تصاعدت حدة المظاهرات، جنوب شرقي إيران، الثلاثاء، احتجاجا على مقتل عدد من عمال الوقود برصاص الحرس الثوري الإيراني.
واتسع نطاق الاحتجاجات ليشمل 8 مدن هي سراوان، وتشابهار، وكنارك، ودشتياري، وسرباز، وراسك، وبهره، ودزاب، في محافظة سيستان وبلوشستان.
وأغلق سكان محليون طريقا يربط بين مدينتي تشابهار وراسك في جنوب شرقي إيران، ضمن احتجاجات اعتراضا على مقتل عمال وقود.
وشهدت مدينة سراوان الحدودية، إضراما للنيران في إطارات السيارات من قبل محتجين غاضبين، مع حلول الظلام.
وحسب مصادر حقوقية على تطبيق “تليجرام”، فإن سكانا من مدن أخرى تقطنها القومية البلوشية تضامنوا مع احتجاجات مدينة سراوان بعد مقتل وإصابة 15 عامل توصيل وقود برصاص الحرس الثوري الإيراني.
وأطلق حقوقيون هاشتاقا بعنوان “سراوان ليست وحيدة”، ولاقي تفاعلا كبيرا على موقع “تويتر” طالبوا فيه بدعم احتجاجات البلوش جنوب شرقي إيران.
وتشهد خطوط الاتصالات الهاتفية الخلوية وشبكة الإنترنت خللا كبيرا في محافظة سيستان وبلوشستان الحدودية منذ تصاعد حدة الأحداث، الإثنين.
من جانبه، أدان إمام الطائفة السنية في إيران مولوي عبد الحميد، مقتل عمال نقل الوقود برصاص الحرس الثوري.
وقال عبدالحميد، في بيان، نشره موقع “امتداد” الإصلاحي، إنه “يجب محاكمة ومحاسبة الجناة”.
وتابع: “استهداف العمال البلوش العاملين ببيع ونقل الوقود عبر الحدود جريمة تخالف القانون والشرع”.
ولفت إلى أن “معظم سكان سيستان وبلوشستان يعانون من مشاكل معيشية بسبب ندرة فرص العمل ويضطر الكثير منهم لشراء وبيع الوقود حدوديا”.
وأشار إلى أن “بيع الوقود ليس جريمة، إنهم يكسبون أقواتهم من هذه المهنة، وعائدات المنافذ الحدودية في سيستان وبلوشستان ينبغي أن تعود على السكان بها”.
وكان سكان محليون اقتحموا قبل ساعات مبنى حكوميا في مدينة سراوان الواقعة جنوب شرقي إيران.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، احتجاجات واسعة لمئات من سكان مدينة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان واقتحامهم لمبنى قائمقامية المدينة وتدمير بعض محتوياته.
وأفادت محطة إيران إنترناشيونال الناطقة بالفارسية ومقرها بريطانيا، نقلا عن مصادر حقوقية، أن المحتجين في سراوان الحدودية أضرموا النار في سيارة شرطة أيضا.
وأوضحت المصادر، أن سبب الاحتجاجات كان إطلاق عناصر من الحرس الثوري الإيراني النار على عدد من عمال نقل الوقود عبر الحدود مع باكستان ما أدى إلى مقتل وإصابة 15 شخصا على الأقل، أمس الإثنين.
وبدأت الأحداث في التصاعد خلال الـ24 ساعة الماضية، بعدما أغلقت قوات حدودية باسم “مرصاد” تابعة للحرس الثوري طريق مرور شاحنات الوقود إلى داخل باكستان، الأمر الذي أثار غضب عمال نقل الوقود من قومية البلوش التي تقطن مناطق جنوب شرقي إيران.
وتظاهر العشرات من عمال نقل الوقود، الإثنين، أمام مقر الحرس الثوري في منطقة سراوان الحدودية للمطالبة بإعادة فتح طريق لهم لكن عناصر الحرس الثوري أطلقت النار عليهم ما أوقع قتلى وجرحى بينهم.
ولم يعلق المسؤولون الإيرانيون حتى الآن، كما لم يصدر أي تقرير رسمي عن العدد الدقيق للقتلى أو المصابين في إطلاق النار على أيدي الحرس الثوري بتلك المنطقة.
وكانت قد تواردت تقارير إخبارية سابقة عن استهداف الحرس الثوري لعمال توصيل الوقود في هذه المدينة الحدودية بزعم العمل بشكل غير قانوني.
وعطلت السلطات الإيرانية شبكة الإنترنت في مدينة سراوان بعد تجمهر السكان المحليين واقتحامهم مبنى الحاكم بها اعتراضا على الحادث.
ويعمل العديد من السكان البلوش في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية في نقل الوقود عبر الحدود لتغطية نفقات معيشتهم جراء نقص فرص العمل.
ويأتي إطلاق النار على ناقلي الوقود البلوش بينما أعلن قائد فيلق الحرس الثوري، الأسبوع الماضي، تنفيذ “مشروع رزاق” لناقلي الوقود، ليتم نقل الوقود في هذه المحافظة أيضًا بطريقة منظمة عن طريق الناقلات عبر الحدود الرسمية إلى الدول المجاورة.
وقتل العشرات من السكان البلوش العاملين في بيع ونقل الوقود، ومعظمهم في مقاطعات سيستان وبلوشستان وكرمان وهرمزجان، برصاص قوات الأمن الإيرانية كل عام، وفقا لوكالة أنباء هرانا الحقوقية.