كانت مظاهرات الجمعة التي دعا إليها تحالف المرشحين للرئاسة حدثا يترقب إليه الجميع بقلق بالغ بسبب التوتر والخلافات التي كانت مشتعلة بين التحالف والرئيس محمد عبدالله فرماجو الذي لا يعترفون بشرعيته، حيث تعود المرشحون باستخدام لفظة الرئيس المنتهية ولايته بعد الثامن من فبراير الجاري.
ولكن انتهاء ولاية الرئيس لا يعني عدم وجود حكومة ولا مؤسسات شرعية يمكن التواصل والتنسيق معهم في شأن المظاهرات، نعم التظاهر حق دستوري لا خلاف عليه، ولكن عندما تكون هناك مليشيات مسلحة تدعي أن مسؤوليتها هي الحفاظ على المظاهرات وتحتل ساحة الجندي المجهول قبل يوم من المظاهرات الموعودة، وأمام إحدى نقاط حراسة (فيلا الصومال)، ثم يأتي مسؤولهم أمير الحرب السابق خليف انطعدي، ويدعي أنه لا توجد حكومة وليس هناك فرق بينه وبين الوزراء كونه وزير دفاع سابق!!!، ولم تصدر أي ادانة من تحالف المرشحين لهذا الكلام الذي ينبئ بالفوضى، فأعلم أننا كنا ننتظر نذر حرب بدلا من المظاهرات السلمية.
وقد حاول رئيس الوزراء أمس الخميس بتخفيف العبء عن العاصمة لتفادي المواجهة المسلحة، ولكن تحالف المعارضة رفض اليد الممدودة إليهم!، وكيف هذا؟
مساعي الساعات الأخيرة
طلب رئيس الوزراء من تحالف المرشحين أن يلتقوا به في منزلة على مائدة الغداء ظهر الخميس للتباحث في موضوع المظاهرات فرفضوا ثم وافق أن يلتقوا به في فندق “ديكالي”، فرفضوا، ثم وافق أن يأتي إلى ساحة الجندي المجهود ليلتقوا هناك فلم يعجبهم رغم أن فندق الرئيسين السابقين لا يبعد عن الساحة شيئا، وفِي الأخير طلبوا أن يأتي إليهم في مكان إقامتهم ولكنهم رفضوا أي مفاوضات في شأن المظاهرات وموعدها المقرر، وفِي الأخير طلب منهم إمكانية تغيير مكان المظاهرات، كون ساحة الجندي المجهول تقع أمام إحدى نقاط حراسة القصر المجهوري، ولكنهم لم يقبلوا حتى هذا الطلب!
أنا لست مقتنعا برواية الحكومة ولا رواية المعارضة فيمن بدأ المواجهة، ولكنني أظن أن المعارضة أفشلت جميع المحاولات والمساعي السلمية، ووضعها مليشيات مسلحة كحراسة لساحة المظاهرات وأمام قوات الجيش والتصريحات المتفلتة التي ادلى بها أمير الحرب السابق ونائب رئيس ما يسمى “حماية الانتخابات” كان خطأ استراتيجية فادحا وفضيحة وطنية!