من المسئول عن انهيار مفاوضات الحل السياسي في الصومال؟
انهارت مفاوضات حلحلة الأزمة السياسية الصومالية، الجمعة، وسط اتهامات للرئيس محمد عبدالله فرماجو بالتدخل في سير التفاوض.
وقال عبدالرحمن عبدالشكور، عضو اتحاد المرشحين للرئاسة “معارض” إن رئيس الوزراء محمد حسين روبلى “لا يريد تفعيل سلطاته الدستورية لقيادة المرحلة الانتقالية في البلاد في ظل انتهاء ولاية فرماجو الدستورية في 8 فبراير/شباط الماضي”.
وأضاف عبدالشكور في تصريحات صحفية “فرماجو يتدخل في خط المفاوضات من أجل استمرار التيه السياسي في البلاد وإطالة أمد بقائه في السلطة”.
من جانبه، قال روبلى في منشور على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “طالب اتحاد مرشحي الرئاسة المشاركة في مفاوضات الانتخابات بين الحكومة الفيدرالية والولايات، ما يتطلب إجراء تعديلات على اتفاقية 17 سبتمبر “أيلول” حول الانتخابات وهذا أمر خارج عن سلطاتي”.
كما طالب اتحاد مرشحي الرئاسة باصدار الرئيس المنتهية ولايته، مرسوما بتقليص سلطاته ونقل مسؤوليات إدارة شؤون الأمن والانتخابات إلى رئيس الحكومة، وإبعاد الجيش عن السياسة وإقالة القادة العسكريين الذين شاركوا في العنف ضد المرشحين في ١٩ من فبراير شباط الماضي.
كما طالب الاتحاد بالسماح بمشاركته في أي مفاوضات قادمة حول الانتخابات، وفتح الأجواء السياسية ووقف كافة أشكال المضايقات ضد الصحافة والحملات الانتخابية.
ولم يقبل روبلي جميع مطالب اتحاد مرشحي الرئاسة المعارض، وتراجعت الحكومة عن وعودها بالسماح بمظاهرات المعارضة السلمية ضد فرماجو، غدا السبت في مقديشو.
ومساء الجمعة، نشرت الحكومة قوات أمنية كبيرة وتعزيزات عسكرية في جميع شوارع وتقاطعات العاصمة مقديشو في محاولة لمنع خروج مظاهرات ضد فرماجو غدا.
ونتيجة لذلك، أعلن اتحاد مرشحي الرئاسة اليوم، تأجيل المظاهرات المقررة السبت، وهدد بإعلان موعد جديد آخر على أن يعمل الاتحاد على تأمينها، بعد تراجع الحكومة عن وعودها بتأمين الانتخابات.
ووفق مراقبين، يتجه الوضع نحو التصعيد من جديد بين الحكومة والمعارضة في ظل سيطرة حالة من عدم اليقين على العاصمة الصومالية مقديشو.
وسبق أن طالب معسكر المعارضة السياسية بالبلاد ممثلا في اتحاد مرشحي الرئاسة وولايتي جوبلاند وبونتلاند المعارضتين، بأن يقود روبلي الحوار السياسي، معتبرا أن تحرك فرماجو وتدخله بالمسار يهدد الفشل في حوار توافقي حول الانتخابات.
وقبل أسبوعين، تعرض متظاهرون بقيادة عدد من المرشحين الرئاسيين لإطلاق نار قرب مطار مقديشو، ما اعتبره معارضون محاولة اغتيال من قبل فرماجو.
ويحاول فرماجو المنتهية ولايته في 8 فبراير/شباط الجاري إلغاء المظاهرات ونشر المئات من عناصر الأمن في مقديشو، لفرض إغلاق شامل يمنع المواطنين من الخروج إلى الميادين للمظاهرات.
وأعلنت المعارضة عدم اعترافها بفرماجو رئيسًا شرعيا للبلاد، وتصر على تنظيم المظاهرات التي تطالب بإخراجه من القصر وتنظيم انتخابات عامة نزيهة وشفافة بأقرب وقت ممكن.
ويتمثل الخلاف الرئيسي بين السلطة والمعارضة في البلاد في عدم التوصل إلى توافق نهائي حول إجراء الانتخابات، وتحديد آليات توافقية نزيهة وشفافة لتنفيذ اتفاق سياسي حول عقد الانتخابات أبرم بين فرماجو ورؤساء الولايات الإقليمية في 17 من سبتمبر/أيلول الماضي في مقديشو.