احتجاجات حاشدة انتظمت الجمعة، في مناطق متفرقة بالعاصمة الصومالية مقديشو، رفضا للرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو وللمطالبة بإجراء الانتخبابات بأسرع وقت ممكن.
واتهمت المعارضة النظام بأنه حاول عرقلة المظاهرات التي دعت إليها بشتى الوسائل، بدءا من استخدام كورونا كورقة ضغط، وصولا إلى القمع واستهداف مرشحين رئاسيين مشاركين بالاحتجاجات، في تطورات تقلق الأمم المتحدة بشكل بالغ.
ووفق مصادر خاصة، تعرض متظاهرون بقيادة عدد من المرشحين الرئاسيين لإطلاق نار بالرصاص الحي قرب مطار مقديشو، ما اعتبره معارضون محاولة لاستهدافهم بالاغتيال من قبل فرماجو.
وأظهرت لقطات مصورة متداولة تعرض معارضين لإطلاق نار برصاص حي مكثف من قبل مرتزقة فرماجو.
ومن أبرز الذين تعرضوا لإطلاق الرصاص؛ رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري، وزعيم حزب “ودجر” المعارض عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي، إضافة إلى زعيم حزب “سهن المعارض” عبدالكريم حسين غوليد.
وسقط عدد من مدافع الهاون على محلات تجارية داخل مطار مقديشو، ما أدى لاندلاع النيران، ومن ثم توقفت حركة المطار الذي ما زال حتى اللحظة خارج الخدمة مؤقتا بسبب الحريق.
وكان من المتوقع أن تشمل الاحتجاجات ميدان “دلجيركا داهسون” بمديرية بونطيري قرب القصر الرئاسي، لكن قوات تابعة لفرماجو فرضت طوقا أمنيا على الميدان لمنع وصول المتظاهرين.
كما فرضت القوات إغلاقا شاملا بنشر الآلاف من عناصرها الأمنية، ما أثر على حرية التنقل في العاصمة.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد، الجمعة في مقديشو، ندد مرشحون رئاسيون تعرضوا للاستهداف بالرصاص الحي بقمع فرماجو، ووصفوا العمل بـ”العدواني وغير المسؤول”، معتبرين أنه “محاولة اغتيال فاشلة”.
وأشاروا إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين السلميين، لافتين إلى أنهم سيعلنون عن حصيلة الخسائر البشرية في وقت لاحق.
وتعهدوا بمواصلة المظاهرات السلمية وعدم الجنوح إلى العنف الذي “يريده فرماجو بالضبط للبقاء على السلطة، وانزلاق البلاد إلى وحل الفوضى”.
قلق أممي
من جهتها، أصدرت الأمم المتحدة في الصومال بيانا فوريا بشأن الأحداث الأخيرة في مقديشو، أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء الاشتباكات المسلحة الليلة الماضية وصباح الجمعة.
واندلعت اشتباكات عنيفة، فجر الجمعة، بين قوات أمن الحكومة الصومالية وحراس الأمن للمرشحين الرئاسيين في العاصمة مقديشو.
وسمع دوي إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة وخفيفة بعد شن قوات تابعة للرئيس الصومالي المنتهية ولايته هجوما مفاجئا على فندق وسط العاصمة يقيم فيه مرشحون رئاسيون أبرزهم رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري.
وبحسب البيان نفسه، دعت الأمم المتحدة إلى “الهدوء وضبط النفس من الجانبين”، حاثة على “الحوار لفتح الطريق بتخفيف التوتر وتسليط الضوء على الحاجة الملحة لعقد اجتماع للتوصل إلى اتفاق سياسي بشأن تنفيذ العملية الانتخابية”.
وكانت أصدرت الحكومة الصومالية بيانا مقتضبا حول الاحداث التي شهدتها العاصمة مقديشو فجر اليوم الجمعة 19-2-2021.
وقال وزير الأمن الداخلي حسن حندبي “أن مليشيات مسلحة هاجمت قواعد عسكرية في أجزاء من العاصمة مقديشو حوالي الساعة الواحدة صباحًا”.
وقالت الحكومة في بيان مقتضب صادر عن وزير الأمن الداخلي حسن حندبي “قال متحدث باسم الميليشيا لوسائل الإعلام الليلة الماضية إنهم سيهاجمون مبان حكومية ويستولون على أجزاء من مقديشو.. وأنهم في حالة تأهب قصوى”.
واضاف البيان ان “المليشيا حديثة التنظيم نفذت التهديد وشنت الهجوم المخطط له على قواعد القوات المسلحة”.. ولم يذكر بيان وزير الأمن الداخلي حسن حندبي أي تفاصيل أخرى.
ويحاول فرماجو المنتهية ولايته في 8 فبراير/شباط الجاري إلغاء المظاهرات ونشر المئات من عناصر الأمن في مقديشو، لفرض إغلاق شامل يمنع المواطنين من الخروج إلى الميادين للمظاهرات.
وأعلنت المعارضة عدم اعترافها بفرماجو رئيسًا شرعيا للبلاد، وتصر على تنظيم المظاهرات التي تطالب بإخراجه من القصر وتنظيم انتخابات عامة نزيهة وشفافة بأقرب وقت ممكن.