أما كتاب ” الحركات الإسلامية الصومالية – النشــأة والتطوُّر ” للأستاذ أنور أحمد ميو، فيٌعدّ من الكتب القليلة التي تناولت تأريخ جميع الحركات الإسلامية الصومالية تقريباً بحيث لم يقتصر على جماعة أو حركة معينة، حيث تناول المؤلف هذه الحركات من حيث الشمولية ودقة المعلومات وغربلتها حسب المنهج البحث العلمي، وهو مكتوب باللغة العربية وهو كتاب مهم ملأ فراغا علميا للمكتبة العربية عموما والصومالية خصوصا. ومما لا شك فيه فإن كتاب الأخ أنور سيكون عوناً قوياً للباحثين بحيث يجدون فيه معلومات إضافية لها علاقة بالحركات الإسلامية في بلادنا بمختلف مسمياتها وانتماءاتها، وقد عرض الكاتب كتابه بأسلوب سهل من غير تكلف، ويمتاز الكتاب بأن صاحبه غير منحاز ويعزو أحيانا كثيرة بمصادر معلوماته ، ولاشك بأنّ هذا الكتاب يفتح للباحثين آفافاً جديدةً ونافذة مفيدة عن أخبار الجماعات الإسلامية في الصومال من خلال الحديث عن أسرار هذه الحركات ودهاليزها، وقد أحسن المؤلف بأن يبدأ كتابه الحديث عن الحركات التحرُّرية التي مهَّدت الطريق لظهور الصَّحوة الإسلامية في الصومال، ودورها في محاربة الاستعمار والحركات التبشيرية من خلال تتبع بعض رموز هذه الحركات في البلاد، ثم ما تمخض عنها من اللبنات الأولى التي انبثقت منها الحركة واستقلال الصومال، وكذا إرهاصات التنظيم الحركي في الصومال، ثم الجمعيات التقليدية التي سبقت الحركات التنظيمية الإسلامية في الصومال.، وقد تتبع المؤلف هذه الحركات منذ بَدْئها ونَشْأتـها وتطوُّرها وازدِهَارهَا وانكِمَاشَها، فبارك الله في عمله العلمي وسعيه الدؤوب في خدمة البحث العلمي والثقافي المتنامي في البلاد في الآونة الأخيرة.
وللمؤلف جهود مضنية أخرى في المجال نفسه، بحيث كتب بعض الأخبار المتعلقة بالصحوة الإسلامية في الصومال وبعض رموزها في كتابه “مراجعات إستراتيجية في الصومال”
وأيضاً في كتابه المعنون ” أثر الأزمة السياسية على التيار الإسلامي في الصومال” وهو عبارة عن بحث أكاديمي.
ومن الكتب أيضاً كتاب (حقائق عن الجماعات الدعوية العاملة في الصومال)، لفضيلة الشيخ عبد القادر شيخ محمد عكاشة،بالاشتراك مع الشيخ محمد عبد طاهر، والكتاب يتحدث عن الجماعات الإسلامية في الصومال ، بحيث ركز على أربع جماعات إسلامية في بلاد الصومال وهم: حركة الاعتصام بالكتاب والسنة، حركة التجمع الإسلامي، حركة الإصلاح، وحركة الشباب المجاهدين.
ورغم صغر حجم الكتاب إلا أنه فيه معلومات مفيدة، ويظهر بخبر الشيخين للدعوة الإسلامية وما يسمى الصحوة الإسلامية في بلاد الصومال، بل وحنكتهما في مجالات الجماعات والأحزاب الإسلامية، إضافة إلى أنهما زجّا الكتاب بنقولات من أهل العلم قديما وحديثا، ويقع الكتاب في 62 صفحة .
كتاب (المذكرات الداعية)، للشيخ محمد عمر أحمد، هذه المذكرات محاولة للتأريخ للدعوة الإسلامية بتفاعلاتها مع مناحي الحياة ومناشطها السياسية والاقتصادية والعلمية في أطوار متتالية منذ ستينيات القرن الميلادي المنصرم وحتى اللحظة الراهنة وفي واقع متقلب مليء بالشجون والمحن، كما ذكر المؤلف نفسه عند تقديم تلك المذكرات.. والمذكرات تنطلق في نظرتها للدعوة بأنها عنصر مؤثر في بناء الأحداث المؤثرة، وعنصر مهم في صناعة الشخصية الصومالية. والحياة ليست جزرا منعزلة، بل إيقاع هادر، متناغم متكامل، يتبادل التأثير والتأثر.
وراوي هذه الأحداث في هذه المذكرات عالم سلفي من أعلام الدعوة الإسلامية المعاصرة في الصومال هو الشيخ عبد القادر نور فارح المعروف بعبد القادر جعمي خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كبير علماء الصومال والذي استقر في أواخر حياته في منطقة بونتلاند الحالية شرق الصومال قبل اغتياله على أيدي مجرمين من حركة الشباب في الصومال. والحقيقة أنّ هذه المذكرات نتيجة لقاءات متقطعة عملها الأخ الكاتب القدير مع الشيخ عبد القادر نور فارح والتي بدأها لأول مرة في مدينة جاروي في 20 جمادى الأولى 1424هـ مدينة جاروي شهر يوليو2003م بحيث سجل منه شريطين وحين أفرغهما، أصبحت كتيبا يحمل الكثير من المعلومات، ثم أراد التوسع فيها لتشمل كثيرا من الأحداث في خط سير الدعوة الإسلامية تقييما ونقدا وتأريخا لأحداث العصر، ثم تحدث لقاءات أخرى في بوصاصو في شهر صفر 1427ه. ثم تواصلت اللقاءات في أعوام 1433هـ أي 2012م. وكانت حبيسة عنده قبل أن تخرج إلى النور في قالب حلقات مسلسلة في شبكة الشاهد العربي بحيث ترددت في نشرها كحوار لأنها طويلة للغاية، ولأن فيها كثيرا من المصارحات والشهادات التي تصلح للنشر بعد مضي الأحداث، ثم عنى المؤلف طباعتها في شكل كتاب عن الحركة الإسلامية في الصومال.. ثم رأى أن يضعها بين أيدي القراء. والحقيقة التي لا مراء فيها فإن قيمة هذه المذكرات ظهرت بعد وفاة الشيخ عبد القادر والطريقة التي قتل بها فضيلته رحمه الله ، مما جذّب الناس تلك المذكرات حتى تهاتف القراء والمتابعون عبر المقالات التي كان ينشرها المؤلف قبل طباعته. وحسب علمي ما زال الكتاب غير منشور، وقد أخبرني المؤلف في الصيف عام 2013م في مقديشو أنه سوف يبحث مطبعة مناسبة لطباعة الكتاب
أما كتاب ( صفحات من تاريخ اليقظة الإسلامية في الصومال) ، للشيخ عبد القادر محمود أو موسى فلا شك أنّه يظهر بأنّ الكاتب لديه معلومات غزيرة ودقيقة ، وكان جزء من الحركة الإسلامية في الصومال في منتصف القرن المنصرم، وبذلك عاصر أهم محطات الصحوة، ومن هنا ظهرت معلوماته مهمة خاصة عند حديثه عن جماعة ” الأهل ” وبدايات الدعوة الإسلامية في أواخر الستينات وبدايات السبعينات. والكتاب من مطبوعات مكتبة الهدى المحمدي، القاهرة، ط/1، عام 2016م، وجاء في مجلد كبير.
ومن الكتب أيضاً كتاب (رحاب الدعوة الإسلامية في الصومال)، للشيخ محمد عمر أحمد، ويتناول في رسالته هذه الحديث عن صاحب فضيلة الدكتور أحمد حاج عبد الرحمن وخواطره ومذكراته في مجال الدعوة الإسلامية ، علما أنّ فضيلة الدكتور أحمد كان داعيا وعالما في قضايا الشريعة، وماهرا بعلم الحديث وعلومه، وتوفي إثر اغتياله على أيدي عناصر من حركة الشياب في الصومال.
وهناك بحوث ومقالات مهمة منشورة في المواقع الألكترونية كموقع إسلام انلاين لانislamonline مثل ما كتبه الباحث الصومالي القدير الأستاذ محمد عمر أحمد وهو بحث في منتهى الروعة والجمال، وفيه يؤرخ الكاتب الحركات الإسلامية في الصومال. وفي الموقع نفسه توجد مقال نفيس تحت عنوان ” الإسلاميون في الصومال.. تاريخ من الانشقاقات ” بقلم الأخ الأستاذ شافعي محمد. كما نشر الشيخ عبد الرحمن شيخ عمر سلسلة من المقالات أطلق عليها ” Uur doox ” باللغة الصومالية في موقع صومال توك بحيث أرّخ فيها الحركة الإسلامية بدءا بحركة الأهل ومروراً بحركة الإتحاد وانتهاءً بالاعتصام .
ومن الكتب أيضاً كتاب مذكرات أبي الفضل القمري الميسوم ( الحرب على الإسلام)، وهو من تأليف عبد الله فاضل هارون القمري، وقد نشر الكتاب عن طريق الكتروني في الشبكة العنكبوتية.