو مساحة للإثيوبيين عشان يفرضوا الأمر الواقع ويضعوا كل شعوب المنطقة في خطر بالغ”. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق